بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الندم لا يصلح ما أفسدته التغريدات

ترامب وماسك وجهًا لوجه من جديد

بوابة الوفد الإلكترونية

اندلع خلاف علنى ومحتدم بين الرئيس الامريكى دونالد ترامب والملياردير ايلون ماسك خلال الأسبوع الماضى فى سلسلة من المنشورات المتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعى قبل أن يتراجع ماسك عن بعض تصريحاته بتعبير خجول عن الندم.

فى الساعات الأولى من صباح امس كتب ماسك على منصته اكس انه يندم على بعض تعليقاته التى وجهها للرئيس قائلا بعض منشوراتى عن الرئيس realDonaldTrump الاسبوع الماضى تجاوزت الحدود لقد ذهبت بعيدا جدًّا.

العلاقة بين الرجلين لطالما اتسمت بالتوتر المتقطع خصوصا منذ مغادرة ماسك منصبه كمستشار غير رسمى فى إدارة ترامب وبداية الخلافات الحادة بينهما حول سياسات ترامب الفيدرالية ومشروعات القوانين الداخلية المثيرة للجدل.

رد ترامب الأسبوع الماضى بمنشور صريح على منصته تروث سوشال قائلا إنه لا ينوى إصلاح العلاقة مع ماسك واصفًا إياه بالمتقلب وغير الجدير بالثقة، مؤكدا ان العلاقة بينهما قد انتهت تماما.

بدوره حذف ماسك عددًا من منشوراته المثيرة للجدل التى تضمنت نظريات مؤامرة وهجمات شخصية على ترامب فى محاولة واضحة لتخفيف حدة الخلاف بينما بدا ترامب بدوره أقل حدة فى تعليقاته الأخيرة، ما يشير الى محاولة غير معلنة للتهدئة رغم ان احدا منهما لم يعلن صراحة عن رغبة فى المصالحة.

التحول اللافت فى لهجة ماسك يعكس تعقيد العلاقة بين الطرفين فرغم الخلافات الحادة تبقى المصالح المشتركة حاضرة بقوة فإيلون ماسك هو اكبر ممول فردى للحزب الجمهورى هذا العام بعد ان ضخ نحو ٢٧٥ مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية بينما تعتمد شركاته الكبرى مثل تسلا وسبايس اكس على عقود اتحادية ضخمة بمليارات الدولارات.

ترامب لم يتردد فى استخدام تلك العقود كسلاح ضغط اذ هدد علنا عبر منشوراته بوقف تمويل شركات ماسك تحت شعار خفض نفقات الميزانية الفيدرالية قائلا ان إلغاء العقود قد يكون وسيلة فعالة لتوفير المال.

وفى تصعيد جديد قال ترامب للصحفيين إنه لم يعد حتى يفكر فى ماسك وانه يدرس بيع او التبرع بسيارة تيسلا الحمراء التى اشتراها منه مطلع العام الحالى فى اشارة تهكمية الى انتهاء العلاقة الشخصية تماما.

بدأ الخلاف بين الطرفين بعد ان وصف ماسك مشروع قانون داخلى طرحته إدارة ترامب بأنه عمل مقزز وهو ما أثار غضب ترامب وتحول النقاش الى تبادل اتهامات عبثية وصلت إلى حد تلميح ماسك بأن إدارة ترامب تخفى ملفات تتعلق بجيفرى إبستين لأن اسم ترامب قد يرد فيها، فيما سخر ترامب من ظهور ماسك فى المكتب البيضاوى قائلا لماذا لم يخفِ عينه السوداء بالمكياج.

رغم كل ذلك لا يزال ماسك رقما صعبا فى السياسة والاقتصاد الأمريكى بفضل جماهيريته الواسعة وتأثيره المالى المتنامى بينما يواصل ترامب فرض سيطرته على الحزب الجمهورى واستعداداته المكثفة للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفى ظل هذا التوتر تبقى احتمالات التصعيد قائمة فى أى لحظة خصوصا مع اختلاف طبيعتى الشخصيتين وتشابك المصالح والمواقف بينهما ما يجعل هذا الصراع واحدًا من أكثر النزاعات الشخصية تأثيرا فى المشهد السياسى الأمريكى اليوم.