ذكر الله عند دخول البيت.. سلاحك لطرد الشيطان وحفظ أسرتك

مع تزايد ضغوط الحياة، يبحث الناس عن الطمأنينة داخل بيوتهم، يأتي الهدي النبوي الشريف ليعلّمنا أن الراحة لا تبدأ من الأثاث الفاخر أو التنظيم المثالي، بل من ذكر الله، الذي يُعدّ درعًا واقيًا يحمي البيوت من تسلط الشيطان.
● حديث نبوي يهز الغفلة:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء"
[صحيح مسلم، رقم الحديث: 2018]
● معنى الحديث: كيف يُطرد الشيطان؟:
يفسّر العلماء الحديث بأن ذكر الله عند دخول المنزل يمنع الشيطان من الدخول، فهو لا يجد مأوىً بين جدران يُذكر فيها اسم الله. فإن دخل الإنسان بيته غافلًا، وجلس للطعام دون تسمية، شاركه الشيطان في نومه وطعامه، بل ويبدأ في بث الخلافات والهموم.
قال الإمام النووي في شرحه للحديث: "فيه استحباب ذكر الله تعالى عند دخول المنزل، وعند الطعام، وأنه يُمنع بذلك من مشاركة الشيطان".[شرح النووي على مسلم، 13/185]
● الذكر ليس لفظًا فقط. بل تحصين روحي:
أكد الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الإسلامي المعروف، في إحدى دروسه، أن الذكر عند الدخول إلى المنزل لا يعني فقط قول "بسم الله"، بل هو نية واعية بحضور الله في البيت، ودعاء أن يكون بيتًا للسكينة، لا مرتعًا للخصام أو الغفلة.
[موقع النابلسي الرسمي – محاضرة عن ذكر الله في البيوت]
● ذكر الله وأثره في الأسرة:
يرى علماء النفس التربويون أن الروتين العائلي الذي يبدأ بتسمية الله، حتى في أبسط الأمور، يخلق جوًا من الاستقرار الداخلي بين أفراد الأسرة. فحين يشعر الطفل أن ذكر الله يسبق كل شيء، ينشأ على احترام هذا الحضور الإلهي، ويقل تأثير وساوس الشيطان عليه.
● كيف نطبّق الهدي النبوي في بيوتنا؟
عند الدخول: قل "بسم الله"، ويمكن أن تضيف: "اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج".
عند الطعام: قل "بسم الله" قبل الأكل، وإن نسيت فقل عند التذكّر: "بسم الله في أوله وآخره".
● بيت بلا ذكر.. عرضة للتفكك:
قال ابن القيم في كتابه الوابل الصيب: "الذكر يُحصّن البيوت من تسلط الشيطان، ومن تركه تسلط عليه عدوه، فصارت داره سجنًا للهموم، ومرعى للوساوس".[الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص 60]