بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

في أولى أيام الامتحانات.. أمهات طلاب الأزهر ينتظرن بالخارج وقلوبهن مع أبنائهن

بوابة الوفد الإلكترونية

"لو بذلتَ عمرك تشكر لها ما قدَّمته وتقدمه لك ما كفيت".. هكذا علّق رواد مواقع التواصل على صورة مؤثرة التُقطت أمام إحدى لجان امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، حيث ظهرت مجموعة من الأمهات ينتظرن أبناءهن خارج اللجان، بينما يؤدون أولى امتحاناتهم في مادة القرآن الكريم.

 

أمهات طلاب الثانوية الأزهرية 

الصورة، التي انتشرت سريعًا تحت شعار #الثانوية_الأزهرية، لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل وثّقت مشهدًا متكررًا في كل موسم امتحانات، لكنه لا يفقد تأثيره أبدًا، أمهات يحملن مشاعر القلق والدعاء، وعيون لا تترك بوابة اللجنة، كأن قلوبهن معلقة داخلها.

مع انطلاق ماراثون الامتحانات، ووسط استعدادات مكثفة من قطاع المعاهد الأزهرية، يبقى حضور الأمهات هو الثابت الأعظم، والسند الأول، يقفن في صمت، يحتمين بالشمسيات أو يجلسن على الأرصفة، لا يطلبن راحة ولا يأبهن بالوقت، فكل ما يشغلهن هو خروج أبنائهن بطمأنينة بعد أداء الامتحان.

علقت أحدى الأمهات :"ابني طول السنة كان بيحفظ وبيذاكر، بس الخوف ساعات بيخونه، بدعي من قلبي إنه ما ينساش ولا حرف من القرآن."

بينما علّقت أم أخرى :"أنا روحت من الفجر معاه.. قلبي مش بيرتاح غير لما يطلعلي وشه وهو بيضحك بعد الامتحان"

أما الحاجة أمّ ياسين، فقالت بفخر: "ده تاني واحد من ولادي يدخل ثانوية أزهرية، والحمد لله الكبير دخل كلية أصول دين، وبدعي لياسين يكمّل المشوار ويشرفنا."

وقالت أم ثالثة: "أنا عارفة إن امتحان القرآن بيبقى مرهق نفسيًا وبيتطلب تركيز عالي.. بس أنا واثقة إن ربنا هيكرمه علشان تعبه طول السنة."

ومن جانبها، روت أم طالبة:"بنتي ملتزمة جدًا وبتحب القرآن، بس أول امتحان بيبقى صعب دايمًا، دعيت لها ركعتين فجر النهارده علشان ربنا يثبّت قلبها."

هؤلاء الأمهات لا يحملن حقائب ولا دفاتر، لكنهن يحملن الدعاء، والقلق، والحب في أنقى صوره، مشهد الانتظار الصامت هذا، في أولى أيام الامتحانات، لا يقل أهمية عن قاعات الامتحان نفسها، بل ربما هو الامتحان الأصعب لقلوب الأمهات، وهن يسلمن أبناءهن للدعاء والتوكل على الله.