في استقبال ذي الحجة.. الأزهر للفتوى يوضح فضائل الشهر وأيامه المباركة

مع اقتراب شهر ذي الحجة، أحد الأشهر الحرم التي خصّها الله بالتشريف والفضل، وضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مكانة هذا الشهر الكريم، وما يتضمنه من نفحات إيمانية عظيمة وفرص مباركة للتقرب إلى الله تعالى.
فضل شهر ذي الحجة:
قال المركز إن شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري، ويتميز بكونه من الأشهر الحرم التي نهى الله عن الظلم فيها، حيث قال سبحانه: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36]، وذلك تعظيمًا لقدره ومكانته بين سائر الشهور.
وأشار المركز إلى أن شهر ذي الحجة هو شهر أداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، كما يشتمل على أعظم أيام السنة على الإطلاق، وهي الأيام العشر الأولى، التي تجتمع فيها أمهات العبادات من صلاة وصيام وصدقة وحج، وهي عبادة لا تجتمع في غيرها من الأيام.
واستشهد المركز بقول الله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]، وذكر حديث النبي ﷺ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ» قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ﷺ: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» [رواه الترمذي].
وبيّن المركز أن هذه الأيام هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، حيث شرع الله فيها الذكر والتكبير، ودعا عباده إلى اغتنامها بالطاعات والقربات.
ودعا مركز الأزهر للفتوى جموع المسلمين إلى استثمار أيام ذي الحجة المباركة بالإكثار من الأعمال الصالحة، من صيام وصدقة وذكر وقيام، لما لها من أثر عظيم في تقوية الصلة بالله ونيل رضاه، مشيرًا إلى أن هذه الأيام تمثل فرصة سنوية عظيمة للتوبة والتقرب، لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام.
أدعية لاستقبال شهر ذي الحجة:
اللهم بارك لنا في شهر ذي الحجة، وأعنّا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعلنا فيه من المقبولين المرحومين، ولا تجعلنا فيه من المحرومين.
اللهم اجعل لنا في هذه الأيام المباركة أوفر الحظ والنصيب من كل خير تقسمه، ومن كل نور تنشره، ومن كل رزق تبسطه، ومن كل بلاء تصرفه، ومن كل ذنب تغفره.
اللهم وفقنا لصيام الأيام الفاضلة، وقيام الليالي الطيبة، وذكرك في كل وقت وحين، وبلغنا يوم عرفة ونحن في أحسن حال، وارزقنا فيه دعوة لا ترد.
اللهم اجعلنا من عتقائك من النار في يوم عرفة، واكتب لنا فيه القبول والتوفيق، وبلّغنا دعاء لا يُرد ورجاء لا يُخيب، ورحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك.
اللهم اجعل هذا الشهر فاتحة خير على أمتنا، وارفع فيه البلاء والوباء عن العباد، وارزقنا فيه السكينة والرضا، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأرزاقنا.
اللهم اجعل أعمالنا في هذا الشهر خالصة لوجهك الكريم، لا رياء فيها ولا سمعة، وأعنا فيه على ما يرضيك عنا، واغفر لنا ما مضى، وأصلح لنا ما بقي.