فى رحاب آية
«إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2)» «الكوثر: 1–2»
فى هذه الآية الكريمة، يخاطب الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم مذكراً إياه بعطائه العظيم: «الكوثر»، وهو الخير الكثير، الذى يشمل النبوة، والقرآن، والمكانة الرفيعة، وأبرز صوره نهر الكوثر فى الجنة، الذى ورد فى الحديث الشريف: «هو نهر أعطانيه ربى، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل» «رواه مسلم».
ثم يأتى الأمر الإلهى: «فصل لربك وانحر»، دعوة صريحة إلى الشكر العملى، بالصلاة لله وحده، وبالذبح تقرباً إليه. فقد جعلت الصلاة والنحر فى هذه الآية عنواناً على الامتنان، ومظهراً من مظاهر التوحيد، وتأكيداً على أن العبادة لا تكون إلا لله، خاصة فى موطن اعتاد فيه العرب أن يذبحوا لأصنامهم.
أثر الآية فى حياتنا اليومية
فى أيام عيد الأضحى، تتجلى هذه الآية بكل وضوح، حيث يجتمع المسلمون على الصلاة والذبح، تنفيذاً مباشراً لتوجيه ربانى خالد. وهى تذكرة لنا جميعاً بأن الشكر على النعم لا يكون بالكلمات فقط، بل بالفعل: بالصلاة الخاشعة، والذبح المخلص لوجه الله، وإحياء سنة إبراهيم عليه السلام فى الفداء والطاعة.
تعلمنا الآية الإخلاص، فلا صلاة لمظهر ولا ذبح لعادة، بل لوجه الله وحده. وفى كل عيد، نتساءل: هل عباداتنا خالصة لله؟، ومن لم يملك أضحية هذا العام، فلا يحرمن نفسه من الصلاة الخاشعة، ومن ذكر الله.