بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

عملية "شبكة العنكبوت".. هجوم أوكراني استخباري يربك روسيا من عمقها الاستراتيجي

الهجوم على روسيا
الهجوم على روسيا

كشفت عملية "سبايدر ويب" الأوكرانية، التي استهدفت قواعد جوية روسية في العمق الاستراتيجي للبلاد، عن مستوى غير مسبوق من التخطيط الاستخباري والجرأة العملياتية، مما أحدث صدمة في الأوساط العسكرية والأمنية. 

العقيد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية، سيدريك ليتون، أوضح لقناة CNN، أن التخطيط لعملية "سبايدر ويب" استغرق حوالي 18 شهرًا، مشيرة إلى تصريح رئيس جهاز الأمن والمخابرات الأوكراني (SBU) بأن هذه الطائرات المسيرة كانت طلبًا خاصًا من الرئيس فولوديمير زيلينسكي

ولم تقتصر المهمة على تهريب الطائرات المسيرة إلى روسيا فحسب، بل شملت أيضًا إخفائها داخل كبائن خشبية صغيرة متنقلة، حيث كانت الأسقف تنكمش عند الحاجة لإطلاق الطائرات. 

وقد انتشرت مقاطع فيديو تظهر الطائرات المسيرة وهي تحلق وتضرب المنشآت الجوية الروسية، مما يثير تساؤلات حول مدى أمان القوات الجوية والجيش الروسي عمومًا في أماكن تخزين معداتهم العسكرية.

وأكد العقيد سيدريك ليتون أن ما حدث يمثل "نقطة ضعف كبيرة" لروسيا، ورغم اعتقاد الروس أنهم سيكونون في مأمن، خاصة في سيبيريا، فقد تمكن الأوكرانيون من فتح أجواء روسيا أمام ما تُعرف بـ"مسيرات منظور الشخص الواحد (FPV)". 

ولفت إلى أنه رغم أن هذه الطائرات ليس لها مدى طويل جدًا، إلا أن الأوكرانيين نجحوا في "تقويض نظام التتبع الروسي" لإدخال هذه المسيرات، وتنفيذ عملية أشبه بأسلوب "جيمس بوند" في سحب الأسقف عند الإطلاق.

ووصف ليتون هذا الجهد بأنه "تخطيطي متطور للغاية"، مشيدًا بـ18 شهرًا من التخطيط الذي لم يقتصر على تقييم الهدف الأوكراني، بل شمل أيضًا تتبع الأهداف المختلفة في عمق الأراضي الروسية. شملت هذه الأهداف قواعد جوية في سيبيريا، وأيضًا في أقصى الشمال بمنطقة مورمانسك وشبه جزيرة كولا فوق الدائرة القطبية الشمالية. 

وأردف: "هذا يشبه في جوهره ما كنتم سترونه في الحرب العالمية الثانية عندما قال ونستون تشرشل لوحدة العمليات الخاصة في عام 1940: أشعلوا أوروبا. حسنًا، لقد أشعل الأوكرانيون النار في جزء من روسيا، وهذا تطور بالغ الأهمية"، على حد تعبير ليتون".

فيما تطرقت المذيعة إلى لقاء زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والسيناتور جي دي فانس في فبراير، حيث قيل لزيلينسكي: "ليس لديك أوراق القوة"، متسائلة عما إذا كان هذا الهجوم ليحدث دون مساعدة الاستخبارات الأمريكية.

وأجاب ليتون بأن ذلك كان ممكنًا، موضحا أنه على الرغم من استفادة الأوكرانيين من بعض الجوانب المتعلقة بالاستخبارات الأمريكية، فإن صور الأقمار الصناعية متاحة من خلال مصادر مفتوحة خاصة مثل تقنيات ماكسار

كما أشار إلى إمكانية حصول أوكرانيا على معلومات استخباراتية من الأوروبيين. لكن الأهم، بحسب ليتون، هو أن "الأوكرانيين لديهم شبكة استخبارات واسعة جدًا داخل روسيا". والدليل على ذلك ما ذكره زيلينسكي بأن المقر التشغيلي لجزء من هذه العملية كان "بجوار أحد المقرات الإقليمية لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)".

واختتم ليتون بالقول إن هذا التطور "بالغ الأهمية من منظور استخباراتي وعملياتي". ورغم أن الآثار قد لا تكون طويلة الأمد كما يرغب الأوكرانيون، إلا أنها تركت تأثيرًا نفسيًا قويًا، مشبهًا إياها بـ"غارة دوليتل" الأمريكية على اليابان في الحرب العالمية الثانية، التي لم تكن متوقعة.