هل حرام زيارة القبور في العيد للرجال والنساء؟.. توضيح من أمين الفتوى

يتساءل كثيرون كل عيد عن حكم زيارة المقابر في العيد، سواء للرجال أو النساء، بما في ذلك المرأة الحائض، وردًّا على هذا السؤال، أوضح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن زيارة القبور جائزة شرعًا، بل ومستحبة في بعض الأحوال، بشرط الالتزام بالآداب الشرعية.
زيارة القبور في العيد
وأوضح الدكتور عاشور، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن النبي ﷺ قال:"كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الموت" [رواه مسلم]،وفي رواية أخرى لأحمد والنسائي: "فزوروها، ولا تقولوا هُجرًا"، أي لا تتلفظوا بكلام باطل.
وأكد أن هذا الحديث الشريف عام، يشمل كل الأزمنة وجميع الأشخاص، دون تخصيص بوقت أو جنس، كما أنه يتضمن توجيهًا واضحًا للزائرين بالتزام الأدب، والتزام الدعاء والذكر وقراءة القرآن – عدا الحائض التي لا يجوز لها تلاوة القرآن – والتأمل في الموت كعظة.
زيارة القبور في العيد.. لا مانع شرعي
بناءً على ما سبق، أشار الدكتور عاشور إلى أنه لا مانع شرعي من زيارة المقابر خلال أيام العيد، سواء من الرجال أو النساء، مؤكدًا أن هذه الزيارة تدخل السرور على الأموات، خاصة إذا كانت بنية صلة الرحم، لكون الميت يشعر بزيارة أحبته له، كما أخبر النبي ﷺ.
كما أوضح أنه لا حرج على المرأة الحائض من زيارة القبور، شريطة عدم قراءة القرآن، وإنما يمكنها الدعاء والذكر وإهداء ثواب ما تقوم به للميت.
الإفتاء توضح آداب الزيارة
وفي سياق متصل، أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول آداب زيارة القبور، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على "فيسبوك". وقال إن زيارة القبور سنة نبوية، والنبي ﷺ قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها"، مشيرًا إلى أنها تذكر الإنسان بالآخرة، وتمنحه سكينة وسلوى في فَقْد أحبته.
وأشار إلى أن البكاء على الميت لا يُعد من مظاهر الجزع المحرّمة، ولكن المحظور هو اللطم وشق الجيوب والتصرفات التي تُظهر السخط على قضاء الله. ونبّه إلى أن على المرأة أن تكون ملتزمة بالحشمة والهيئة المناسبة خلال زيارتها للمقابر، وأن يكون هدفها من الزيارة مشروعًا، كطلب العظة والدعاء للمتوفى.
شروط مشروعية الزيارة
وفي سياق الحديث عن ضوابط زيارة القبور، كتب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، على صفحته الرسمية بفيسبوك، أن من شروط الزيارة أن تخلو من مظاهر اللهو والتسلية والتجمعات الساخرة، أو المبيت في المقابر، أو التجاوزات التي لا تليق بحرمة الموتى.
وشدّد على أن الزيارة التي يُقصد منها تجديد الأحزان والبكاء المفرط وتجاهل العظة، تُعد غير مشروعة، وقد تصل إلى التحريم للرجال والنساء على حد سواء.
الرسول ﷺ والمرأة الباكية عند القبر
واستدل الدكتور جمعة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ مرّ على امرأة تبكي عند قبر، فقال لها: "اتقي الله واصبري"، فقالت: "إليك عني، فإنك لم تُصب بمصيبتي"، فقيل لها: "إنه النبي ﷺ"، فذهبت إليه وقالت: "لم أعرفك"، فقال لها: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" [رواه البخاري].
وأوضح أن النبي ﷺ لم يُنكر عليها زيارة القبر، بل علّمها أدب الصبر والرضا بقضاء الله، وهو ما يدل على جواز زيارة النساء للمقابر إذا التزمن بالآداب الشرعية.
كما أشار إلى أن الرسول ﷺ كان يُعلم الصحابة – رجالًا ونساءً – دعاء زيارة القبور، قائلًا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية" [رواه أحمد].