بعد الهزات الأرضية المتتالية.. كيف يلجأ المسلم إلى الله وقت الكوارث؟

تزايدت عمليات البحث على محرك "جوجل" صباح اليوم الخميس، حول أدعية الزلازل والهزات الأرضية، بعدما شعر عدد من المواطنين بهزة أرضية وقعت صباحًا، وأثارت هذه الهزة قلقًا واسعًا بين الناس، خاصة أنها جاءت بعد أقل من أسبوع على زلزال سابق، ما دفع الكثيرين للتساؤل عن السُبل الدينية لمواجهة هذا النوع من الكوارث.
كيف نتعامل مع الزلازل؟
تؤكد دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد دعاء مخصوص وارد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُقال عند حدوث الزلازل تحديدًا، إلا أن الدين الإسلامي يحثّ المسلمين على اللجوء إلى الله عز وجل في أوقات الشدائد والمحن، ويُعلي من شأن الدعاء والاستغفار والتضرع إليه.
وترى دار الإفتاء أن الزلازل من الآيات الكونية التي يُراد بها تذكير العباد بقدرة الله تعالى وضعف الإنسان، مما يدعو إلى التوبة والرجوع إلى الله، والتمسك بالأذكار والدعوات التي تحفظ الإنسان في حياته ومماته.
أدعية مأثورة يُستحب ترديدها وقت الزلازل والكوارث:
"اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك".
"اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين".
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".
"اللهم ادفع عنا الزلازل والبراكين والمحن، ما ظهر منها وما بطن".
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق يقول:
"اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ"، وهو دعاء يُستحب ترديده عند الفزع أو الخوف من أي ظاهرة كونية مخيفة.
وجاء في حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا راعه شيء قال:
"هو الله، الله ربي لا شريك له"، وهو ما يذكرنا بلزوم التوحيد والاعتماد الكامل على الله تعالى وقت الأزمات.
من أدعية السيدة عائشة وقت الرياح:
روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عصفت الريح قال:
"اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه".
وكان صلى الله عليه وسلم إذا تغيّرت السماء دخل وخرج وظهر عليه القلق، كما ورد في قوله تعالى: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا" [الأحقاف: 24]، وهي الآية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم محذرًا من الغفلة والتكذيب كما فعل قوم عاد.
أدعية جامعة تحفظ من الكوارث والنوازل:
ورد في السنة النبوية الشريفة عدد من الأدعية التي يستحب الإكثار منها في مثل هذه الأحوال، ومنها:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي، وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي، وَتُصْلِحُ بِهَا غَائِبِي، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي..."
"رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ"
"اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ منَ الهَدْمِ، والغرق، والتردي، والحرق، والهرم..."
"اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ"
"اللَّهُمَّ إني أسألُكَ العافِيَةَ وَالمُعافاةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ"
"اللَّهُمَّ اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي والماء البارد"
"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة"
الزلازل لا تأتي عبثًا، بل هي رسائل ربانية توقظ الغافلين، وتحثّ المؤمنين على محاسبة النفس، والرجوع إلى الله، وكثرة الدعاء والاستغفار، وقد قال تعالى: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا" [الإسراء: 59].
ومن رحمة الله عز وجل أن جعل الدعاء بابًا مفتوحًا لا يُغلق، يلجأ إليه العبد في السراء والضراء. فليكن لسان المؤمن رطبًا بذكر الله في كل حين، وليكن الدعاء سلاحه حين تهتز الأرض، ويضطرب الوجدان.