بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

ما أكثرهم حول سوريا

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وكالة الأناضول التركية أن الرئيس السورى الانتقالى أحمد الشرع وصل أنقرة، وقالت الوكالتان انه أجرى محادثات مع الرئيس التركى رجب طيب اردوغان.

الأهمية فى هذا الخبر الذى أذيع مساء السبت أهمية مزدوجة، وربما ثلاثية، لأن الزيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقًا، وهذا فى حد ذاته يمنحها أهمية، أو بالأدق يرسم حولها علامة استفهام كبيرة، لأنه لا شيء يمنع إذاعة خبر كهذا عن لقاء بين رئيسين فى دولتين متجاورتين.

هذه واحدة.. والثانية أن هذا ليس اللقاء الأول بينهما، ولا الثانى، ولكنه الثالث فى مدى زمنى لا يتجاوز الأشهر المعدودة على أصابع اليد الواحدة.. وليس من الطبيعى بأى مقياس أن يلتقى رئيسان فى دولتين متجاورتين ثلاث مرات فى مدى زمنى لا يكاد يُذكر هكذا.. وهذا بدوره يُضفى أهمية أخرى على الزيارة، أو لعله يرسم علامة استفهام أخرى.

فإذا ضممنا إلى ذلك أن تركيا كانت صاحبة يد عليا أو أساسية فى مجيء الشرع إلى قصر الشعب فى دمشق، وهذا ليس سرًا على كل حال، فإن ذلك يضيف علامة استفهام ثالثة.

وإذا عرفنا من تفاصيل الخبر المنشور أن الشرع اصطحب معه وزيرى الخارجية والدفاع، وأن وزيرى الخارجية والدفاع التركيين كانا موجودين أيضًا فى اجتماع الرئيسين، تبين لنا أبعاد الزيارة على هذين المستويين.

لا شيء يمنع أن تكون علاقة تركيا بسوريا علاقة قوية، أو حتى علاقة ذات درجة من الخصوصية، لأن البلدين على جوار مباشر.. ولكن هذا لا يجب أن يُنسى السلطة فى العاصمة أن سوريا بلد عربى فى الأول وفى الآخر، وأن العروبة فكرة متأصلة فيها، وأن بُعدها العربى لا بد أن يتقدم على البُعد التركى فى العلاقات الخارجية.

ولكن لأن الرئيس الشرع رئيس انتقالى فى الأساس، فالمرحلة التى تمر بها أرض الشام مرحلة انتقالية بالتالى، ومن شأن المراحل الإنتقالية أن تكون الرؤية فيها غير واضحة، وأن تظل الدولة خلالها تتلمس طريقها لعلها تهتدى إلى معالمه وملامحه فلا تتوه عليه أو تضطرب حركتها.

وإذا كان هذا هو واقع الحال السورى، فالعرب مدعوون إلى أن يكونوا قريبين من سوريا بأكثر مما كانوا فى أى مرحلة سابقة، وإلا، فإنها يمكن أن تضل طريقها، أو أن يتناوشها عليه الطامعون وما أكثرهم حولها.