بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

أزمة جديدة بين الصين وأمريكا

بوابة الوفد الإلكترونية

اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق التجارى وتداعيات تهز سمعة واشنطن عالميًا


اتهمت الصين الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق التجارى الذى وقعته القوتان الاقتصاديتان الشهر الماضى، وتعهدت بالرد عبر اتخاذ إجراءات حازمة وقوية، ويمثل هذا التطور مؤشرا جديدا على تفاقم التوتر فى العلاقات بين واشنطن وبكين بعد اتفاق خفض الرسوم الجمركية لمدة تسعين يوما جرى التوصل إليه فى سويسرا
اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصين بخرق الاتفاق وأشار وزير الخزانة سكوت بيسنت قبل ذلك بيوم إلى أن المفاوضات تمر بحالة من الجمود الجزئى، بينما خرجت وزارة التجارة الصينية ببيان رسمى أكدت فيه رفضها الشديد لما وصفته بالاتهامات غير المبررة، وقال المتحدث باسم الوزارة إن الولايات المتحدة أضرت بشكل كبير بالاتفاق من خلال إصدار إرشادات جديدة لمراقبة صادرات رقائق الذكاء الاصطناعى ومنع بيع برامج تصميم الرقائق إلى الصين والإعلان عن إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين
من جانبه، أكد المتحدث أن الصين ستواصل اتخاذ تدابير صارمة إذا استمرت واشنطن فى مسارها الحالى الذى يضر بالمصالح الصينية فى المقابل لم يوضح ترامب بالتفصيل طبيعة الانتهاكات الصينية لكنه أشار إلى تأخير فى إرسال المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة وهى عناصر أساسية لصناعة السيارات والإلكترونيات والدفاع
أوضح بيسنت فى مقابلة مع برنامج فيس ذا نيشن على شبكة سى بى إس أن الصين تحجب منتجات حيوية لسلاسل التوريد فى أوروبا والهند وهو ما اعتبره سلوكا لا يصدر عن شريك تجارى موثوق وأضاف أن الحديث الهاتفى المتوقع بين ترامب والرئيس الصينى شى جين بينغ قد يسهم فى حلحلة الوضع الراهن.
كما أكد كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادى الوطنى أن مكالمة بين الزعيمين ستجرى خلال الأسبوع الجارى ضمن جهود إعادة تحريك المفاوضات التجارية وتوقع أن تسهم فى تحقيق تقدم مهم فى العلاقات التى تزداد توترا منذ فترة، وأوضح أن الموعد النهائى للمكالمة لم يحدد بعد لكن التوقعات تشير إلى قرب انعقادها فى غضون أيام.
فى الوقت ذاته أشار وزير الخزانة بيسنت إلى أن تنفيذ الاتفاق يواجه عقبات قد تكون نتيجة خلل فى النظام الصينى أو قرارا مقصودا، وهو أمر سيتضح بعد الاتصال المرتقب بين الزعيمين وكشف موقع أكسيوس نقلا عن مارك كابوتو أن قرار الخارجية الأمريكية بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين جاء كرد فعل على حجب الصين لصادرات المعادن الأرضية النادرة التى تدخل فى صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
وصف وزير التجارة هوارد لوتنيك الموقف الصينى بأنه تباطؤ مقصود فى تنفيذ الاتفاق، وقال إن استمرار هذا السلوك قد يؤدى إلى تصعيد متبادل على الصعيد التجارى والسياسي.
وأظهرت بيانات جديدة من شركة مورنينج كونسلت أن سياسات واشنطن التجارية الأخيرة أدت إلى تراجع مكانة الولايات المتحدة العالمية فى حين سجلت الصين صعودا فى مؤشرات التقييم الدولى ووفقا للتحليل فقد بدأت تداعيات هذا التراجع تظهر اقتصاديا من خلال انخفاض عدد الزوار الأجانب وتراجع قيمة الدولار.
أشار جيسون ماكمين رئيس وحدة الاستخبارات السياسية فى الشركة إلى أن تراجع السمعة يؤثر على فرص التجارة والاستثمار للشركات الأمريكية حيث يتجنب المستهلكون فى الخارج المنتجات الأمريكية بسبب السياسات الأخيرة وأكد أيضا أن مشروع قانون الضرائب الجمهورى الجديد يحتوى على بنود قد تخفض الطلب على الأصول الأمريكية ما يفاقم من حدة الأثر.
أظهر الرسم البيانى الذى قدمته الشركة أن شعبية الولايات المتحدة بدأت بالارتفاع قليلا بعد إعلان خفض الرسوم الجمركية فى مايو لكن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن انتهاك الصين للاتفاق أعادت الأمور إلى نقطة التوتر من جديد ووفقا لبيانات نهاية مايو حصلت الصين على تقييم إيجابى صاف بلغ 8.8 مقابل تقييم سلبى للولايات المتحدة بلغ سالب 1.5 وكانت الولايات المتحدة قد سجلت فى يناير تصنيفا إيجابيا تجاوز 20 بينما كانت الصين فى المنطقة السلبية.
تعتمد البيانات على تتبع التقييمات الإيجابية الصافية أى الفرق بين من لديهم رأى إيجابى ومن لديهم رأى سلبى، وشملت عينة الاستطلاع 41 دولة من بينها كندا وفرنسا واليابان وروسيا والمملكة المتحدة، وخلص التحليل إلى أن صورة الولايات المتحدة بدأت فى التدهور بشكل حاد بعد تولى ترامب ولاحظ أن الصين بدأت فى تحسين صورتها تدريجيا خاصة بعد إعلانات ترامب المتعلقة بالرسوم فى ما يسمى بيوم التحرير.
أشار التقرير إلى أن معظم التحسن فى صورة الصين حدث منذ مارس بما فى ذلك القفزة التى تلت تلك الإعلانات، واعتبر أن الضرر الذى لحق بصورة الولايات المتحدة بات واضحا فى مجالات متعددة منها التجارة والتعليم والسياحة الدولية ومن المحتمل أن تكون التداعيات الاقتصادية أكثر وضوحا خلال الشهور المقبلة فى حال استمرار هذا النهج التصادمى بين واشنطن وبكين.