بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تهاجم الصغار والكبار بشراسة

«الكلاب الضالة» عصابات منظمة.. والطب البيطرى عاجز عن المواجهة

بوابة الوفد الإلكترونية

أمهات تروين لحظات رعب عاشوها مع أطفالهن فى شوارع دمياط
1000 جنيه تكلفة تطعيم الكلب الواحد
محافظ الدقهلية لـ«الوفد»: وجهت الطب البيطرى لإيجاد حلول للظاهرة

 

سيطرت قطعان الكلاب الضالة على شوارع القرى والمدن فى محافظات الجمهورية فى الآونة الأخيرة، واتسعت الظاهرة بشكل خطير، ما تسبب فى تعرض العشرات من المواطنين، بعضهم من الأطفال وكبار السن إلى هجوم شرس من الكلاب الضالة، ما أدى إلى الإصابة بحالات عقر بصفة مستمرة.
وعجز الجهات المختصة والطب البيطرى أمام مواجهة الظاهرة «الكلاب الضالة» نتيجة عدم التخلص منها أو تطعيها ضد السعار، جعلها أشبه بالعصابات المنظمة التى تهدد المواطنين فى كل المناطق والاحياء، ولا يسلم منها الأطفال، حتى باتت الكلاب الضالة من أخطر الظواهر التى تهدد الشوارع فى الفترة الراهنة.

الدقهلية..
انتشرت ظاهرة الكلاب الضالة فى شوارع مدن وقرى الدقهلية بصورة خطيرة فى الفترة الأخيرة وتعرضت أعداد كبيرة من المواطنين بعضهم من الأطفال وكبار السن إلى هجوم شرس من الكلاب الضالة مما أسفر عن حالات عقر بصورة شبه يومية فى الأحياء والشوارع فى الوقت الذى وقفت الجهات المختصة بالطب البيطرى والشرطة عاجزة أمام التعامل مع هذه الظاهرة نتيجة عدم السماح بتصفية الكلاب الضالة من جهة أو عدم تطعيمها ضد مرض السعار من جهة أخرى بسبب تكلفته المادية التى تصل إلى 1000 جنيه لتطعيم الكلب الواحد.
فى مدينة المنصورة انتشرت «قطعان» من الكلاب الضالة فى الشوارع الشعبية بأعداد كبيرة بشكل خاص مثل عزبة الشال والجلاء وكفر البدماص وغيرها، حيث هاجمت طلاب المدارس فى الصباح الباكر دون أية حلول.
وتقول فاتن السيد، أحد الأهالى، إن كلبًا من كلاب الشوارع عقر طفلها خلال توجهه إلى مدرسته الابتدائية وحصل على حقن من مستشفى الحميات بالمنصورة، وطالبت بالتصدى لهذه الظاهرة المخيفة التى نتشرت بصورة كبيرة فى شوارع المنصورة.
وأضاف يوسف ناصر بأن شوارع مدينة طلخا تشهد انتشارًا كبيرًا للكلاب الضالة بأعداد كبيرة جدًا، بينما هناك حالات عقر تحدث بصورة شبه يومية فى عدد من الشوارع بالمدينة.
وأشار خالد السعيد إلى أن منطقة حى الجامعة بالمنصورة تعانى أشد المعاناة من ظاهرة الكلاب الضالة التى تنتشر يوميًا من بعد الفجر حتى الصباح وتسبب رعبًا للسكان خاصة الأطفال.
وفى مدينة دكرنس تشهد ظاهرة الكلاب الضالة صورًا مختلفة، فالشوارع الرئيسية والفرعية بها تجمعات هائلة من الكلاب الضالة، حيث اشتكى سكان شارع العروبة من انتشار قطعان الكلاب فى محيط ورشة الأتوبيس وميزانية ميت رومى وغيرها، كما يعانى سكان شارع متفرع من شارع مجلس المدينة، وتحديدًا بجوار مخزن الأدوية من وجود أعداد كبيرة من الكلاب الضالة، حيث تقوم سيدة مسنة بتقديم الطعام للكلاب الضالة مما تسبب فى تجمعهم يوميا فى المنطقة ومهاجمة المارة وطلاب المدارس، ومن بين الضحايا الذين تعرضوا للهجوم الشرس معلم على المعاش، حيث عقره أحد الكلاب وقطع ملابسه ولما عاتب المعلم السيدة كان ردها له «ليه تمشى فى الشارع» !!
ويقول فوزى طه بأن 3 موظفين فى شركة المياه بدكرنس عقرهم الكلاب التى تتجمع أمام منزل السيدة وفى حضورها بدون أى رد فعل منها، وأضاف بأن صاحب شواية أسماك يدعى أشرف تعرض للعقر من أحد الكلاب الذين تقوم السيدة المسنة بإطعامهم ولما حاول يإنقاذ نفسه من هجوم الكلب وقع على الأرض وأصيب إصابة بالغة ألزمته الفراش، كما يعالج أيضا من عقر الكلب الشرس.
سيدة رفضت ذكر إسمها أشارت إلى أن ابنها يبلغ 10 سنوات وتعرض لهجوم شرس من كلب ضال بالقرب من ميزانية ميت رومى بدكرنس وتوجهنا إلى المستشفى للحصول على أول جرعة من التطعيم وهى أصل 5 جرعات لابد من الحصول عليها كاملة.
عرضت «الوفد» قضية انتشار الكلاب الضالة فى مدن وقرى المحافظة على محافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق ومخاوف المواطنين من هذه الظاهرة، حيث أكدنا للمحافظ أن أعداد الكلاب الضالة تقترب من أعداد البشر وحالات العقر تحدث يوميًا.
وأكد المحافظ أن ظاهرة الكلاب الضالة بالفعل إحدى الظواهر المقلقة لدى مواطنى الدقهلية، وأنه سيقوم بتوجيه الطب البيطرى لوضع حلول لهذه الظاهرة، وأضاف المحافظ بأنه سيدعم أي مقترحات من المجتمع المدنى للوصول إلى حل مناسب لمشكلة تزايد الأعداد الهائلة من الكلاب الضالة فى أنحاء الدقهلية، لافتًا إلى أنه على استعداد لدعم الجمعيات التى تتبنى حلول واقعية تحد من الظاهرة.
وأوضح مصدر مسئول بالطب البيطرى، أن الطب البيطرى يعد الجهة المسئولة عن التعامل مع الشكاوى الخاصة بالكلاب الضالة والمسعورة، مشيرًا إلى أن قلة الامكانيات هى التى تتحكم فى طرق التعامل مع الأزمة، وأن المقترحات التى تقدمها بعض الجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوان من أن يكون التعامل من خلال توفير علاجات للسعار وتطعيمات للكلاب هو الحل، هى مقترحات تحتاج ميزانيات مادية كبيرة غير متوفرة.
وبالرغم من إصدار مجلس الوزراء قرارات تجرّم ترويع المواطنين باستخدام الكلاب، فإن التساؤل ما زال قائمًا: ماذا عن الكلاب التى لا تملك أصحابًا، والتى تملأ الشوارع والأحياء دون رقابة أو رادع؟ فالكلاب الضالة، خاصة المصابة بداء السعار، تُعد الخطر الأكبر والأكثر تهديدًا للمجتمع.
وأكد عدد من أهالى الدقهلية أن تفشى الكلاب الضالة فى الطرقات العامة بات أشبه بحالة «بلطجة» غير مرئية، تحاصر المارة وتعرضهم للخطر، مما يستدعى تحركًا عاجلًا من المسئولين المعنيين للحد من هذه الظاهرة.
وأشار المواطنون إلى غياب خطة واضحة من الجهات المختصة للتعامل مع هذه الأزمة، وفى مقدمتها مديريات الطب البيطرى، التى تبقى مكتوفة الأيدى دون خطوات فعالة أو رؤية واقعية للمواجهة.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور أحمد السعيد، وكيل إدارة الطب البيطرى بأجا سابقًا، أن عدد الكلاب الضالة فى مصر يقدّر بحوالى 20 مليون كلب، وتتسبب فى عقر نحو 380 ألف شخص سنويًا. وأضاف أن هذه الكلاب تمثل مصدرًا دائمًا للخوف والقلق، إلى جانب المخاطر الصحية الجسيمة مثل داء السعار، الذى قد يُهدد حياة الإنسان والحيوان على حد سواء.
واقترح السعيد عددًا من الخطوات الإنسانية والفعالة للسيطرة على الظاهرة، منها:
أولًا: ينبغى على الحكومة تخصيص ميزانيات كافية لدعم برامج تعقيم وتطعيم الكلاب الضالة، وإنشاء ملاجئ مناسبة لإيوائها بعد تعقيمها، إلى جانب رفع القمامة بانتظام، كونها بيئة جاذبة لتكاثر هذه الكلاب.
ثانيًا: يعد تعقيم الكلاب – سواء الذكور أو الإناث – أحد أنجع الحلول للحد من تكاثرها العشوائى، وتبلغ تكلفة تعقيم الذكر نحو 340 جنيهًا، بينما تصل إلى 840 جنيهًا للأنثى، وهو ما يستدعى دعمًا ماليًا ومؤسسيًا لتحقيق نتائج ملموسة.
ثالثًا: يمكن لجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى المساهمة عبر تنظيم حملات توعية للمواطنين، وإنشاء ملاجئ وتعقيم الكلاب، والتعاون مع المواطنين بالتبرع أو التطوع لدعم هذه الجهود.
وحذر من خطورة داء السعار، وهو مرض فيروسى قاتل ينتقل عن طريق عقر أو خدش من كلب مصاب، مؤكدًا ضرورة توجه أى شخص يتعرض للعقر فورًا إلى أقرب مستشفى لتلقى التطعيم المناسب، حتى فى حال حدوث «خربوش» بسيط بأظافر الكلب.
من جانبه، أوضح الطبيب البيطرى حاتم حسنى أن السبب الرئيس وراء تفاقم المشكلة يعود إلى تقاعس مديريات الطب البيطرى عن تنفيذ حملات التطعيم والتوعية، واعتماد بعض الجهات على السم كوسيلة للقتل، ما يؤدى إلى نفوق قطط وحيوانات أخرى تتغذى على ذات الطعام، فى مخالفة لمبادئ الرفق بالحيوان.
وأشار إلى أهمية التنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان لإطلاق حملات تطعيم، وتكوين فرق عمل فى المحافظات، مع التركيز على المناطق التى تشهد أعلى نسب من حالات العقر.
وطالب حسنى بتطوير أداء هيئة الطب البيطرى وتزويدها بوسائل مكافحة بيولوجية آمنة، إلى جانب تدريب الكوادر الطبية، والاهتمام برفع القمامة والمخلفات من الشوارع، وإنشاء مأوى مناسبة للحيوانات الضالة بعيدًا عن المناطق السكنية، وضرورة غرس ثقافة الرفق بالحيوان لدى الأطفال منذ الصغر.
كما شدد الطبيب البيطرى السيد محمود على ضرورة تكثيف جهود مكافحة مرض السعار، وزيادة عدد مراكز استقبال حالات العقر والخدش، وتدريب الفرق الطبية على البروتوكولات الوقائية، فى ظل النقص الواضح فى عدد الأطباء البيطريين بسبب توقف التعيينات الحكومية.

البحيرة..
رعب بين المواطنين.. وحياة الأطفال على كف عفريت
تشهد مدن وقرى محافظة البحيرة حالة من الاستياء المتصاعد بسبب الانتشار الكبير للكلاب الضالة فى الشوارع والميادين، الأمر الذى أثار حالة من الخوف بين المواطنين، خاصة الأطفال وتلاميذ المدارس.
ويُعد مركز كفر الدوار من أكثر المناطق تضررًا من هذه الظاهرة، حيث لم تقتصر الكلاب الضالة على الأحياء الشعبية فقط، بل امتدت إلى المناطق الراقية مثل زهراء الحدائق، والتمليك، ومدخل المدينة، ما سبب حالة من الرعب بين السكان، لا سيما بين السيدات والأطفال.
وأدى ذلك إلى حرص أولياء الأمور على توصيل أبنائهم إلى المدارس وانتظارهم حتى انتهاء اليوم الدراسي؛ خشية تعرضهم لأى هجوم من الكلاب الضالة المنتشرة بكثافة قرب المدارس.
وتتجمع الكلاب الضالة حول صناديق القمامة فى مختلف المناطق، بحثًا عن بقايا الطعام، إلى جانب نباحها المتواصل خلال ساعات الليل، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا للسكان.
فى لقاءات مع عدد من الأهالى، عبّرت شادية صبرى، ربة منزل، عن قلقها الشديد قائلة: «أقوم يوميًا بتوصيل ابنتى إلى مدرستها الابتدائية، ثم أعود لاصطحابها بنفسى خوفًا من تعرضها لهجوم الكلاب».
وطالب سمير إبراهيم، عامل، بضرورة التدخل العاجل لمواجهة هذه الظاهرة التى باتت تشكل خطرًا يوميًا على المواطنين، مشيرًا إلى أن الكلاب الضالة أصبحت تتجول فى جماعات وتهاجم المارة دون سبب.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد سالم، مدير مديرية الطب البيطرى بمحافظة البحيرة، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن هناك خطة ثابتة لمواجهة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بجميع مراكز المحافظة.
وأشار إلى أن القانون رقم 29 لسنة 1923 يمنع قتل الكلاب الضالة، مع التأكيد على توفير الأمصال اللازمة للمواطنين فى حال تعرضهم للعقر.
وأضاف سالم أنه يتم حاليًا دراسة بدائل للتعامل مع الظاهرة، بما يراعى مبادئ الرفق بالحيوان، منها إنشاء مراكز لإيواء الكلاب الضالة، وكذلك تطبيق برامج للحد من تكاثرها مثل تعقيم إناث الكلاب، بما يسهم فى تقليل أعدادها تدريجيًا دون الإخلال بالتوازن البيئى.

دمياط..
حالات العقر تتكرر.. والخوف يسيطر على الأهالي
تحوّلت شوارع عزبة البرج وعدد من مناطق محافظة دمياط إلى بؤر للخطر، نتيجة الانتشار المخيف للكلاب الضالة، التى باتت تهدد حياة المواطنين يوميًا، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، ورغم تصاعد الأزمات وتكرار حوادث العقر، لا تزال الجهات المسئولة غائبة عن المشهد، ما دفع الأهالى إلى إطلاق نداءات استغاثة متكررة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وتقديم بلاغات رسمية، على أمل أن يتحرك أحد قبل فوات الأوان.
روت إحدى الأمهات من سكان عزبة البرج تفاصيل مرعبة عن هجوم تعرض له أطفالها أثناء عودتها من عيادة الطبيب: «ابنى سبقنى بخطوتين، وفجأة كلب ضال هجم عليه وعضه فى وجهه.. حاولت أبعده فهاجمنى وعضنى فى ساقى، بينما كنت أحمل رضيعى، وكان على وشك أن يهجم عليه أيضًا، لولا أنى ضربته برجلى الأخرى وسقطت على الأرض بابنى».
وتابعت: «فى المستشفى عرفت إن نفس الكلب عض طفلين قبلى فى نفس المكان».
تشير التقارير إلى تكرار الهجمات، منها إصابة صياد مسن مرتين، وهجوم آخر على بائع سمك داخل سوق عزبة البرج، وفى مدينة رأس البر.
وأكد محمد نسيم، أحد السكان، أن الخروج من المنزل بات مخاطرة: «بقينا بنخاف نمشى فى الشارع، الكلاب بتهاجم فجأة، والنباح المستمر بالليل خلى النوم مستحيل».
مصادر طبية داخل مستشفيات دمياط أكدت تزايد عدد المصابين، وسط مخاوف من تفشى أمراض مثل السعار والجرب، فى ظل غياب خطة واضحة لمكافحة هذه الظاهرة.
يطالب أهالى دمياط بتدخل فورى من محافظ الإقليم ومديرية الطب البيطرى، لشن حملات فعالة لمواجهة الكلاب الضالة، سواء عبر تطعيمها أو إيوائها أو التعامل معها وفق القانون بما يضمن سلامة المواطنين، قبل أن تتفاقم الأزمة وتخرج عن السيطرة.

ميادين قنا تحت الحصار
حالة من الفوضى تضرب شوارع مدينة قنا، عاصمة المحافظة، بسبب الانتشار المتزايد للكلاب الضالة، سواء فى الشوارع الرئيسية أو الفرعية، الأمر الذى أثار قلق المواطنين خاصة مع تكرار حوادث الاعتداء على المارة، وتزداد خطورة الظاهرة مع بداية العام الدراسى، حيث تشهد الشوارع حركة كثيفة من الطلاب والتلاميذ خلال ذهابهم وعودتهم من المدارس والجامعات.
رفعت أبوالغيط، عضو لجنة حزب الوفد بقنا وأحد سكان المدينة، أكد أن الكلاب الضالة تنتشر بكثافة فى ساعات الصباح الباكر وأوقات الليل المتأخرة، لا سيما فى مناطق مدينة العمال وعمر أفندى ونجع سعيد وحوض عشرة خلف ديوان المحافظة، موضحًا أن هذه الظاهرة أصبحت مصدرًا للرعب، خاصة للأطفال، بسبب نباح الكلاب ومطاردتها للمارة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة المواطنين.
من جانبه، تساءل مصطفى كامل، عضو لجنة شباب الوفد بقنا، عن دور الجهات المعنية مثل مجلس مدينة قنا ومديرية الطب البيطرى فى مواجهة هذه الظاهرة، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل للسيطرة على الموقف قبل تفاقمه.
وأشار محمود كمال، سكرتير مساعد لجنة الوفد بقنا، إلى أن الظاهرة لا تقتصر على مدينة قنا وحدها، بل امتدت إلى مختلف مدن وقرى المحافظة، ما يستوجب تدخلًا جادًا من الجهات المختصة لوضع حد لها، حفاظًا على سلامة المواطنين والصحة العامة.