"الروابط القاتلة".. هجمات رقمية متخفية في رسائل رسمية كاذبة

في ظل تنامي الاعتماد على الخدمات الإلكترونية والتحول الرقمي، تزايدت في الآونة الأخيرة محاولات احتيالية رقمية تستهدف المواطنين من خلال رسائل نصية مزيفة، تنتحل صفة هيئة البريد المصري، وتطالب المستخدمين بتحديث بياناتهم أو سداد رسوم مزعومة عبر روابط خبيثة.
وقد حذرت الهيئة رسميًا من هذه الرسائل، مؤكدة أنها لا تمت بصلة لأي جهة رسمية، وداعية المواطنين إلى عدم التفاعل مع أي رسالة غير صادرة من منصاتها الرسمية، كما فتحت الهيئة خطًا ساخنًا (16789) لاستقبال البلاغات وتلقي استفسارات المواطنين بشأن أي رسالة مشبوهة.
قال المهندس عمرو صبحي – خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إن البريد حذر من محاولات احتيالية جديدة تُستخدَم فيها رسائل نصية قصيرة تحمل روابط خبيثة، تهدف إلى استدراج المواطنين للتفاعل معها بزعم تحديث بيانات الحسابات أو دفع رسوم مستحقة.
أكدت صبحي، أن هذه الرسائل ليست من جهات رسمية، وأنها تُرسل من عناوين غير موثوقة تسعى إلى استغلال ثقة المواطن في الجهات الحكومية، باستخدام أرقام محلية ودولية في بعض الأحيان.
وقد أكد خبير أمن المعلومات أن بيان البريد يعكس استباقية واضحة من قبل الهيئة في تتبع ورصد مثل هذه الحملات الاحتيالية، وهو ما يُعد جزءًا أساسيًا من منظومة الأمن السيبراني التي يجب أن تكون متينة وقوية لدى كل جهة تقدم خدمات للمواطنين.
أشار إلى أنه مع التحذير المبكر، وفتح قناة للتواصل الفوري عبر الخط الساخن 16789 لإبلاغ المواطنين عن أي محاولة مشبوهة، هي خطوة تستحق الإشادة وتشجيع المواطنين على استخدامها عند الشك في أي رسالة مشكوك في مصدرها.
شدد صبحي على أن الوعي الرقمي هو سلاح المواطن الأول ضد الاحتيال، وعلى الرغم من الجهود المؤسسية، فإن أولوية الحماية تبدأ من الفرد نفسه، ومن المهم أن يعي كل مواطن أنه لا يجب عليه الضغط على روابط غير موثوقة أو مشاركة أي معلومات شخصية أو مالية عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني إلا من خلال قنوات رسمية تم التحقق منها.
ونظرًا لأن هذه الرسائل أصبحت أكثر تصميمًا وتشبه التنبيهات الرسمية، فمن الضروري أن يتعامل المواطن بـ"حس فطري رقمي"، حيث إن المواطن لابد أن يكون دائم الحذر ويسعى للتحقق من مصدر الرسالة قبل اتخاذ أي إجراء.
وقد نصح خبير أمن المعلومات المستخدمين بتجاهل الرسائل المشبوهة وعدم الضغط على أي روابط تأتي في رسائل غير مطلوبة أو رسائل مفاجئة، والتوجه مباشرةً لموقع الجهة الرسمية أو التواصل مع خدمة العملاء المعتمدة إذا كانت هناك حاجة فعلية لتحديث بيانات، وإبلاغ الجهات المختصة فورًا بأي محاولة احتيال، سواء عبر الخط الساخن أو منصات البلاغات الرسمية.
أكد صبحي أن التحول الرقمي ليس فقط إطلاق خدمات إلكترونية، بل هو أيضًا بناء ثقافة رقمية آمنة ومُدركة للمخاطر، مشيدًا باستمرار تحذير البريد المستمر وسعيه لرفع مستوى الوعي بين المواطنين، وهو ما يمثل حائط صد أولي أمام محاولات الاحتيال الإلكتروني المتزايدة.
وقال: "نحن كمتخصصين في مجال الأمن السيبراني نؤكد أن التعاون بين الجهات الرسمية والمواطنين هو السبيل الوحيد لبناء مجتمع رقمي آمن ومستدام".