أطفال المدارس التجريبية بالجيزة في خطر.. وأولياء الأمور: المسئولون يعاقبوننا

مأساة جديدة يواجهها أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية للغات المعروفة باسم المدارس التجريبية بمحافظة الجيزة المقبولون أخيرًا للعام الدراسي الحالي 2024-2025، بعد قرار تسكين أبنائهم في مناطق نائية.
على مسافة تبعد نحو مائة كيلو متر عن أماكن الإقامة، قررت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة تسكين الأطفال بمرحلة رياض الأطفال في فصول ملحقة بالمدارس التجريبية في مناطق الصف والعياط وأطفيح على حدود المحافظة.
برغم صدور قرارات التسكين قرب انتهاء العام الدراسي، وانتظار أولياء الأمور قرابة عام كامل من تاريخ التقديم في المدارس التجريبية، إلا أنها جاءت مخيبة لآمال أولياء الأمور _حسب تعبيرهم_ وأوقعتهم في نفس الحيرة التي كانت تنتظرهم حال عدم القبول.
وبين نارين يتقلب أولياء الأمور حائرين، فإما أن يتنازلوا عن حلم تعليم أبنائهم في مدارس اللغات الرسمية لعجزهم عن مصروفات المدارس الخاصة، أو يحملون مشقة سفر أبناهم يوميًا مسافة ساعتين للوصول إلى المدارس التجريبية التي تم تسكينهم عليها، فضلًا عن مخاطر الطرقات.
ولم تكتفِ مديرية التربية والتعليم بمحافظة الجيزة بذلك، بل أصرت على توقيع أولياء الأمور لإقرار بعد التحويل لمدة خمس سنوات وإلزام الطلاب بالحضور يوميًا طوال العام الدراسي.
أولياء الأمور ينددون بالقرار: "مستقبل أولادنا بيضيع"
دشّن أولياء الأمور المتضررين من تنسيق المدارس التجريبية بالجيزة حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتنديد بمعاقبة أبنائهم وتسكينهم في مناطق نائية بالصف وأطفيح والعياط، ورفض توقيع إقرار بعدم النقل في الصفوف الدراسية الأولى.
واستغاث أولياء الأمور بالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لإنقاذ مستقبل أبنائهم من القرارات التي وصفوها بأنها غير مدروسة، وتعنت مديرية التربية والتعليم بالجيزة _حسب تعبيرهم_ مرددين: "مستقبل أولادنا بيضيع".
وطالب أولياء الأمور بإيجاد حلول بديلة لتسكين أبنائهم لعدم ضياع مستقبل أبنائهم، مثل: زيادة كثافة الفصول لقبول أبنائهم في مدارس قريبة، وإعادة فتح الفترات الممتدة، أو إقامة فصول ملحقة بالمدارس الحكومية القريبة منهم.
وذكر أولياء الأمور أنهم تقدموا لأبنائهم في المدارس التجريبية منذ شهر يونيو الماضي، وانتظروا نحو عام في قلق وريبة مع كل نتيجة تنسيق لينتهي الأمر بهم في مأساة حقيقية بتسكين أبنائهم في أماكن لا يعرفون كيفية الوصول لها.
تورط خطة وزير التربية والتعليم لتقليل الكثافة الطلابية
كشفت مصادر في مديرية التربية والتعليم بالجيزة أن أزمة تنسيق المدارس التجريببة بالجيزة بدأت بعد قرار محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتخفيض الكثافة لـ49 طالبًا في الفصل بدلًا من 60 طالبًا، ما جعل تسكين جميع الطلاب الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات أمرًا صعبًا للغاية في ظل قلة عدد المدارس.
وأوضحت المصادر أنه بعد التنسيق الخامس في المدارس التجريبية بمحافظة الجيزة تبقى نحو ثمانية آلاف طالب وطالبة فوق الخمسة أعوام لم يتم تسكينهم بإدارات: الدقي والهرم والعمرانية وجنوب الجيزة، والعجوزة، وحدائق أكتوبر، والوراق، وأوسيم، وأبو النمرس، والحوامدية والبدرشين.
وذكرت المصادر أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني رفض كل المحاولات لرفع الكثافة الطلابية في الفصول بالمدارس التجريبية لحل الأزمة وتسكين جميع الطلاب الذين تزيد أعمارهم على خمسة أعوام لكونها الفرصة الأخيرة لهم للالتحاق بتلك المدارس، وعملًا بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.
وأضافت المصادر، أن المديرية لجأت أخيرًا لتسكين الطلاب في فصول ملحقة بالمدارس الرسمية في مناطق الصف وأطفيح والعياط حرصًا على حقهم في الالتحاق بالمدارس التجريبية، بدلًا من عدم قبولهم على الإطلاق.
