حظر وتجريد واعتقالات جماعية ف لوس أنجلوس
الرئيس الأمريكى يصف المتظاهرين بالحيوانات ويهدد بتفعيل قانون التمرد

تصعيد عسكر بقيادة ترامب.. ومعركة قانونية يقودها «نيوسوم»
نفذت شرطة لوس أنجلوس اعتقالات جماعية فى وسط المدينة بعدما فرضت العمدة كارين باس حظر تجول مدة عشر ساعات بدءا من الساعة الثامنة مساء أمس الأول حتى صباح امس على منطقة مساحتها ميل مربع واحد عقب أيام من الاحتجاجات العنيفة ضد مداهمات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية التى شملت أعمال شغب وتخريب ونهب واشتباكات مباشرة مع قوات الأمن.
أكدت الشرطة أنها اعتقلت أكثر من ٣٠٠ متظاهر خلال اليومين السابقين فى وقت شهد تصاعد التوتر بين إدارة ترامب وكاليفورنيا بسبب عمليات الترحيل الفيدرالية ونشر القوات العسكرية الفيدرالية ردا على الغضب الشعبى المتزايد.
جاءت هذه التطورات بعد أن طلب حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم تدخلا قضائيا عاجلا لمنع إدارة ترامب من استخدام قوات الجيش لمرافقة ضباط الهجرة خلال المداهمات فى أنحاء لوس أنجلوس إلا أن قاضيا فيدراليا رفض البت الفورى فى الدعوى وحدد جلسة استماع اليوم الخميس للنظر فى الطلب
فيما أمر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنشر ٤٠٠٠ من أفراد الحرس الوطنى و٧٠٠ من مشاة البحرية فى لوس أنجلوس بعد أربعة أيام من المظاهرات التى اندلعت احتجاجا على المداهمات التى استهدفت عمال الملابس والعمال اليوميين ومغاسل السيارات وسكان الأحياء المهاجرة فى المدينة الثانية من حيث الكثافة السكانية فى الولايات المتحدة.
اتهم نيوسوم فى خطاب مسائى ترامب باستهداف المهاجرين بشكل عشوائى وروى كيف احتجز عملاء الهجرة خلال الأيام الأخيرة مواطنة أمريكية حاملًا فى شهرها التاسع واختطفوا بستانيين وخياطين خارج المدارس والمتاجر وأرسلوا سيارات بلا لوحات لتوقيف الناس دون أوامر قضائية وقال نيوسوم هذا مجرد ضعف متنكر فى صورة قوة إذا كان بالإمكان اختطاف بعضنا من الشوارع لمجرد الاشتباه أو لون البشرة فلن يكون أحد منا فى مأمن، تبدأ الأنظمة الاستبدادية باستهداف من لا يستطيع الدفاع عن نفسه لكنها لا تتوقف عند هذا الحد.
وأضاف نيوسوم: الديمقراطية تتعرض للهجوم وما يريده ترامب أكثر من أى شيء آخر هو الولاء والصمت والمشاركة فى هذه اللحظة لا تستسلموا له
فى المقابل وصف ترامب المتظاهرين بالحيوانات وتعهد بتحرير لوس أنجلوس خلال خطاب ألقاه فى فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية بمناسبة الذكرى 250 لتأسيس الجيش الأمريكى وادعى أن المحتجين يحملون أعلاما أجنبية ويقودهم مثيرو شغب مأجورون واتهمهم بمحاولة غزو أمريكا داخليا كما روج لنظرية مؤامرة منتشرة تقول إن منصات من الطوب تركت للمتظاهرين ليرشقوا بها عناصر الشرطة.
نقلت مئات من القوات العسكرية إلى لوس أنجلوس اول أمس الثلاثاء رغم اعتراض المسئولين الديمقراطيين ومخاوف السلطات المحلية وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن القوات ستبقى فى المدينة مدة ٦٠ يوما على الأقل بتكلفة تفوق ١٣٤ مليون دولار وأكد ترامب أنه سيدرس تفعيل قانون التمرد وقال إذا حدث تمرد فسأفعله بالتأكيد سنرى.
ورد فى دعوى كاليفورنيا أن ترامب وهيجسيث سعيا إلى فرض ثقافة المحارب فى شوارع المدن التى يعمل فيها الأمريكيون ويربون أسرهم وأنهما الآن وجها أنظارهما إلى كاليفورنيا ما تسبب فى نتائج كارثية.
فى فترة ما قبل بدء حظر التجول بدا الوضع فى وسط لوس أنجلوس هادئا باستثناء وجود مكثف للشرطة وعناصر الحرس الوطنى خاصة قرب المبانى الفيدرالية مثل مركز احتجاز متروبوليتان قرب ليتل طوكيو حيث وقف عدد قليل من المتظاهرين أمام الحرس الوطنى بكاليفورنيا الذين أرسلهم ترامب
شوهدت امرأة تسير بعلم أمريكى مقلوب أمام الجنود وتصرخ اتخذوا القرار الصحيح بينما بدت نصف المنطقة هادئة ونصفها الآخر محاصرا بعشرات سيارات الشرطة وضباط مكافحة الشغب الذين وقفوا أمام المبانى المزينة برسومات الجرافيتى إلى جانب نحو خمسة وعشرين متظاهرا وإعلاميا.
أوضحت السلطات أن مهمة الحرس الوطنى لا تشمل السيطرة على الحشود بل حماية الممتلكات الفيدرالية فيما عبر مسئولون ديمقراطيون عن رفضهم الشديد لنشر القوات وقال السيناتور أليكس باديلا إن المواجهة الراهنة مع ترامب هى أزمة من صنعه وأكد أن وجود القوات سيؤدى فقط إلى تصعيد التوترات.
وأشار باديلا إلى أن شرطة لوس أنجلوس لم تبلغ بتحويل الحرس الوطنى إلى سلطة فيدرالية وأن مكتب الحاكم ضغط على البنتاجون لتقديم توضيحات وأكد أن وزارة الدفاع نفسها غير متأكدة من طبيعة المهمة.
رئيس الشرطة جيم ماكدونيل قال إن لدى الإدارة وشركائها خبرة طويلة فى التعامل مع الاحتجاجات وإن وصول القوات الفيدرالية بدون تنسيق يمثل تحديا لوجستيا وعمليا كبيرا لهم.
من جانبها قالت القيادة الشمالية الأمريكية إن مشاة البحرية من الكتيبة الثانية فوج المشاة السابع سيتكاملون بسلاسة مع القوات المكلفة بحماية الموظفين الفيدراليين والممتلكات فى منطقة لوس أنجلوس الكبرى وأكدت أن الجنود تلقوا تدريبات على خفض التصعيد والسيطرة على الحشود وأن نحو ١٧٠٠ جندى من الحرس الوطنى فى كاليفورنيا كانوا متمركزين بالفعل فى المدينة.
أدلى هيجسيث بشهادته أمام لجنة مخصصات الدفاع فى مجلس النواب وكان من المفترض أن يركز الاجتماع على طلب ميزانية 2026 البالغة نحو تريليون دولار لكن الديمقراطيين بادروا إلى مساءلة الوزير بشأن قراره المثير للجدل بإرسال القوات إلى لوس أنجلوس.
رد هيجسيث قائلا إنهم أُرسلوا إلى وضع متدهور بالمعدات والقدرات وإنهم هناك للحفاظ على السلام نيابة عن شرطة لوس أنجلوس لأن جافين نيوسوم لن يقوم بهذه المهمة وأضاف أن من حق عناصر الهجرة أداء مهامهم دون التعرض للهجوم، مؤكدا أن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين يجب ألا يقابل بالفوضى فى أى مدينة أمريكية.
فى اطار آخر تظاهر الآلاف فى مدينة شيكاغو، وأوقفوا حركة المرور فى وسط المدينة، ورددوا شعارات مناهضة لترامب، بينما نددوا بمداهمات الهجرة فى لوس أنجلوس وشيكاغو ومدن أخرى.
ولوح المتظاهرون، الذين كانوا متبادلين بين التفاؤل والتحدى، بالأعلام المكسيكية وحملوا لافتات تندد بإدارة الهجرة والجمارك وترامب، وكتب عليها «إدارة الهجرة والجمارك خارج شيكاغو»، و«شارب واحد بعيدًا عن الفاشية»، و«المهاجرون يجعلون أمريكا عظيمة».
وانضم إليهم أيضًا المتظاهرون الداعمون للفلسطينيين، الذين يرتدون الكوفية، ويدعون إلى وقف إطلاق النار فى غزة.
وهتف المتظاهرون «من فلسطين إلى المكسيك، يجب إزالة هذه الجدران الحدودية». كما اشتبك عشرات المتظاهرين مع الشرطة خارج مبنى اتحادى فى وسط المدينة. هتف بعض المتظاهرين «عار!» فى وجه ضباط الشرطة، قائلين إنهم يمثلون دائرة الهجرة والجمارك والحكومة، وهما المؤسستان اللتان استهدفتهما المجموعة بسخطها. وألقى بعضهم زجاجات مياه نصف ممتلئة باتجاه الضباط، الذين سارعوا إلى ارتداء الخوذات وواقيات الوجه.
فى شيكاغو، المدينة ذات الكثافة السكانية الكبيرة من المهاجرين، تصاعدت حدة التوتر فى الأحياء ذات الأغلبية اللاتينية بسبب اعتقال أشخاص غير موثقين. وفى مجتمعات مثل بيلسن، وهو حى ذو أغلبية مكسيكية، يخشى بعض السكان الذهاب إلى العمل أو التسوق، خوفًا من احتجازهم من قبل موظفى الهجرة الفيدراليين.
حاول المتظاهرون الوصول إلى فندق وبرج ترامب الدولى، وهو ناطحة سحاب لامعة تقع على طول نهر شيكاغو، لكن إدارة الشرطة أغلقت الطريق بضباط وشاحنات كبيرة فى الشارع.

