كنوز تل بسطا تُضيء المستقبل.. الشرقية تحتفل باليوم العالمي للمتاحف
في احتفالية مميزة تحت شعار "مستقبل المتاحف في ضوء مجتمعات سريعة التغير"، نظم متحف تل بسطا بمدينة الزقازيق، فعالية ثقافية وأثرية احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف، والذي يُحتفل به سنويًا.
وقد تنوعت فعاليات الاحتفالية ما بين معارض أثرية وندوات علمية، لتؤكد على الدور المتجدد للمتحف كمؤسسة حيوية تحاكي الواقع وتُسهم في تشكيل الوعي المجتمعي، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
حملت الفعالية طابعًا علميًا وثقافيًا وإنسانيًا، حيث بدأ الاحتفال بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، ثم انطلقت فعاليات الملتقى العلمي الذي جاء تحت عنوان: "الفكر الاقتصادي في مصر بين الماضي والحاضر"، وضم مجموعة من المحاضرات التي تناولت مفهوم الاستدامة الاقتصادية في السياق المصري عبر العصور، مع ربط الحاضر بالماضي واستشراف المستقبل.
كما افتتح المتحف معرضًا أثريًا مؤقتًا بعنوان "كنوز الاستدامة في تل بسطا"، تضمن قطعًا أثرية نادرة، أبرزها خمس قطع لأوانٍ وقدور ترجع إلى عصور الدولة الحديثة وعصر الانتقال الثاني، وُضعت في القاعة الرئيسية للمتحف لتكون شاهدة على عبقرية التصميم المصري القديم. واحتوى المعرض الموازي على منتجات معاد تدويرها، كرسالة بيئية تعزز مفهوم الاستدامة، وتؤكد أن المتاحف ليست فقط حافظة للتاريخ، بل أيضًا مُلهمة للحاضر والمستقبل.
في السياق ذاته، نظم قسم البحث العلمي بالمتحف ندوتين ثقافيتين بعنوان "اللغة المصرية القديمة – التاريخ المصري القديم"، وذلك في إطار دعم الأنشطة العلمية وربط الزوار، وخاصة النشء والشباب، بجذورهم الحضارية واللغوية.
وقد شهدت الفعالية حضورًا واسعًا من ممثلي المجتمع الأكاديمي والثقافي، حيث شارك كل من: منال منير حبيب مدير عام منطقة آثار الشرقية، ورزق دياب مدير عام آثار شرق الدلتا، والدكتور مجدي الحصري رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالشرقية والإسماعيلية، إلى جانب نخبة من أساتذة الجامعات، منهم الدكتور السيد الفضالي رئيس قسم علم النفس بكلية التربية بجامعة الزقازيق، والدكتور مغاوري عبيد بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر.
وأعلنت إدارة متحف تل بسطا، برئاسة إبراهيم علي حمدي، فتح أبواب المتحف مجانًا اليوم أمام جميع الزوار من المصريين، تشجيعًا لهم على زيارة هذا الصرح الثقافي الفريد والتعرف عن قرب على تراث الأجداد، كما تم تنظيم جولة ميدانية شملت المنطقة الأثرية والمتحف. وفي ختام الاحتفالية، قام مدير المتحف بتكريم عدد من العاملين المتميزين، تقديرًا لجهودهم المبذولة في إنجاح الأنشطة الثقافية والعلمية.
يُشار إلى أن الفعالية نُظمت بالتعاون مع عدة جهات ومبادرات مجتمعية، منها "مبادرة أنا وابني ومجتمع أخضر"، وقسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر بتفهنا الأشراف، ومنتدى صالون الزمن الجميل، بما يعكس تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية والأكاديمية لإحياء الوعي الأثري والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.
وفي ختام الفعالية، وجه المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، التهنئة للعاملين بمتحف تل بسطا، معربًا عن تقديره لما يقدمه المتحف من دور بارز في دعم الثقافة والهوية الوطنية، ومؤكدًا أن تل بسطا يمثل أحد أهم المزارات الأثرية في المحافظة، ورافدًا مهمًا من روافد السياحة الداخلية والخارجية، داعيًا إلى الاستمرار في تنظيم الفعاليات التي تفتح أبواب التاريخ أمام الأجيال الجديدة وتُعزز الانتماء الوطني.