خط أحمر
القصة بتفاصيلها
كل يوم يتكشف شىء جديد عن الميليشيات التى تتبناها اسرائيل فى قطاع غزة، وتمدها بالسلاح، وتدعوها إلى قتل الفلسطينيين!
ففى البداية ظهر الأمر وكأنه مزحة، ثم ما لبث الذين يتابعون التفاصيل حتى تبينوا أن الأمر حقيقة لا مزحة، وأن اسرائيل تعترف به ولا تنكره، وأن رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب يكاد يتباهى به، وأن وزير دفاعه الذى لا يقل عنه تطرفًا يعلنه ولا يخجل منه.
والقصة التى ترسبت أخبارها ثم ملأت الدنيا، أن اسرائيل تتصل بالمعارضين لحركة حماس فى أنحاء غزة، وتعطيهم السلاح من نوع كلاشينكوف، ومع السلاح بالطبع تعطيهم المال، ثم تطلقهم على الفلسطينيين فى القطاع قتلًا ونسفًا وتدميرًا.
ولا تعرف كيف يقبل فلسطينى أن يكون أداةً فى يد الإسرائيليين ضد أهله فى غزة؟.. كيف يقبل فلسطينى بهذا مهما كانت درجة خلافه مع حماس، ومهما كان عداؤه لها، ومهما كانت كراهيته لكل ما هو حمساوى؟.. ولكن الواضح أن الموضوع حقيقة، وأن فلسطينيين ماتوا فى غزة مؤخرًا بأيدٍ فلسطينية طاوعها قلبها أن تحمل السلاح الإسرائيلى وتفتحه على المدنيين فى أنحاء غزة من شمالها إلى جنوبها!
ذلك أن عناصر حماس تقاتل اسرائيل من تحت الأرض، ولا وجود تقريبًا لعنصر حمساوى مقاتل فوق الأرض، وبالتالى، فلا هدف لسلاح الميليشيات المستأجر سوى المدنيين الذين وجدوا أنفسهم فى وضعية لا يُحسدون عليها.. إنهم إذا لم يسقطوا شهداء بسلاح اسرائيلى مباشر، سقطوا بسلاح اسرائيلى تطلقه يد فلسطينية.. فيا لها من مفارقة لا يكاد العقل يصدقها أو يستوعبها.. ويا لها من مأساة مضاعفة يواجهها الفلسطينيون فى أرضهم المحتلة.
والأشد ألمًا أن نعرف أن هذه الميليشيات هى التى أطلقت النار على الفلسطينيين الذين سقطوا وهُم يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية!.. لقد كنا نتساءل كيف لا يشعر الجنود الإسرائيليون بتأنيب الضمير وهُم يقتلون المتزاحمين على مراكز المساعدات؟.. فإذا بالأنباء تتسرب عن أن الذين استهدفوا الفلسطينيين على أبواب مراكز المساعدات فلسطينيون مثلهم!.. ولكنهم فلسطينيون فى البطاقة الشخصية فقط.. أما بعيدًا عما تقوله بيانات البطاقة فإنهم اسرائيليون لحمًا ودمًا، بل إنهم أشد على أهلهم من الإسرائيليين أنفسهم.
ومع ذلك، فهذا التطرف الذى تتعهده اسرائيل وتسقيه، سرعان ما سوف يرتد إليها هى، لأن هذه هى طبيعة التطرف فى كل الأوقات.