ساويرس لابن شهيد العاشر: والدك «قديس».. وكل شركاتي تحت أمرك

أعرب أحمد خالد عبد العال، نجل السائق الشهيد خالد عبد العال، الذي قدّم روحه فداءً لإنقاذ مدينة العاشر من رمضان من كارثة محققة، بعد أن قاد شاحنة وقود مشتعلة إلى خارج محطة تموين السيارات بمنطقة المجاورة 70، ليمنع انفجارًا كان من الممكن أن يودي بحياة العشرات، عن خالص شكره وامتنانه للدكتور السعيد كامل، والمهندس نجيب ساويرس، ورئيس الجهاز، وكل من ساند الأسرة في محنتها.
وقال عبد العال، في تصريحات خاصة لـ" بوابة الوفد"، : «أشكر كل من قدم يد العون والمساعدة في علاج والدي، وكل من ساهم في إجراءات الدفن، وواسانا بكلمة طيبة أو حضور، والدي كان إنسانًا بسيطًا، لكنه أحب بلده بصدق، وضحى بحياته من أجل أن يحمي الناس، وأعدكم أن أكون على قدر المسؤولية، وأن أواصل طريقه بفخر».
بينما قال ساويرس، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع أحمد خالد عبد العال، نجل الشهيد، على هامش لقاء جمع أسرة الفقيد بعدد من قيادات المدينة ورجل الأعمال: «كلنا مدينون لوالدك البطل الشهيد، وفي ديانتنا المسيحية بنسميه قديس لأنه ضحّى بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين، والدك كان إنسانًا أصيلًا وجدعًا، ومثالًا نادرًا في الوطنية والشجاعة، وكان يُشرفني أن ألتقي به».
وأضاف ساويرس بصوت ملؤه التأثر: «إحنا معاك في أي حاجة تطلبها، وكل شركاتي تحت أمرك، يشرفني ويسعدني إنك تشتغل معانا، أنا بعزيك، وبعزي والدتك، وإخواتك، وكل أسرتك وبلدك، والدك في الجنة بإذن الله، ومكانته كبيرة عند ربنا وعند الناس».
والقديس في الديانة المسيحية يُطلق على من عاش حياة فاضلة وقدم تضحيات عظيمة، خاصة من ضحوا بحياتهم لإنقاذ الآخرين أو من أجل إيمانهم، ويُكرَّم القديسون كرموز خالدة للفضيلة والشجاعة، ويُنظر إليهم باعتبارهم شفعاء وأمثلة يُحتذى بها في المحبة والبذل.
ولا شك أن ما قام به الشهيد خالد عبد العال يدخل ضمن هذا السياق الإنساني والروحي، حيث فضّل التضحية بحياته على أن يشهد كارثة إنسانية في مدينته وبين أهله وناسه.
وجاءت مكالمة ساويرس في سياق لقاء إنساني استضافه الدكتور السعيد كامل، أحد رجال الأعمال بمدينة العاشر من رمضان، بحضور المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز المدينة، حيث تم استقبال أسرة الشهيد وقدما لهم واجب العزاء في مكتب السعيد.
وخلال اللقاء، أعلن الدكتور السعيد كامل تبرعه بمبلغ نصف مليون جنيه لصالح أسرة الفقيد، تقديرًا لما قدمه الشهيد من تضحية بطولية، فيما قرر مناصفة مبلغ مليون جنيه مع المهندس نجيب ساويرس، ليُمنح كامل المبلغ لنجل الشهيد وأسرته، على سبيل العرفان والوفاء.
ولم يتوقف الدعم عند هذا الحد، حيث أعلن المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، عن إطلاق اسم الشهيد خالد عبد العال على أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، تخليدًا لذكراه العطرة وتقديرًا لبطولته النادرة، كما قرر رئيس الجهاز دعم الأسرة ماليًا بمبلغ إضافي قدره 50 ألف جنيه، تُقدم من صندوق دعم الجهاز.
وقال رئيس الجهاز: «ما قدمه هذا البطل هو تضحية لا تُنسى، ومن واجبنا أن نظل أوفياء له ولأسرته، فذكراه ستبقى محفورة في وجدان المدينة وأهلها».
وفي سياق متصل، نظّم جهاز مدينة العاشر من رمضان مساء الأربعاء، ليلة عزاء شعبية مهيبة للشهيد البطل، بمقر دار مناسبات مجلس أمناء المدينة، حضرها عدد من كبار المسؤولين والقيادات التنفيذية والشعبية، على رأسهم المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس علاء عبد اللاه مصطفى رئيس جهاز المدينة، وعدد من رموز المجتمع المحلي.
وقد ساد العزاء جو من الحزن الممزوج بالفخر، حيث عبّر الحضور عن اعتزازهم الكبير بما قدمه الشهيد من نموذج نادر في التضحية، مؤكدين أن ذكراه ستظل خالدة في وجدان أبناء المدينة.
قصة الشهيد خالد عبد العال ليست مجرد حادثة بطولية عابرة، بل درس خالد في الإيثار والتفاني ونكران الذات، رجل بسيط من عامة الشعب، أصبح رمزًا للوطنية، واستحق أن يُنادى به «قديسًا» ليس فقط في مصطلحات الإيمان، بل في ضمير كل مصري ومصرية.
