بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعد انقطاع لمدة 10 سنوات منشغلًا بـ«مطرانية أسيوط

الأنبا يؤانس سكرتيرًا للمجمع المقدس... أسقف التوازنات يعود لـ«الأضواء»

بوابة الوفد الإلكترونية


اقتراع سرى يمكن «أسقف أسيوط» من مقعد الرجل الثانى بالكنيسة
«زاخر»: سيكون قادرًا على رأب الصدع بحكم خبراته الطويلة بالمقر البابوى
تفاؤل كنسى بالمرحلة القادمة.. والبابا تواضروس يوجه الشكر لـ«الأنبا دانيال»

 

بتصويت سرى، وبعد غياب عن المقر البابوى استمر نحو 12 عامًا، يعود الأنبا يؤانس أسقف أسيوط مرة أخرى لصدارة المشهد الكنسى، كسكرتير للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إبان جلسة عامة للمجمع بدير الأنبا بيشوى – وادى النطرون، برئاسة قداسة البابا تواضروس.
ويعد الأنبا يؤانس المولولد عام 1960 باسم «هانى عونى» بمدينة ملوي- محافظة المنيا، وتخرج فى كلية الطب – جامعة أسيوط عام 1983، أبرز أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال الخمس والعشرين عامًا الأخيرة.
وخلفًا للأنبا دانيال سكرتير المجمع السابق، ومطران المعادى، يبدأ الأنبا يؤانس فى ممارسة مهام عمله كرجل ثان بالكنيسة، بجانب مهام مطرانيته، وحسبما أفاد بيان المجمع المقدس- الصادر أمس الأول- ونشرته صفحة المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، فإن أسقف أسيوط حصل على أغلب أصوات أساقفة المجمع خلال جلسة الاقتراع.
وفى الجلسة ذاتها، انتخب ثلاثة من الأساقفة كسكرتارية مساعدين، وهم الأنبا اسطفانوس أسقف ببا، والفشن، والأنبا ماركوس أسقف دمياط، وكفر الشيخ، والبرارى، ورئيس دير القديسة دميانة بالبرارى، والأنبا مارك أسقف باريس، وشمالى فرنسا.
والتحق الأنبا يؤانس بالرهبنة عام 1986، بعد نحو 5 سنوات من تخرجه بكلية الطب، بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، وسيم قسًا بيد البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث فى مايو 1991.
الأسقف المستبعد من انتخابات البابوية عام 2012، رغم اعتلائه قمة بورصة الترشيحات فى خلافة البطريرك الراحل، التزم الصمت فى أعقاب استبعاده من قبل اللجنة المشرفة على الانتخابات البابوية، وكان من أول المهنئين للبابا تواضروس الثانى فور إعلان فوزه بالقرعة الهيكلية بدير الأنبا بيشوى.
ومنذ ذلك الحين، ابتعد الأسقف اللامع، نظير بقائه كسكرتير مقرب للبابا شنودة الثالث لمدة تجاوزت عشرين عامًا، عن الإعلام، مكتفيًا بدوره الروحى، أداء صلاة تسبحة كيهك، وهى أشهر خصائص الأسقف البارز فى الوسط الكنسى، قبيل تجليسه على مطرانية أسيوط فى مايو 2015.
وخلال مسيرته مع المهام الكنسية أشرف على دير الأنبا شنودة، وأسقفية الخدمات الاجتماعية، والمسكونية، إلى جانب عضويته باللجنة المركزية بمجلس الكنائس العالمى عام 1989، وشغل عضوية لجان شئون الإيبارشيات، والعلاقات الكنسية، والطقوس بالمجمع المقدس.
وبالتوازى مع خطط البابا تواضروس الثانى فى إعادة ترتيب البيت الكنسى من الداخل، وبعد مرض الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة الراحل، رسم الأنبا يؤانس أسقفًا لـ«الايبارشية» فى 23 مايو عام 2015 بيد البابا تواضروس الثانى.
وعلى مدار 10 سنوات استطاع الأنبا يؤانس – أسقف أسيوط- أن يعيد التوازن، والهدوء للمطرانية الأبرز فى الترتيب الإدارى الكنسى، ولم ينشغل بمقارنات عقدت بينه، وبين الأنبا ميخائيل صاحب مدرسة الزهد، والحسم فى الحياة الرعوية، وظل «يؤانس» بمعزل عن صراعات المجمع المقدس متخذًا طريقًا وسطًا يستهدف دعم البطريرك فى مسيرته، وترسيخ الاستقرار فى الكنيسة رغم خلافات حادة على خلفية قضايا تمس العقيدة.
وقبيل إعلان المجمع المقدس المنعقد الأسبوع الماضى لمناقشة عدد من الملفات الكنسية، والعقدية المهمة، توقع مقربون من المقر البابوى تسمية الأنبا يؤانس كسكرتير للمجمع المقدس، وهو المنصب الأبرز داخل الكنيسة القبطية، وحسبما يسميه البعض «الرجل الثانى».
لكن إعلان اسم «الأنبا يؤانس» رغم شيوع التوقعات أحدث جدلًا واسعًا فى الوسط القبطى، حيث ضجت صفحات قبطية بتهنئة الأسقف، معربة عن أملها فى أن يحمل الاختيار هدوءً لفترة طويلة، بعد سلسلة من التوترات، فى حين اعتبر آخرون أن الاختيار يعد مصادفة غير متوقعة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اعتبر المفكر القبطى كمال زاخر مؤسس جبهة العلمانيين الأقباط، انتخاب أساقفة المجمع المقدس «الأنبا يؤانس» على منصب السكرتير، خلفًا للأنبا دانيال، يعد خطوة باتجاه إنهاء حالة الانقسام المسيطرة على المجمع المقدس- حسب قوله-، لافتًا إلى أنه يمثل حقبة ما قبل البابا تواضروس.
«زاخر» الذى يؤكد دائمًا على تعرض البابا تواضروس الثانى لحملات ممنهجة من محسوبين على «الحرس القديم»- على حد وصفه- يقول: إن الأنبا يؤانس يتميز بعلاقات طيبة مع أساقفة فترة البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث من ناحية، والبابا تواضروس من ناحية أخرى.
ويضيف – مؤسس جبهة العلمانيين الأقباط – أن سكرتير المجمع المقدس الجديد محمل بخبرات طويلة فى التعامل مع ملفات الكنيسة بحكم موقعه السابق كسكرتير للبابا شنودة الثالث، بجانب علاقاته المتوازنة مع أجنحة المجمع، وتكتلاته.
وأردف قائلًا: «يتجاوز الأنبا يؤانس منطقة علاقاته مع أجنحة المجمع إلى علاقات متميزة مع أجهزة الدولة بحكم تعاملاته المباشرة خلال عشرين عامًا – هى عمر قربه من البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث-».
واستطرد قائلًا: «بهذه الخصائص التى يمتلكها الأسقف المخضرم فإنه يعد رجل المرحلة الذى تحتاجه الكنيسة فى مأزقها الراهن، على حد تعبيره، مؤكدًا قدرته على رأب الصدع بنجاح».
الانتخابات التى جرت بنظام الاقتراع السرى، وفاز بها الأنبا يؤانس، والسكرتارية المساعدة، أعقبها تقديم الشكر للأنبا دانيال سكرتير المجمع السابق، والذى انتهت مدة عمله وفقًا للائحة المجمع، نظير ما قدمه من خدمات خلال السنوات الماضية.
ويبدأ الأنبا يؤانس مهام منصبه الجديد وسط تساؤلات عن قدرته بشأن الجمع بين مسئوليات أسقفيته، وملفات سكرتارية المجمع المقدس فى الفترة الراهنة.
وعرض مقررو اللجان المجمعية التوصيات الخاصة بكل لجنة، ونوقشت باستفاضة وصولًا إلى توافق على التوصيات النهائية.
ووافق المجمع المقدس على إعادة الحياة الرهبانية، والاعتراف بدير رئيس الملائكة ميخائيل للرهبان بالجبل الشرقى بجرجا، بمحافظة سوهاج، ديرًا رهبانيًا عامرًا.
وقرر المجمع إضافة حدث إقامة قداس مشترك لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة بالشرق الأوسط بمناسبة مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكونى الأول.
كما أصدر المجمع بيانًا ترحيبيًا باستضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للمؤتمر الدولى السادس لمجلس الكنائس العالمى، بمناسبة مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكونى الأول.
وأقرت اللجنة المجمعية للعلاقات العامة وضع مناهج لجميع الخدمات الكنسية، تحث أفراد الشعب على ضرورة المشاركة الفعالة، والعمل التطوعى لخدمة الوطن، والمجتمع من أجل ترسيخ روح المواطنة، وتسليط الضوء على دور الأقباط المجتمعى.
وتسعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من خلال لجنة العلاقات المسكونية إلى معالجة الخلاف الواقع بين الكنيسة السريانية الهندية الأرثوذكسية، والكنيسة الهندية الأرثوذكسية.
وفى ضوء ذلك دعا البابا تواضروس لبحث الخلافات حفاظًا على وحدة العائلة الأرثوذكسية الشرقية.
وبحسب اللجنة فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تتابع باهتمام الوضع الخاص بدير سانت كاترين، وتثمن موقف الدولة فى عدم المساس بالدير، أو الحياة الرهبانية به.
يأتى ذلك بجانب عقد اجتماع لوكلاء الإيبارشيات، وأعضاء المجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية مع القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل عام البطريركية بالقاهرة، بخصوص محاضر الخطوبة، والزواج.
وفق هذا الترتيب تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مرحلة جديدة من إعادة ترتيب البيت الكنسى من الداخل، بعد نحو 12 عامًا للبابا تواضروس الثانى على الكرسى البابوى.
ويعد الأنبا يؤانس سكرتير المجمع المقدس الثالث منذ قدوم البابا تواضروس الثانى إلى الكرسى المرقسى، حيث اختير الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة فى أول اجتماع بعد تجليس البطريرك، وبعدها بسنوات قليلة تولى الأنبا دانيال مطران المعادى مهام سكرتارية المجمع المقدس.
وتظل ملفات الخلاف العقائدى، والتى تضع رغبات البابا تواضروس الثانى الإصلاحية فى مهب الخلافات، محل اهتمام سكرتير المجمع الجديد، حيث تنعقد آمال الأقباط، والوسط الكنسى على قدرات الأنبا يؤانس «التوازنية» فى رأب الصدع، وتقريب وجهات النظر فى القضايا الخلافية، بعكس ما ظهر على السطح خلال الفترة الماضية من أزمة «بيان الأساقفة» الشهير، والذى جاء على خلفية اعتراض على اثنين من المتحدثين خلال «سيمينار المجمع» الذى كان مقرر عقده خلال أكتوبر الماضى.
بجانب الذكاء الاجتماعى الذى يتميز به الأنبا يؤانس فى إدارة الملفات الشائكة، والقضايا الخلافية، فإن ثمة ملمحًا آخر لدى الأسقف العائد إلى الأضواء بعد غياب، وهو قدرته المتفردة فى التعامل مع وسائل الإعلام، ودقة تصريحاته فى اللحظات الأكثر ارتباكًا.
من جديد يعود الأسقف الذى يعد مخزن أسرار المقر البابوى على مدار ربع قرن، ليصبح مركز اتزان الكنيسة فى فترتها الراهنة، مستدعيًا ذاكرة محملة بالمواقف شديدة الحساسية، وفترات الانفتاح، والرواج.