مصرع فتاة أسفل عجلات القطار في منيا القمح بالشرقية

شهدت محافظة الشرقية اليوم حادثًا مأساويًا أسفر عن وفاة فتاة شابة في مقتبل العمر، إثر تعرضها لحادث تصادم مأساوي مع قطار أثناء عبورها أحد مزلقانات السكة الحديد أمام قرية "الجديدة" التابعة لمركز منيا القمح.
البداية كانت عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية، إخطارًا من مستشفى منيا القمح المركزي، بوصول فتاة تُدعى "نورهان. م" وتبلغ من العمر 21 عامًا، مقيمة بقرية الجديدة، جثة هامدة إثر حادث تصادم.
وعلى الفور، انتقلت قوة من الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني وتنظيم حركة المرور لحين الانتهاء من المعاينة اللازمة، وتم الدفع بسيارة إسعاف، لنقل جثمان الفتاة إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى منيا القمح المركزي، تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
وبالفحص تبين أن الفتاة كانت تعبر مزلقان السكة الحديد الواقع أمام قريتها سيرًا على الأقدام، في توقيت مرور القطار.
في السياق نفسه، سادت حالة من الحزن والأسى بين أهالي القرية بعد انتشار نبأ وفاة "نورهان"، حيث وصفها الأهالي بأنها كانت فتاة خلوقة ومحبوبة بين الجميع، وتحلم بإكمال دراستها الجامعية.
وعبّر الكثيرون عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث، مطالبين بسرعة وضع حلول جذرية للحفاظ على أرواح المواطنين.
وبعد الانتهاء من المعاينة وتحرير المحضر اللازم، تم إخطار النيابة العامة، التي انتقلت إلى المستشفى لمناظرة الجثمان، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية، كما طلبت تحريات المباحث حول ملابسات الحادث بدقة.
وتُعيد هذه الحادثة المؤلمة فتح ملف سلامة العبور على المزلقانات، الذي يمثل أحد التحديات الكبرى أمام الجهات المعنية، في ظل تكرار الحوادث التي تخلف وراءها ضحايا أغلبهم من الفئات العمرية الصغيرة أو النساء وكبار السن.
وتأتي أهمية دور الجهات المختلفة لتكثيف حملات التوعية بخطورة العبور العشوائي من المزلقانات، خاصة في أوقات مرور القطارات.
وتلعب هيئة السكك الحديدية دورًا محوريًا في خطة الدولة الشاملة لتطوير قطاع النقل، خاصة فيما يتعلق بتأمين وتحديث المزلقانات التي تمثل نقاط التقاء خطيرة بين السكك الحديدية والطرق العامة، وقد بدأت الهيئة تنفيذ مشروعات تهدف إلى تطوير المزلقانات من خلال إدخال نظم إلكترونية حديثة تشمل إشارات ضوئية وحواجز أوتوماتيكية وكاميرات مراقبة، بالإضافة إلى رفع كفاءة البنية التحتية المحيطة بها. تأتي هذه الجهود في إطار الحد من الحوادث المتكررة الناتجة عن تقاطع القطارات مع حركة المركبات والمشاة.
وتستهدف الهيئة تطوير مئات المزلقانات على مستوى الجمهورية، بالتعاون مع وزارة النقل والجهات المحلية، حيث يتم تحويل المزلقانات اليدوية إلى مزلقانات إلكترونية مؤمنة بالكامل، كما تُجرى أعمال صيانة دورية، وتُطلق حملات توعية للمواطنين وسائقي المركبات لتعزيز ثقافة السلامة المرورية.
وتؤكد هذه الخطوات التزام الهيئة بتقديم خدمة أكثر أمانًا وكفاءة، تواكب خطط التنمية المستدامة التي تنفذها الدولة في مختلف القطاعات، ويبقى الخيط الفاصل في التزام المواطنين أو عدم التزامهم عند مرورهم وعبورهم حرم السكة الحديد بالتعليقات التي تحافظ على سلامتهم.