«روح واحدة.. وطن واحد» شباب كنيسة القديسة دميانة يهنئون المسلمين بعيد الأضحى

في مشهد يعكس أسمى معاني التلاحم الوطني وروح المواطنة الصادقة؛ قام عدد من شباب كنيسة القديسة دميانة بمدينة القنايات بمحافظة الشرقية، بمبادرة مميزة أثارت إعجاب الأهالي، تمثلت في تعليق لافتات تهنئة للمسلمين بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك، تعبيرًا عن مشاعر الأخوة والمحبة التي تجمع أبناء الوطن الواحد، مسلمين ومسيحيين، تحت راية الإنسانية والوطنية.
اللافتات التي تزيّنت بعبارات مثل «كل عام وأنتم بخير.. عيد أضحى سعيد» و«من إخوتكم شباب كنيسة القديسة دميانة.. نهنئكم بعيد الأضحى المبارك» و«بمناسبة عيد الأضحى المبارك يتقدم شعب القنايات وأبونا إيليا أسعد بالتهنئة القلبية لكل شعب القنايات بمناسبة عيد الأضحى المبارك كنيسة القديسة دميانه»، ولاقت ترحيبًا واسعًا من المواطنين الذين توافدوا على شوارع المدينة للتسوق استعدادًا للعيد، وقد بدت علامات الامتنان واضحة على وجوه المارة الذين توقفوا أمام اللافتات لالتقاط الصور وتبادل عبارات الشكر مع الشباب القائمين على المبادرة.
ولم تقتصر المبادرة على مجرد تعليق اللافتات، بل قام عدد من شباب الكنيسة أيضًا بتوزيع الورود وبطاقات التهنئة على المارة والتجار وأصحاب المحال، مؤكدين أن هذه المبادرة تأتي انطلاقًا من إيمانهم الراسخ بوحدة المصريين، وأن الأعياد الدينية – على اختلافها – هي مناسبات وطنية يتشارك فيها الجميع بالفرح والمحبة.
وقال شنودة محروس، أحد المشاركين في المبادرة: «نحن لا نرى في اختلاف الديانة سببًا للتباعد، بل نراه مصدرًا للتنوع والتكامل، إخوتنا المسلمون يشاركوننا دائمًا في أعيادنا ويقدمون لنا التهاني والمودة، وكان من الطبيعي أن نبادلهم هذا الحب في عيدهم الكبير».
وأوضح فادي جورج، أن «مصر بلدنا جميعًا، وستظل قوية بتماسك شعبها وتنوعه، وهذه المبادرات ما هي إلا تعبير رمزي عن الحب الحقيقي الذي يجمعنا».
من جهتهم، أعرب عدد من الأهالي بمدينة القنايات عن سعادتهم بهذه اللفتة الطيبة، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تؤكد على القيم الإنسانية النبيلة التي يتميز بها الشعب المصري، والتي طالما كانت حجر الزاوية في مواجهة دعاوى الفتنة والانقسام.
وقال الحاج محمد عبد الرحمن، أحد أبناء المدينة: «هذه اللافتات تسعدنا كثيرًا، وتشعرنا بأننا حقًا عائلة واحدة، إن ما فعله شباب الكنيسة يؤكد أن المحبة لا تعرف دينًا ولا طائفة، بل هي منبعها القلب».
وفي السياق نفسه، أثنت مؤسسات المجتمع المدني على المبادرة، مشيرة إلى ضرورة تعزيز مثل هذه الأنشطة التي تنمي قيم التعايش والتسامح، خاصة بين الأجيال الشابة.
ويؤكد مراقبون محليون أن مبادرة شباب كنيسة القديسة دميانة تحمل دلالات هامة في توقيت شديد الخصوصية، حيث تستعد الدولة المصرية بكل مؤسساتها لاستقبال عيد الأضحى وسط دعوات لتكاتف المجتمع وتفعيل دور الشباب في نشر ثقافة السلام المجتمعي.
كما تأتي المبادرة في إطار جهود الكنيسة الأرثوذكسية الدائمة لدعم قيم التعايش المشترك، حيث تُعرف كنيسة القديسة دميانة بمدينة القنايات بكونها إحدى المنارات الروحية التي تلعب دورًا إيجابيًا في خدمة المجتمع المحلي، من خلال أنشطة اجتماعية وتطوعية مستمرة على مدار العام.
إن ما فعله شباب كنيسة القديسة دميانة لم يكن مجرد تهنئة تقليدية، بل كان رسالة حب وسلام موجهة إلى مصر كلها، بأن أبناء هذا الوطن، رغم اختلاف معتقداتهم، يجتمعون دومًا على أرضية واحدة من الإخلاص والانتماء، وأن الوحدة الوطنية في مصر ليست مجرد شعارات، بل سلوك يومي ومواقف عملية تنبض بها الشوارع والقلوب.