بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اتفاقية تاريخية لتعزيز تدريب الأطباء وتطوير منظومة علاج الأورام فى مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

فى خطوة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ التعاون الطبى بين مصر والولايات المتحدة، وقعت الجمعية المصرية لأمراض السرطان اتفاقية استراتيجية مع الجمعية الأمريكية للأورام (ASCO)، بهدف إحداث تحول نوعى فى منظومة علاج الأورام بمصر، وتعزيز كفاءة الأطباء وتوطين البروتوكولات العالمية فى بيئة الرعاية الصحية المصرية.

جاء توقيع الاتفاقية على هامش أعمال المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية للأورام 2025، وبحضور رفيع المستوى من قيادات الجمعيتين، مثل الجانب المصرى كل من الدكتور هشام الغزالى، رئيس الجمعية المصرية للسرطان، والدكتورة علا خورشيد، عضوة مجلس الإدارة، فيما شارك من الجانب الأمريكى عدد من الشخصيات البارزة على رأسهم كليف هوديس، الرئيس التنفيذى للجمعية الأمريكية، وروبن زون، رئيسة الجمعية، إلى جانب إريك سمول، الرئيس المنتخب، وقيادات من مركز التعاون الدولى.

من جانبه، أكد الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس ورئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن الاتفاقية تعكس التزام الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدعم الجهود الوطنية والدولية لمكافحة السرطان، مشيراً إلى أنها «ليست مجرد تعاون أكاديمى، بل خارطة طريق لمستقبل صحى أكثر عدلاً وشمولاً.

ووصف الاتفاقية بأنها «نقلة تاريخية»، و«الأولى من نوعها فى مصر والعالم العربى والأفريقى» لافتاً إلى أنها تشمل التعاون فى مجالات تدريب الكوادر الطبية المصرية، وتبادل البروتوكولات التشخيصية والعلاجية الحديثة، فضلاً عن دعم البحث العلمى المشترك وتوفير منصات تعليمية محدثة تواكب التطورات العالمية فى علاج السرطان.

واضاف أن هذه الخطوة تأتى فى وقت تشير فيه الإحصائيات إلى ارتفاع ملحوظ فى معدلات الإصابة بالسرطان فى مصر، وسط تحديات تتطلب استجابات علمية وتكاملية فعالة.

وأضاف: «نحن نعمل على تمكين الأطباء من الوصول إلى أحدث ما توصل إليه العلم، من خلال التدريب المستمر، والدعم البحثى، والتعاون العابر للحدود. وهدفنا هو بناء منظومة مستدامة، قائمة على المعرفة والجودة والمساواة».

ولفت إلى أن هذه الاتفاقية تتماشى مع توصيات عدد من أحدث الأبحاث العالمية فى مجال الأورام، مثل دراسة Lancet Oncology (2024)، التى تؤكد أن تدريب الأطباء وتبادل الخبرات بين الدول يُعد من أبرز محركات تحسين نسب النجاة فى حالات السرطان، خاصة فى الدول ذات الأنظمة الصحية المتوسطة الموارد. كما أظهرت دراسة حديثة صادرة عن المعهد القومى الأمريكى للسرطان أن التعاون البحثى الدولى أسهم فى تسريع اعتماد العلاجات المناعية والبيولوجية بنسبة 35% مقارنة بالدراسات المحلية المنفردة.

من جانبها، عبّرت الدكتورة روبن زون، رئيسة الجمعية الأمريكية للأورام، عن سعادتها بتوقيع الاتفاقية، مؤكدة أن «مصر ليست فقط دولة ذات تاريخ طبى عريق، بل هى بوابة محورية للشرق الأوسط وأفريقيا، ومنصة واعدة للتعليم الطبى المستمر».

وأضافت: «نحن نؤمن أن توطين المعرفة يجب أن يُبنى على احتياجات كل بلد، ومصر تمثل نموذجا مثاليا لشراكة قائمة على الاحترام المتبادل وتكامل القدرات».

وتؤكد الجمعيتان، من خلال هذه الاتفاقية، التزامهما بتحقيق نقلة نوعية حقيقية فى رعاية مرضى السرطان فى مصر، والعمل من أجل منظومة صحية أكثر إنصافاً واستدامة، تتجاوز الحواجز الجغرافية والمادية، وتضع الإنسان فى قلب أولوياتها.

وفى ظل هذه الشراكة، تأمل مصر فى أن تصبح مركزاً إقليمياً للتدريب والعلاج، بما يخدم المرضى فى الداخل وفى المنطقة، ويؤسس لنهج دولى فعّال فى مكافحة السرطان، قائم على العلم والتضامن الإنسانى.