بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

باحثة فيلم عادل إمام: خضت مع الزعيم رحلة بين الخوف والشغف

بوابة الوفد الإلكترونية

على شاشة قناة الوثائقية، أضاء فيلم «الزعيم.. رحلة عادل إمام» الجزء الأول، احتفالية خاصة بمناسبة عيد ميلاد الزعيم، ليأخذ الجمهور فى رحلة استثنائية عبر مسيرة فنية وإنسانية لا تُضاهى. هذا العمل الوثائقى لم يكن مجرد سرد تقليدى لسيرة الفنان الكبير، بل كان شهادة حية على عمق تأثيره الفنى والإنسانى. فى حوار خاص مع «الوفد»، تفتح الصحفية وباحثة الأرشيف نور الهدى فؤاد قلبها لتروى تفاصيل تجربتها أثناء إعداد بحث هذا الفيلم وجمع مادته الأرشيفية، وكيف كانت رحلتها مزيجاً من الخوف، الشغف، والإصرار على تقديم عمل يليق باسم الزعيم.
فى البداية عبرت نور الهدى فؤاد عن إحساسها بالمسئولية فور بدء مهمتها كباحثة العمل فتقول: «حسيت برعب حقيقى رغم أنها ليست المرة الأولى لى مع السير الذاتية، ولكنه عادل إمام أهم فنان مصرى لحوالى 40 عامًا، بل إنه الفنان المصرى الوحيد الذى ظل يلعب دور البطولة فى أعماله التى يسوق لها باسمه متفردا حتى بعد بلوغه سن الثمانين، هذا بالإضافة إلى شعبيته الجارفة وتاريخه الفنى ومعاركه الوطنية ما يضعان عبئاً هائلاً على من يحاول توثيقه».
وتستكمل نور متنهدة «هذا القلق يصيبنى بالأرق والعمل لساعات طويلة خوفاً من أن تفوتنى تفصيله، إذ إن حياة الزعيم مليئة بالتفاصيل والقصص المبهرة التى يصعب تغافل بعضها على حساب الآخر، وبخاصة ما يتعلق بحياته الشخصية والأسرية وطفولته بالحلمية مرورا بكلية الزراعة وحتى قصة تعيينة بمسرح التليفزيون الذى بدأ من صديقه صلاح السعدنى وانتهى بأول ظهور له كـ»دسوقى افندى» رغم عدم تعيينه، وحتى قصة زواجه الملهمة من السيدة هالة الشلقانى وبدايتهما بمنزل زوجية بدون أثاث، إلى معاركه البطولية ضد الارهاب وبخاصة بعد مقتل صديقه فرج فودة ما وصل لمحاولة اغتياله ومعاركه ضد الرقابة، وخوضه معارك ضارية بالمحاكم دفاعا عن أفلامه وعلى رأسهم الأفوكاتو، وكل هذا لا يغطى وصف جوانب سيرته العامرة بالقصص».
رحلة جمع الأرشيف، كما تصفها نور، لم تكن مجرد مهمة بحثية، بل مغامرة فكرية وعاطفية استغرقت شهورا طويلة بخلاف شهر كامل للبحث فقط «كنت أغوص فى بحر من الكتب، المقالات، والوثائق التى كُتبت عن عادل إمام، وبخاصة حواراته الصحفية ولقاءاته التليفزيونية، بالإضافة لمحاولة التدقيق المعلوماتى التى يتضارب بعضها وتختلف تفاصيله من مصدر لآخر».
وتعتبر مرحلة جمع الأرشيف مستمرة منذ اللحظة الأولى لإعداد البحث، مرورا بالتصوير والمشاركة فى بناء الديكور من خلال الصور والأرشيف وبوسترات الأفلام، إلى مرحلة المونتاج التى جمعت من أجلها مجموعة أرشيفية اشتريتها من مالى الخاص، كما أساعد طاقم الفيلم وبخاصة الإعداد فى البحث أوالتدقيق من المعلومات المشكوك فيها، وذلك قبيل رحيلى من العمل بالقناة منذ شهرين، وقبل موعد إذاعة الفيلم، تولى الزميل بشرى عبدالمؤمن استكمال اللمسات الأخيرة، ليضمن تقديم العمل فى أبهى صورة ممكنة.
أما عن أهمية الفيلم الوثائقى، فتؤكد نور الهدى فؤاد أنه ليس مجرد عمل يحكى قصة نجاح، بل وثيقة تاريخية تكشف عن أبعاد جديدة فى حياة عادل إمام. «حرصنا على تقديم رؤية شاملة، تعمقنا فى النقاط الشائكة، مثل مواقفه السياسية والاجتماعية، وأضفنا لمسة شاعرية تجعل الفيلم تجربة عاطفية»، توضح نور. وتضيف أنها تابعت بعناية الأفلام الوثائقية السابقة عن الزعيم، لكنها سعت لتقديم شىء مختلف، من خلال التركيز على التفاصيل الدقيقة وحيثيات الأحداث، بدلاً من الاكتفاء بسرد عام لإنجازاته.
هذا الفيلم ليس الأول فى مسيرة نور الهدى فؤاد، إذ يمثل الرقم 24 فى سلسلة أعمالها الوثائقية. سبق لها أن قدمت أفلاماً مميزة مع قناة الوثائقية، مثل «محمد التابعى أمير الصحافة»، الذى ألقى الضوء على رائد الصحافة المصرية، و«القرآن الكريم»، الذى جمع بين البحث العميق والأرشيف الغنى، و«فلسطين ما وراء النكبة»، الذى وثّق تاريخ فلسطين منذ بداية النكبة. كما شاركت فى إعداد فيلم «نصر الدين طوبار»، الذى عُرض فى رمضان 2025 وحمل نكهة خاصة، إضافة إلى أفلام عن حرب أكتوبر، فؤاد المهندس، وعبدالمنعم رياض، الذى وصفته بأنه «بطل عظيم». كل فيلم، كما تقول، يحمل إحساساً مختلفاً، لكنه يجمع شغفها بتوثيق التاريخ.
نور الهدى فؤاد، التى بدأت حياتها المهنية كمحررة، ثم انتقلت إلى عالم صحافة الفيديو، وجدت نفسها بالصدفة فى قلب عالم الأرشيف. «لم أخطط لهذا التخصص، لكنه أصبح شغفى الأكبر»، تقول. تعتبر قناة الوثائقية صاحبة الفضل فى مشوارها المهنى، حيث منحتها فرصة استكشاف التاريخ وتوثيقه. «كل صورة نادرة أجدها، كل معلومة جديدة أكتشفها، هى لحظة انتصار»، تختتم نور حديثها بعيون تلمع بحب ما تفعل.