بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رضا حجازي يكشف السبب الحقيقي للغش في امتحانات الثانوية العامة

رضا حجازي وزير التربية
رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق

كشف الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السبب الحقيقي لأزمة انتشار الغش في امتحانات الثانوية العامة. 

وأوضح وزير التربية والتعليم السابق أن مشكلة الغش في الامتحانات كانت موجودة على مدار عشرات السنين، لكن مع تطور التكنولوجيا أصبحت مشكلة كبيرة بتؤرّق الكثيرين، وتحولت لمعركة بين الوزارة والطلبة لكشف الحيل الجديدة في الغش.

ولفت إلى أنه عندما كان في موضع المسؤولية، سواء كوزير أو كنائب لوزير التربية والتعليم، كانت مشكلة الغش واحدة من أهم المشاكل التي يدرسونها بعمق لمحاولة مواجهتها. 

ونوه بأنهم تمكنوا من مواجهة الغش في الثانوية العامة بعدد طرق مثل: تغيير شكل الورقة الامتحانية في فترة من الفترات (وهو البوكليت)، وإضافة نسبة من الأسئلة المقالية آخر عامين، والتفتيش بالعصا الإلكترونية، وإضافة باركود لورقة الأسئلة لتسهيل الوصول لصاحب الورقة المُسرّبة، ومتابعة الحيل المختلفة الجديدة مثل كروت الفيزا المتصلة بخط تليفون، وزراعة سماعات الأذن، وغيره.

وأضاف أنهم فكروا كتير مع كل الأطراف والوزارات في حلول أخرى، لكن تنفيذها كان بيقابله معوقات مختلفة، مثل أجهزة التشويش على الإنترنت، وأجهزة الكشف عن ذبذبات التليفون في لجان الامتحانات، وغيره من أفكار ومقترحات كتير.

وأشار إلى أن كل هذه آليات لكشف الغش، لكن المشكلة تكمل في التساؤلات التالية: لماذا أصبحنا نرى الغش شيئا عاديا؟ لماذا تحول الأمر لحرب بين الوزارة والطلبة للكشف عن الغش كما القط والفار؟ هل الطالب لو نجح بالغش سيشعر بالنجاح؟ هل أهله سيشعر بالفخر؟ هل لو الطالب نجح في المدرسة بالغش سيستكمل هكذا في الجامعة؟ هل سيكمل هكذا في الحياة؟ هل لو استطاع الاستمرار في الغش في حياته سيكون سعيدا برسالته في الحياة وراضٍ عن نفسه؟ ماذا لو تحوّل المجتمع كله إلى مجموعات من الغشاشين في كل المجالات؟ هل سيكون مجتمع ناجح؟ وهل سنصبح مطمئنين ونحن جميعا لا نثق في بعض؟

وأكد أن المشكلة ليست في أدوات الغش، لكن المشكلة الحقيقية في الفكرة التي تزرع من الطفولة: “انجح بأي طريقة”، على الرغم أن هذا أخطر من أي سماعة أو موبايل، قائلا: "هل إحنا عارفين إيه الهدف من المدرسة؟ هل الطالب بيدخل المدرسة علشان يجيب مجموع ويدخل كلية معينة بناءً على درجاته؟ ولا دورنا كمدرسة وكأهل إننا نهيّأ للطفل بيئة مناسبة علشان ينجح في المجال المناسب لقدراته؟ أسئلة كتير، وإجاباتها لازم تيجي من الطلبة نفسهم، بتشجيع من أهاليهم".

وأوضح أنه ذكر الأهل أكتر من مرة، لأن دورهم حساس جدًا، قائلا: "ممكن يكون إنهم ياخدوا ابنهم يزرعوله سماعة في ودنه يغش بيها، أو إنهم يهددوا المدرسين علشان يسمحوا بالغش، وممكن يكون إنهم يدعموا ولادهم، يشجعوهم وينصحوهم، ويقدّموا لهم الحب والاحتواء أيا كانت النتيجة، ومهما كانت الظروف" .

وشدد على أننا نريد بناء إنسان مصري سوي نفسيًا، ملتزم بالدين والعادات والتقاليد المصرية السليمة، ناجح بمجهوده في المجال الذي يختاره، ويحب يكمل به حياته، ويكون قادرا على الوصول للمعلومات ويستخدمها في حل المشكلات، ويستطيع العمل في فريق جماعي ويعلم نقاط ضعفه وقوته. 

ونبه بأنه إذا اقتصر دور المدرسة والأهل على النجاح في الامتحان وتحصيل الدرجات، فإن لن يستطيع مواجهة العالم الحقيقي، وبالتالي سنكون فشلنا في رسالة تربية الأطفال.