بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هند صبري: لا أسعى للترند.. وراحة البال حلم مؤجل

بوابة الوفد الإلكترونية

حلّت النجمة التونسية هند صبري ضيفة على بودكاست "عندي سؤال"، الذي يُعرض عبر قناة "المشهد"، وتناولت فيه محطات متعددة من حياتها الشخصية والمهنية، تحدثت فيه بكل صدق عن التحولات العميقة التي طرأت على شخصيتها مع مرور السنوات، وعلاقتها بأسرتها الصغيرة، إضافة إلى كيفية تعاملها مع ضغوط الشهرة ومواقع التواصل الاجتماعي، ورؤيتها المتغيرة لمستقبل الفن في ظل تصاعد ظاهرة "الترند" في العالم العربي.

 

في مستهل حديثها، استعرضت هند صبري التغيرات الجوهرية التي طرأت على سلوكها وانفعالاتها، مؤكدة أنها في الماضي كانت تنفعل بسرعة وتُستفز بسهولة، لكنها اليوم باتت أكثر هدوءًا ونضجًا، نتيجة التجارب التي مرّت بها خلال حياتها العملية والشخصية. وقالت: "كنت سريعة الغضب في مراحل سابقة من حياتي، لكنني الآن أصبحت أتمتع بقدرة أكبر على التريّث والتفكير قبل رد الفعل. لا أنفعل كما كنت في السابق، بل أحتفظ بمشاعري داخليًا، ولا أُخرج عصبيتي إلا إذا تراكمت الأمور ووصلت إلى حد لا يُطاق".

وأعربت هند عن امتنانها الكبير لكل ما تمتلكه في حياتها، من صحة جيدة واستقرار عائلي ومادي، إلى جانب استقلال فكري تعتبره ركيزة أساسية في حياتها، لكنها في الوقت نفسه، أقرت بأن راحة البال الكاملة لا تزال بعيدة المنال، معتبرة إياها "حلمًا مؤجلًا" تسعى إليه دون أن تتمكن من الوصول إليه بسهولة، وقالت: "في كل مرة أحقق فيها إنجازًا، أجد أن شيئًا ما يعكر صفوي، وكأن الحياة لا تسمح لنا بالشعور بالكمال لفترة طويلة".

وتطرّقت هند أيضًا إلى تجربتها مع وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها كانت في بداياتها تقرأ كل التعليقات والمنشورات المتعلقة بها، وكان الكثير منها يسبب لها الحزن والانزعاج الشديد، وأضافت: "في البداية كنت أقرأ كل شيء تقريبًا، وأحيانًا أبكي من قسوة التعليقات، لكن زوجي دعمني كثيرًا وساعدني على تجاوز هذه المرحلة، أما الآن فأصبحت بالكاد أقرأ ما يُكتب عني، ولم أعد أتأثر بسهولة كما كنت في السابق".

أما عن الانتقادات التي تتعرض لها، فأوضحت أنها لا تُبادر بالرد أو الدخول في مهاترات، لأنها تفضل البقاء بعيدة عن الأجواء السلبية، وتعيش بطريقتها البسيطة التي تربك من يحاولون استفزازها، وقالت: "أسلوبي في الحياة بسيط ومباشر، لا أحب الجدل أو التصعيد، وهذا غالبًا ما يُربك من يهاجمني لأنه لا يجد مني أي رد فعل يُشعل الأمور".

وتحدثت أيضًا عن حساسيتها المفرطة تجاه الأشخاص المقربين منها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع النوم بهدوء إذا شعرت أنها أخطأت في حق أحد، وأضافت: "حتى مع ابنتيّ، إذا شعرت أنني قسوت عليهما في لحظة غضب، أعود وأعتذر فورًا، ولا أرتاح حتى أصلح الموقف".

وعن مستقبل مسلسل "البحث عن علا"، الذي حظي بإعجاب واسع من الجمهور، أوضحت هند صبري أن لا نية حالية لإنتاج جزء ثالث من العمل، مؤكدة أن الجزء الثاني جاء بعد الكثير من التفكير والتخطيط، لكنها لا ترى أن هناك قصة جديدة تستحق الاستمرار في الوقت الراهن، وتابعت: "أنا لا أقدّم أي عمل إلا إذا كان يحمل قيمة حقيقية ويمسّ الناس بصدق، ولذا لا أرى الآن سببًا مقنعًا للجزء الثالث".

وتطرقت أيضًا إلى علاقتها بالمال، مؤكدة أنها تشعر بالامتنان لما تحققه من دخل، لكنه ليس الدافع الأساسي وراء اختياراتها الفنية، وقالت: "أنا ممتنة لما أحصل عليه، لكني لا أعتبر المال هو الهدف الأول، أحيانًا أنسى أصلًا إذا كنت قد تقاضيت أجرًا عن عمل معين أم لا، لأن تركيزي الأساسي يكون على جودة العمل نفسه".

كما كشفت هند أنها رفضت مؤخرًا عددًا من العروض الفنية، بسبب شعورها بالإرهاق الناتج عن الجمع بين التمثيل والإنتاج، مؤكدة أنها قررت التوقف مؤقتًا لتمنح نفسها فرصة للعناية بصحتها النفسية والجسدية، وقالت: "الإرهاق كان شديدًا، وقررت أن أبتعد قليلًا وأرتاح، حتى أتمكن من العودة بطاقة حقيقية".

ووجهت هند صبري نقدًا صريحًا لظاهرة "الترند" التي باتت تسيطر على الساحة الفنية، معتبرة أن الهوس بالمراكز الأولى في وسائل التواصل الاجتماعي لا يصنع فنانًا حقيقيًا، وأضافت: "كنت سابقًا أنشغل كثيرًا برأي الجمهور، لكن اليوم لم أعد أسعى لأن أكون ترند، لأن ما يبقى في النهاية هو العمل الجيد، وليس الضجة المؤقتة التي تزول سريعًا".