بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وتحقيقات رسمية تبحث عمر العروس

«زفاف يثير الجدل».. زواج شاب من متلازمة داون بفتاة في الشرقية يُشعل مواقع التواصل

بوابة الوفد الإلكترونية

أثار مقطع فيديو تم تداوله بكثافة خلال الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يُوثق لحظة زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون على فتاة في محافظة الشرقية، موجة واسعة من الجدل الشعبي والرسمي، ما دفع المجلس القومي للطفولة والأمومة إلى التحرك العاجل، وإبلاغ مكتب النائب العام لفتح تحقيق حول الواقعة، خاصة في ظل ما أُثير بشأن احتمال أن تكون العروس قاصرًا، دون وجود تأكيد رسمي بذلك حتى الآن.

 

وتعود تفاصيل الواقعة إلى تداول مقطع مصور مدته 27 ثانية، يظهر خلاله الشاب من ذوي متلازمة داون يحتفل بزفافه وسط أجواء احتفالية، بينما ظهرت العروس وهي تبكي خلال المراسم، ما أثار ردود فعل متباينة بين النشطاء ورواد مواقع التواصل، الذين انقسموا بين مؤيدين للزفاف باعتباره تجسيدًا للرحمة والاحتواء، ومعارضين يرون في الأمر تجاوزًا قانونيًا وحقوقيًا يستوجب التحقيق.

 

وبحسب ما ورد للمجلس القومي للطفولة والأمومة عبر خط نجدة الطفل، تحت البلاغ رقم 102031، فإن الواقعة جرت في مدينة الصالحية الجديدة بمحافظة الشرقية، وأن البلاغ تضمن ادعاءً بأن العروس لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، وهو ما يخالف قانون تنظيم الزواج، لكن لم يتم التأكد رسميًا حتى الآن من عمر العروس أو توفر المستندات القانونية لعقد الزواج.

 

وأكد مكتب حماية الطفل التابع للمجلس، أنه يتابع باهتمام بالغ ما جرى تداوله بشأن الواقعة، موضحًا أن ما ورد في البلاغ يشير إلى احتمال وقوع انتهاك يتعلق بتزويج فتاة دون السن القانونية.

 

 وأشار إلى أن هذه الوقائع تُثير تساؤلات قانونية وأخلاقية، سواء من حيث أهلية الزوج المصاب بمتلازمة داون في اتخاذ قرارات مصيرية مثل الزواج، أو من حيث مدى توفر الرضا الكامل والإدراك الكافي لدى الطرفين لإبرام عقد زواج مستوفٍ للشروط الشرعية والقانونية.

 

من جهتها، دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة التدخل العاجل من الجهات المختصة للتحقق من ملابسات الزواج، ومراجعة الوثائق الرسمية، والتأكد من مدى استيفاء كافة الشروط القانونية، وفي مقدمتها السن القانونية للعروس، وتمام الأهلية العقلية للطرفين.

 

وفي الوقت الذي رأى فيه بعض المعلقين على مواقع التواصل أن الزفاف كان تعبيرًا عن مشاعر إنسانية نبيلة، شدد آخرون على ضرورة التزام المجتمع بالقوانين التي تحمي حقوق الأطفال وذوي الإعاقات، ورفض أي تجاوز تحت أي غطاء اجتماعي أو عاطفي.

 

يُذكر أن قانون الطفل المصري يحظر توثيق عقود الزواج لمن لم يبلغوا سن 18 عامًا، ويُعاقب المخالفون بالحبس والغرامة، كما يشترط قانون الأحوال الشخصية توافر الأهلية العقلية والرضا الكامل للطرفين لعقد الزواج. ولا تزال التحقيقات جارية حتى الآن لتحديد مدى قانونية الزواج محل الجدل.

 

وفي تطور جديد، ظهرت العروس في بث مباشر عبر الإنترنت برفقة أسرة عريسها وجيرانه، حيث أكدت أنها تزوجت الشاب عن حب واقتناع تامين، بعد فترة خطوبة استمرت ثمانية أشهر، وانتهت بإتمام الزواج يوم السبت الماضي.

 

وأوضحت أن زوجها شاب محترم ومناسب لها، ويُعاملها بإخلاص ويُحبها بصدق، مشددة على أنها اتخذت قرار الزواج بكامل إرادتها، وأن حالته الصحية لا تُشكل أي عائق أمام استمرار حياتهما الزوجية بشكل طبيعي.