دار الإفتاء توضح شروط الذبح والأضحية.. فقه الرحمة والإحسان للحيوان

في موسم الأضاحي، حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيح الشروط الشرعية للذبح، سواء كانت تتعلق بالأضاحي أو بالذبائح الأخرى، وذلك في إطار نشر الوعي الديني الصحيح، وتحقيق مبدأ الرحمة بالحيوان، الذي حث عليه الإسلام في جميع معاملاته، وخاصة في لحظة الذبح.
أولًا: الشروط العامة للذبح
أوضحت دار الإفتاء أن هناك شروطًا عامة ينبغي توافرها في عملية الذبح لتكون شرعية، وهي:
- أن يكون الحيوان حيًّا وقت الذبح، فلا يصح ذبح الحيوان الميت.
- أن تتم إزهاق روحه فقط عن طريق الذبح، فإذا شارك في موته سبب آخر (كالسقوط أو الخنق) يُقدَّم جانب التحريم، وتُعد الذبيحة ميتة لا تؤكل.
- ألا يكون الحيوان من صيد الحرم، فإن صيد الحرم يُعد ميتة سواء ذبحه محرم أو حلال.
شروط الذابح وآلة الذبح
أن يكون الذابح عاقلًا، مسلمًا أو من أهل الكتاب (يهودي أو نصراني)، وغير محرم إذا كان يذبح صيدًا بريًّا، وألا يذبح لغير اسم الله تعالى.
أما آلة الذبح، فيشترط أن تكون قاطعة، سواء كانت معدنية أو غير معدنية، بشرط أن تُسيل الدم وتحقق الموت. ويُستدل على ذلك بحديث النبي ﷺ:«مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ»(رواه البخاري ومسلم).
مستحبات الذبح.. فقه الرحمة والإتقان
أكدت دار الإفتاء أن الإسلام لم يكتفِ بوضع شروط للذبح فقط، بل أرشد إلى عدد من الآداب المستحبة التي تجسّد الإحسان إلى الحيوان حتى في لحظة ذبحه، منها:
1. استخدام آلة حادة، لتسريع إنهاء حياة الذبيحة.
2. الإسراع في الذبح دون تعذيب أو تكرار للمحاولة.
3. استقبال القبلة من جهة الذابح والذبيحة، وهو ما ورد عن الصحابة كابن عمر رضي الله عنهما.
4. إحداد الشفرة قبل إضجاع الذبيحة، مع تجنب أن تراها حتى لا تتأذى نفسيًا؛ بدليل قول النبي ﷺ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوتَاتٍ! هَلَّا حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا»(رواه الحاكم).
5. إضجاع الذبيحة على جنبها الأيسر برفق، لأن ذلك أسهل للذابح وأرحم للذبيحة، إلا إذا كان الذابح أعسر.
6. سوق الذبيحة بلطف إلى موضع الذبح، وعدم جرّها أو تعنيفها.
7. عرض الماء على الذبيحة قبل الذبح.
8. تجنب المبالغة في الذبح أو فصل الرأس قبل أن تبرد، لما فيه من إيذاء غير مبرر.
نحر الإبل: خصوصية في الطريقة والحكمة
أوضحت دار الإفتاء أن الإبل تُنحر ولا تُذبح، لأن النحر هو المناسب لبنيتها الجسدية، ويتم النحر بوضع السكين في لبة الجمل وهو قائم على ثلاث قوائم ومعقولة يده اليسرى.
ويستحب أن يُستقبل بها القبلة عند النحر، اقتداءً بسنة النبي ﷺ، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ﴾ [الحج: 36]، كما ورد في الحديث أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرّ برجل ينحر بعيرًا وهو بارك، فقال له:"ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم"
(رواه البخاري ومسلم).
الذبح في الإسلام عبادة، تُقرَن بذكر اسم الله، ويُراعى فيها جانب الرحمة والإحسان، حتى في ذبح الحيوان، فليكن هذا العيد موسمًا للرفق، والالتزام بالسنة، والاقتداء بهدي النبي الكريم ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.