بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

من سُنن الطبيعة

على منصة «إكس»، كتب يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلى، فقال إن مصير عبدالملك الحوثى فى اليمن سيكون مثل مصير إسماعيل هنية فى إيران، وحسن نصر الله فى لبنان، ويحيى السنوار ومحمد الضيف فى غزة!

وهو بهذا يكشف عن أن بلاده سوف تتعقب الحوثى حتى تتمكن من تصفيته جسديًّا كما فعلت مع سواه من أصحاب هذه الأسماء.

ومما نتابعه أمامنا نكتشف أن ما يقوله الوزير الإسرائيلى ليس قناعة خاصة به، ولكنها قناعة عامة تؤمن بها حكومة التطرف التى يرأسها نتنياهو فى تل أبيب. ولم تسأل هذه الحكومة نفسها عما إذا كانت تصفية مثل هذه الأسماء حلًّا فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، أم أن العنف سوف يظل يولد عنفًا من بعده بلا نهاية، وبلا توقف، وبلا أى سقف؟

وبمعنى أوضح، فالمشكلة لم تكن فى هنية حين جرى اغتياله فى طهران، ولا كانت فى نصر الله، ولا فى السنوار أو الضيف، ولا هى فى الحوثى. لم تكن المشكلة فى كل هؤلاء ولا فى سواهم ممن يؤمنون بالطريق الذى اختاروه، وإنما المشكلة فى أن أرضًا تخضع للاحتلال، ولا فرق بعد ذلك أن تكون هذه الأرض فى الضفة الغربية أو كانت فى قطاع غزة.

وبمعنى أوضح وأوضح، فإن الاحتلال هو المرض، بينما هؤلاء جميعهم هم مجرد عرض للمرض. وعندما تتعقبهم حكومة التطرف فهى لا تتعامل مع المرض، ولكنها تمشى وراء العرض وتتعقبه، ولا تنتبه إلى أن الأعراض فى حالة كهذه تظل تتعدد، وتتنوع، وتتناسل، وبغير حد يمكن الوقوف عنده فى آخر الطريق!

القضية هى فى الاحتلال ثم فى المقاومة التى تنشأ فى وجه هذا الاحتلال، وبالتالى، فالعلاقة فى الصراع بينهما تظل علاقة طردية متصاعدة، وتظل المقاومة مرتبطة بالاحتلال وجودًا وعدمًا فى أى أرض محتلة، وليس فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وحدها، لأن هذا الارتباط من سُنن الطبيعة التى لا تخطئها العين المجردة. هذا ما سوف نراه إذا ما راجعنا تاريخ أى احتلال فى أى أرض، ثم تاريخ كل مقاومة كانت فى انتظار الاحتلال بأنواعه فى هذه الأرض.

ولكن الغطرسة الإسرائيلية تأبى إلا أن تتعامى عما هو واضح كالشمس، وتأبى أن ترى أن سقوط كل هؤلاء الذين ذكرهم وزير الدفاع الإسرائيلى لم ينتج عنه سقوط فكرة المقاومة ذاتها، ولن يحدث حتى ولو سقط الفلسطينيون كلهم، ثم بقى فلسطينى واحد على ظهر الكوكب.