السودان يعبر جسر التعاون مع مصر.. خبرات القاهرة تنقذ جسري العاصمة

في خطوة تجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، وتشير إلى بوادر أمل في مسار إعمار السودان بعد الحرب، وقّعت هيئات الطرق والجسور في البلدين على محضر تاريخي بمقر الهيئة المصرية للطرق والكباري.
هذا التوقيع لا يقتصر على إعادة تأهيل جسرين حيويين في العاصمة السودانية فحسب، بل يمثل حجر الزاوية في تعاون ثنائي أوسع يشمل التدريب وتبادل الخبرات وربط البني التحتية، في إشارة واضحة إلى دور مصر المحوري كشريك موثوق في مرحلة إعادة الإعمار السودانية التي تُعد اختباراً لمتانة العلاقات بين دولتي النيل.
شهد سفير السودان الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، مندوب السودان الدائم بجامعة الدول العربية، مراسم التوقيع على المحضر المشترك بين الهيئة القومية للطرق والجسور السودانية ونظيرتها المصرية الهيئة العامة للطرق والكباري. حضر التوقيع اللواء حسام الدين مصطفى مساعد وزير النقل المصري للطرق والجسور، فيما وقع عن الجانب السوداني المهندس جعفر حسن رئيس الهيئة السودانية، وعن الجانب المصري اللواء طارق عبدالجواد رئيس الهيئة المصرية.
أكد السفير عدوي خلال كلمته تقدير حكومة السودان لتوجيهات الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء المصري ودعمه المباشر لإعادة تأهيل الجسرين، معتبراً أن إسهام الخبرات المصرية يمثل نقطة انطلاق لإعادة إعمار السودان. وأضاف: "مصر شريك استراتيجي موثوق في هذه المرحلة، ونثمن مواقفها الثابتة سياسياً واقتصادياً وثقافياً".
اتفق الطرفان على قيام وزارة النقل المصرية بإعداد الدراسات الاستشارية اللازمة لإعادة تأهيل جسري شمبات والحلفايا في ولاية الخرطوم، مع التنسيق لزيارة عاجلة للفرق الفنية لتقييم الأضرار. كما شمل الاتفاق تعزيز التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات وتبادل الخبرات الهندسية، تمهيداً لتوقيع مذكرة تفاهم شاملة قريباً.
كما أشاد بتقدم المشاريع المشتركة مثل الربط السككي والكهربائي وتطوير ميناء وادي حلفا، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد انفتاحاً أوسع في العلاقات الثنائية.
في ختام الزيارة، سلم رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري المصري درع الهيئة للسفير عدوي تقديراً لجهوده في تعزيز الشراكة بين البلدين، في خطوة رمزية تؤكد الإرادة المشتركة لتحويل التعاون الفني إلى نموذج فعال لإعادة الإعمار.

