بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الممارسة السياسية بالأمر المباشر


طبعًا، ما سيتم عرضه خلال تلك السطور نابعٌ من احترامي لجميع الأحزاب على السواء، ومن شغفي الزائد بحب بلدي وأنها تستحق ديمقراطيةً صحيحةً وحقيقيةً تنقلها لمصافِّ الدول المتقدمة بحكم حضارتها الضاربة في جذور التاريخ؛ فالسياسة والاقتصاد وجهان لعملةٍ واحدةٍ.
لقد دُعيتُ لمؤتمر بخصوص التسهيلات الضريبية الجديدة المقدمة من مصلحة الضرائب لبناء جسور الثقة مع الممولين، وهذا مطلب الجميع. ولكن الحفل الذي أُقيم في فندق اللسان برأس البر بدمياط، والذي شاركت فيه الغرفة التجارية تحت إشراف حزب الأغلبية، عُرِف بالبذخ الإعلاني من لافتاتٍ تملأ كل شبرٍ بالفندق داخله وخارجه، تحمل اسم الحزب مقترنًا بصورة الرئيس والإعلامي الشهير الذي كان مكلفًا من الحزب بإدارة الندوة، والذي يُثني على الحزب الوحيد في مصر بمختلف سبل الثناء في ندوةٍ أحد طرفيها الحكومة والطرف الآخر المواطنون المصريون. أكيد لهذا الحزب الشكر والامتنان لتحمل رجال أعماله تكاليف الدعاية والاستضافة الفائقة لقيادات مصلحة الضرائب، ولكن هل نكون هنا أمام ديمقراطيةٍ صحيحةٍ؟ وخصوصًا أننا في بلدٍ يتمتع بأميةٍ سياسيةٍ تزيد عن ٧٠%. هنا يجب أن ندق ناقوس الخطر؛ حيث أن تلك الأغلبية هي من مررت القوانين والقرارات الحكومية التي ألهبت ظهور المصريين بموجاتٍ متتاليةٍ من الغلاء والتضخم غير المسبوقة، والشعب بكل فئاته يمقت هذا الأداء البرلماني بدليل سقوطهم المذري في محافظةٍ معينةٍ أمام قائمةٍ ضعيفةٍ لا تملك آلاتهم الإعلامية الضخمة وحفلاتهم الخيرية التي توزع فيها التبرعات الدعائية مقترنةً أيضًا بصورة الرئيس. وهذا الاقتران يُفقد الرئيس الذي فوضه الشعب ووضع كل ثقته فيه للعبور بمصر من أزمتها، يفقده جزءًا من شعبيته. إنها دعايةٌ مجانيةٌ تُسلِّم هذا الحزب مقاليد السياسة بالأمر المباشر دون فض المظاريف!!!! باعتباره حزب الرئيس و"ظهيره" كما يعتقد معظم أهالينا البسطاء والشباب الصغير الذي لا يرى سوى الظاهر فقط، فهو لم يدخل بعد دهاليز السياسة ولا يعي أن الرئيس منزهٌ من كل هذا الهراء، وأنه ليس لديه فواتير لأحد، فهو رئيس كل المصريين وليس لفئةٍ معينةٍ كما يتم تصديره للعامة. لذلك وجب علينا دق ناقوس الخطر؛ فهذه السياسة العشوائية تهدر مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في الدستور. وحينما تنظم هذه الأغلبية قائمةً تُطلق عليها "القائمة الوطنية" لتكون هي من يوزع المقاعد على الأحزاب الأخرى، وتتغول على حصص تلك الأحزاب بطرقٍ التوائيةٍ لتسكين مرشحيها على النسبة الخاصة بتلك الأحزاب لتحقيق الأغلبية المحددة مسبقًا مستغلةً حاجة تلك الأحزاب للمال السياسي لتكتمل الصورة الديكورية، وتُصدِّر للعامة أنها "القائمة الوطنية" وغيرها غير وطنية!!!! هل هذه سياسةٌ نظيفةٌ؟! أم هي سياسةٌ بالأمر المباشر لتأخذ المرحلة المال شعارًا لها، ولا عزاء للكفاءات التي ما أحوج مصر المحروسة إليها في تلك المرحلة العصيبة التي تموج بتحدياتٍ خارجيةٍ وداخليةٍ غير مسبوقةٍ.