خبير روسي:ترامب يتهم حلفاء الناتو بجر الولايات المتحدة إلى الأزمة الأوكرانية

الولايات المتحدة وروسيا.. قال عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية وعضو مجلس الخبراء في مجلس الأمن الروسي، لوكالة الأنباء الروسية "تاس" أندريه سوشينتسوف إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعرض العلاقات مع روسيا، مدركًا أن السياسة الخارجية لواشنطن وصلت إلى طريق مسدود بسبب محاولات عديدة لفرض الديمقراطية بالوسائل العسكرية.

خبير روسي..ترامب يرى استراتيجية التحول الديمقراطي الليبرالي خاطئة

وصرح سوشينتسوف، بأن ترامب يتهم حلفاء الناتو بجر الولايات المتحدة إلى الأزمة الأوكرانية، وهو أمر لا علاقة له بالمصالح الوطنية الأمريكية، ويرى أن استراتيجية التحول الديمقراطي الليبرالي خاطئة، فقد استندت إلى تجربة احتلال ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية بعد الحرب، عندما تخلت هذه الدول عن ذاتية سياستها الخارجية لصالح رأس المال الأمريكي، لكنها حققت ازدهارًا اقتصاديًا، وحاولت تطبيق هذه التجربة ميكانيكيًا على مناطق أخرى، بما في ذلك الشرق الأوسط، لكن الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية، قال ترامب إن هذه الفكرة لم تُجدِ نفعًا، فقد خسرت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات وعقودًا من الزمن بسبب استراتيجية فاشلة من أوائل الألفية الثانية غزو العراق وأفغانستان وسوريا.

تعارض وجهات نظر الولايات المتحدة والأوروبيين 

كما لفت عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولي، إلى إقرار الزعيم الأمريكي بوجود عالم متعدد الأقطاب، و أصبحت السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر مراكز نفوذ، ليس بفضل الديمقراطية، بل رغمها، وهذا النقد يُضعف موقف الأوروبيين، واستراتيجيتهم المبنية على فكرة أن روسيا لا يمكن أن تكون ديمقراطية، وبالتالي يجب عزلها، بينما يعتقد ترامب أنه ليس الجميع مُلزمًا بتقليد الديمقراطية الغربية، هذه ضربة موجعة لأوروبا، فنظرًا لعجزهم عن انتهاج سياسة خارجية مستقلة، يعتبرون ذلك خيانة من الولايات المتحدة.

وبحسب سوشينتسوف، "يدرك الزعيم الأمريكي أنه إذا اتبعت الولايات المتحدة مسار العقوبات والمواجهة مع روسيا الذي فرضه الأوروبيون، فستُهزم حتمًا في الأزمة الأوكرانية، ويُطلق ترامب، على الصراع اسم حرب بايدن، ويؤكد أنه ورثه ولم يكن هو من بدأه، ولهذا السبب يتجاهل ترامب الأوروبيين، ولا يسمح لهم بفرض وجهة نظرهم عليه.

ترامب مستعد للتدخل في شؤون الأوروبيين، وإسقاطهم..السبب

يُدرك ترامب أيضًا أن تصرفات الولايات المتحدة جعلت الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين أمرًا حتميًا، لكنه في الوقت نفسه، لا ينظر إلى روسيا كأداة ضغط، بل كخصم لا يُستهان به، وفي السياسة الكبرى للقرن الحادي والعشرين، وفقًا لترامب وناخبيه، سيتنافس من يستطيعون التصرف باستقلالية، الولايات المتحدة والصين وروسيا،وهو لا يعتبر أوروبا لاعبًا كهذا. 
وأوضح الخبير السياسي أن ترامب مستعد للتدخل في شؤون الأوروبيين، وإسقاطهم، وشق صفوفهم، والتهديد بالانسحاب من الأطراف المشاركة في الصراع الأوكراني.