بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سميحة أيوب فى آخر حوار لـ«الوفد»: المسرح يحتاج التفاف أبنائه حوله

بوابة الوفد الإلكترونية

البطل الشعبى أصبح رمزاً للعنف والمخدرات بعدما كان يقدم قصصًا أخلاقية

 

رحلت عن عالمنا الفنانة سميحة أيوب، بعدما أسهمت سيدة المسرح العربى، فى إثراء الساحة الفنية وصنعت مجدًا صعب الوصول إليه، وكانت أيقونة المسرح والدراما والسينما والإذاعة، جسدت العديد من الشخصيات الدرامية الخالدة، والتى تشمل «450» عملًا على مدار تاريخها الفن. 
كان لـ«الوفد» حوار معها قبل وفاتها، وتناول الحديث مشوارها الفنى وتقييمها للمسرح والسينما والدراما فى الوقت الحالى. 
وقالت إن مستوى المسرح فى الوقت الحالى متواضع، ويعانى من عدم التفاف المسرحيين حوله، كما أن تدنى مرتبات الفنانين بالمسرح، جعل الكثير من الفنانين يذهبون للسينما والدراما نظرًا للأجور العالية، وجميع الفنانين الذين يعملون بالمسرح حبًا فيه، وطوال حياتى أوافق على التمثيل المسرحى دون عائد مادى، أو بشكل عام أحصل على أجر رمزى، وحتى هذه اللحظة لا يوجد نص عُرض علىَّ وجذبنى.
وعن أسباب تواضع المسرح قالت: ليس فقط تدنى الأجور هو السبب، فالمسرح قديمًا كان يعطى أجورًا متدنية مقارنة بالسينما والتليفزيون، وكان وقتها فى قمة توهجه، ولكن الأزمة فى عدم التفاف أبنائه حوله، ودائمًا كان من يمتهن المسرح يكون يعشقه ويضحى ماديًا إلى حد ما، والمسرح يحتاج إلى حماس من المسرحيين وفى مواهب جميلة ونحتاج إلى منافسة لكى ينشط.
والمسرح يمرض ولا يموت، فدائمًا تأتى فترات يكون فى ارتفاع للمسرح وهناك أوقات يكون فيها انخفاض، والصف الأول من الفنانين اتعمل من المسرح وكان وقتها صفًا ثانيًا وثالثًا، والمسرح دائمًا ما يخرج مواهب للمستقبل.
وعن مستوى التأليف المسرحى، قالت إنها ترى أن المسرح لم ينضج بعد وإن لم نجد كتابة مسرحية آنية لدينا المائدة العالمية، فعلينا أن نقوم بترجمتها إلى اللغة العربية، لجذب الجمهور مرة أخرى.
وعن تقييمها لمستوى المهرجانات المسرحية التى تقام بمصر قالت: بكل تأكيد تسهم فى دعم الحركة المسرحية، والمهرجان القومى من أهم المهرجانات التى تقام فى مصر، حيث يتيح الفرصة للجماهير لمشاهدة كافة العروض التى تم عرضها طوال العام، فهو نافذة وعُرس سنوى للتعرف على حصاد المسرح المصرى لرصد وتوثيق الحركة المسرحية بكل تفاصيلها.
كما أن «المهرجان التجريبى»، فمنذ نشأته أسهم فى تغيير المفهوم الخاص بالإبداع المسرحى، عن طريق استضافة عروض مسرحية من جميع أنحاء العالم، الذى يعتبر بالنسبة للشباب نوعًا جديدًا من فنون المسرح. 
وقالت إن البطل الشعبى منذ زمن هو البطل المحبوب، وهذا كان مفهومه فى الدراما والسينما، ولكن اليوم البطل يقدم المخدرات والضرب ويميل للعنف، وهذه ليست بطولة وللأسف يسمون العنف بطولة، هناك قصص إنسانية جميلة، تستحق أن يكون صناعها أبطالًا.
وأنا لا أنكر أن الدراما التليفزيونية شهدت تطورًا كبيرًا فى مستوى الإخراج والتمثيل والتصوير والإنتاج، ولكن بالرغم من هذا التطور الكبير فإننا نواجه مشكلة فى مجال التأليف، يجب تقديم أعمال تفيد وتناقش المشاكل التى يتعرض لها المجتمع المصرى وتعبر عن الثقافة المصرية..
وعن أبرز المخرجين الذين عملت معهم قالت: أسعدنى الحظ أن أقف أمام أبرز وأهم المخرجين، بداية من زكى طليمات وكرم مطاوع وسعد أردش وعبدالرحيم الزرقانى حمدى غيث، واشتغلت معاهم واستمتعت بالعمل معهم.
وعن خليفة سميحة أيوب، قالت إن حنان مطاوع فنانة رائعة فى كل أدوارها، وبمرور الوقت تحتل مكانة كبيرة وتتقدم، وأرى أنها ستأخذ مكانى فى المستقبل، رغم أن ظروفى غير ظروفها وأيامى كان الجمهور معتنقًا المسرح، وفى الوقت الحالى لا نستطيع أن نقول نحن أفضل لأن الفرصة لم تأتِ لها مثلما جاءت لى.
وعن حكاية لقب «سيدة المسرح العربى» أكدت أن هذا اللقب قاله لى لأول مرة الرئيس حافظ الأسد، وهو يعطينى وسام الاستحقاق، نادانى على المسرح وقال «تقدمى يا سيدة المسرح العربى»، كى يعطينى الوسام، وبعدما غادرت القصر الجمهورى فى سوريا، أصبح كل من فى الشارع من الجمهور يقول لى يا سيدة المسرح العربى.