العيد فى المناطق الشعبية «شكل تانى»
تختلف العادات والتقاليد فى عيد الأضحى كثيراً فى المناطق الشعبية والقرى عن احتفالات عيد االفطر، الذى يحرص أغلب الناس على صلاة العيد والزيارة الفورية مباشرة إلى الأهل والجيران والرفاق، ففى الأضحى تكون الأغلبية مشغولة بالأضحية وتوزيعها فى أول أيام العيد ولا مجال للزيارات العائلية أو تبادل البركات والتهانى.
تخرج العائلات فى تجمعات يجهزون أماكن لذبح الأضحية، سواء بواسطة رجال العائلة أو ربما استأجروا جزاراً، وهذا يحدث نادراً، لأن أغلبهم يُجيدون ذبح وسلخ الأضاحى، وبعد الانتهاء من توزيع الأضاحى وإعطاء حق الله لمن يستحق، يُعدون وليمة من فواكه اللحوم، يوزعونها على الجيران والأحباب، ثم يدخلون فى فترة استرخاء، وفى الليل قد يطوفون على الأقارب والأهل لتقديم التهانى بحلول العيد.
فى بعض العائلات تذبح الأضحية فى منتصف الليل مع الساعات الأولى من حلول ليلة العيد، بحيث يطهون الطعام ويقدمونه عند أقرب مسجد لهم بعد انتهاء الناس من صلاة العيد، والبعض الآخر لا يقدر على الأضحية، فتعُد النساء (بليلة القمح باللبن) ويخرج بها الشباب إلى الساحات والمساجد يطعمون الأطفال والكبار فرحاً بحلول العيد، فالكل ينفق من سعته.
فى البيوت تكون هناك مراسم وعادات أخرى للنساء، فهن يقمن بالطهى لإفطار يوم العيد سواء من الأضحية أو شراء اللحوم والرقاق، يقمن بسلق اللحوم وتحميرها، وإغراق الرقاق فى شوربة اللحم، وتحميره فى السمنة البلدى، ثم وضعه طبقات مع الأرز المحمر، ثم رش الصلصة عليه ووضع تشكيلة من اللحوم.
فى مناطق أخرى تختلف طقوس الطهى، فمثلاً فى قرية المرازيق أقصى جنوب الجيزة، يفضلون تناول الكسكسى عن الرقاق، ويقدمون اللحم فى الشوربة، وفى وسط القاهرة يفضلون الكسكسى مع السكر، وفى مناطق أخرى يفضلون فتة العيش القمح المحمص، مع شوربة اللحم ثم يضعون الصلصة واللحوم المحمرة.
فى اليومين الثانى والثالث من أيام العيد، يطوف الناس على بعضهم فى زيارات ود ورحمة، تتخللها الأطعمة الدسمة وصوانى الرقاق والفتة وضحكات الأطفال والكبار رغم هموم الحياة، ومع تراجع الظروف الاقتصادية، وعدم قدرة الملايين على أداء شعيرة الأضحية، أصبحت المشاركة فى الأضحية حلاً لكثير من الإخوة داخل البيت الواحد، مع العلم أن الأضحية قد تكون من الخراف أو الماعز، فالأضحية من ماشية (الأبقار والجاموس) أصبحت لمن استطاع إليها سبيلاً.
