الأسانسيرات.. صرخات من “بئر الهاوية” إلي" السماء "

في حادث مأساوي يتكرر بين الحين والآخر، تهتز الأبنية الشاهقة على وقع صرخات استغاثة لا تُسمع إلا بعد فوات الأوان، حين يتحول المصعد، وسيلة الراحة اليومية، إلى فخ قاتل ينهي حياة الأبرياء في لحظات. 

الأسانسيرات.. صرخات  من “بئر الهاوية”  إلي" السماء "

وقد سجلت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في حوادث سقوط المصاعد داخل المباني السكنية والمرافق العامة، تاركة وراءها قصصًا مؤلمة لأسر فقدت أحبتها بسبب إهمال يمكن تفاديه.

ويرى مختصون أن هذه الحوادث المؤسفة غالبًا ما تعود إلى أسباب متراكمة، أبرزها غياب الصيانة الدورية، واستخدام أنظمة قديمة أو غير مطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى تقاعس بعض الجهات المسؤولة عن تطبيق إجراءات السلامة, إلى جانب الإهمال البشري.

بعد سقوط مصعد" أسانسير " مستشفي الجامعة بشبين الكوم ، ماأسباب سقوط" المصاعد " الأسانسيرات؟

  أثار حادث سقوط أسانسير مستشفى جامعة المنوفية، أمس، حالة من الجدل والقلق بين المترددين على المستشفى، حيث فتح الباب أمام التساؤلات بشأن إجراءات الصيانة الدورية للمصاعد في المستشفيات الجامعية، ومدى الالتزام بمعايير التشغيل والرقابة؟

  والإجابة أن استخدام المصعد آمن جدا إذا احتوى على جميع آليات الأمان وتمت صيانته بشكل دوري، إلا أنه يصبح خطيرا إذا لم تتم صيانته والتأكد من صلاحيته دوريا، وحول أسباب حوادث سقوط المصاعد، أن السبب الرئيسي لسقوط المصاعد هو ؛

 الحمولة الزائدة

ويمكن أن تسبب زيادة عدد ركاب المصعد، عن العدد المقرر، والذي يسبب في زيادة الوزن المحدد، في سقوط المصعد جراء تأكل الأسلاك التي تحمل المصعد.

 نقل البضائع

وهناك عدة أنواع من المصاعد، منها مصاعد لنقل الأطعمة أو الأفراد أو البضائع، لذلك فإن من الخطر نقل أو تحميل البضائع في مصاعد الأفراد، لأن تكرار نقل البضائع قد يسبب تلف المصعد، مما يتسبب في وقوعه.

 الصيانة الدورية

وعدم الصيانة الدورية، والتي يجب ألا تقل عن مرة شهريًا، يمكن أن تتسبب في تهالك المصعد وسقوطه.

 تآكل الأسلاك

كما أن تآكل الأسلاك التي تحمل المصعد، والتي يجب أن تتغير بصورة دورية، يمكن أن تتسبب في سقوط المصعد.

ليبقي السؤال ..من المسئول  عن آمن وسلامة الأسانسيرات في المباني العامة؟

 ما هي الجهة المنوط بها مراقبة المصاعد؟ أسئلة عديدة شغلت بال كثيرين بعد كارثة سقوط مصعد مستشفى الجامعي  بالمنوفية  بسبب الحمولة الزائدة وتهالكه، ما أسفر عن مصرع  17 شخصًا.

إجابة تلك الأسئلة ؛ في المادة الخامسة من قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، حيث تلزم الملاك أو ذوي الشأن في المباني التي بها مصاعد بتوفيق أوضاعهم واستيفاء الاشتراطات اللازمة، وتقديم طلب الترخيص بتشغيل المصعد وفقًا لهذا القانون ولائحته التنفيذية خلال ستة أشهر من تاريخ العمل باللائحة التنفيذية.

ووفقًا للائحة التنفيذية للقانون يجب على المالك أو ذوي الشأن التعاقد مع إحدى المنشآت المرخص لها في مجال إنشاء وتشغيل المصاعد للقيام بأعمال التركيب والإصلاح والصيانة الدورية.

فضلا علي أن هناك إدارة تسمى إدارة المصاعد بكل حي،  مهمتها استخراج رخصة للمصعد مثل رخصة السيارة بعد التأكد من سلامته وتراخيص المبنى،و إن رخصة الأسانسير تجدد كل 3 سنوات.

ومن الاشتراطات الأخرى أيضًا أنه يجب على الجهة أو صاحب المنشأة أو المسؤول عنها التعاقد مع إحدى الشركات المرخص لها القيام بأعمال الصيانة الدورية، كما يجب أيضًا تحديد عامل واحد على الأقل ليقوم بمراقبة تشغيل المصعد أو المصاعد، على أن يتم تدريبه على التعامل مع المواقف المختلفة، وأيضًا من الأمور المهمة الأخرى والواجب وضعها فى الاعتبار، وضع لوحة معدنية مثبتة داخل كل مصعد، موضح بها اسم المنشاة القائمة بصيانة المصعد، وعنوانها، ورقم الترخيص بالعمل.

ما أشهر حوادث “المصاعد ”  الأسانسيرات الأخيرة ؟ 

  نبأ إصابة 17 مواطنين إثر سقوط المصعد بهم بمستشفى المنوفية  الجامعي ، ليس الأول من نوعه، ولكنه ضمن سلسلة انهيارات لمصاعد المستشفيات، التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، ويتبين أن هذا الحادث تكرر فى مستشفيات عدة،مثل مستشفي جامعة بنها  ،وغيرها ؟

وكان منها ما شهدته مستشفى كفر الزيات العام بمحافظة الغربية، حيث سقط المصعد الكهربائي الخاص بالمستشفى من الدور الأول أثناء تواجد محافظ الغربية وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة داخله.

وقد وقع الحادث عقب افتتاح 8 حضانات جديدة داخل المستشفى، حيث كان محافظ الغربية والقيادات في طريقهم للصعود إلى الأدوار العليا عندما تعرض المصعد لزحلقة مفاجئة وسقط من الدور الأول.

لحسن الحظ، لم يسفر الحادث عن وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج المحافظ والقيادات من المصعد بسلام.

 وقد شهدت  مستشفي بنها الجامعى سقوط أسانسير قسم الجراحة، وأسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين.

وفي الإسكندرية، لقى فرد أمن بمستشفى جمال عبد الناصر، التابعة لهيئة التأمين الصحي مصرعه، بعدما سقط المصعد عليه وأودى بحياته.

واتضح من الفحص وجود جثة فرد أمن (21 عاما)، معلقة بالمصعد داخل البئر بين الطابقين الرابع والثالث، وتبين أنه أثناء تواجده بالطابق الثالث «قسم الباطنة – سيدات»، قام بإخراج رأسه من فتحة في بئر المصعد للرد على نداء أحد زملائه بالطابق الأرضي، فتصادف تحرك «الأسانسير» لأسفل فجذبه معه ليشنق من رأسه داخل البئر بين الطابقين الثالث والرابع.

وفي الدقهلية، توفى مسعف (33 عاما)، مقيم بقرية طماى الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين، في سقوط «أسانسير» بمركز طبى خاص بالمنصورة، بعد توصيله مريض قلب، في حالة خطرة للعناية المركزة بالدور الحادى عشر.

وكان قد شهدت مستشفى جامعة المنوفية بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، سقوط  مصعد  من الطابق الثالث أثناء استخدامه لنقل عدد من العاملين والمرضى، داخل المبنى الرئيسي للمستشفى، ما أسفر عن حالة من الذعر وإصابة 3 أشخاص بكسور و14 آخرين بسجحات وجروح طفيفة، وسارعت الفرق الطبية إلى موقع الحادث لتقديم الإسعافات الأولية.

وتلقت مديرية أمن المنوفية إخطارًا من قسم شرطة شبين الكوم بالواقعة، وانتقلت قوة من المباحث لمعاينة موقع الحادث والتحفظ على كاميرات المراقبة لمراجعة التفاصيل.

وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحادث، مع تشكيل لجنة فنية لفحص المصعد والتأكد من التزامه بإجراءات السلامة.