"الحج عن المريض في حياته"... دار الإفتاء المصرية توضح

مع اقتراب موسم الحج، يتجدد الإهتمام بالأحكام الشرعية المتعلقة بهذه الشعيرة العظيمة، خاصة في الحالات الخاصة كالحج عن المريض أو العاجز، ويتسأل الكثير حول جواز أداء الحج نيابة عن مريض ما زال على قيد الحياة.
هل يجوز الحج عن المريض في حياته؟
ردًا على هذا التساؤل، قالت دار الإفتاء المصرية :"لا مانع للمسلم أن يحج المريض إذا كان لا يستطيع أن يقوم بأداء الحج بنفسه، على أن يوكله المريض في أداء الحج، ويكون السائل قد حج عن نفسه قبل ذلك."
وأشارت إلى أن صحة حج النيابة مشروطة بأن يكون الحاج قد أدى الفريضة عن نفسه أولًا، ثم يحج عن غيره بعد التوكيل منه، مع تعذر أداء المريض لفريضة الحج بنفسه لعذر دائم كالمرض المزمن الذي لا يُرجى شفاؤه.
فقهاء الإسلام وتأييدهم للرأي
جاءت هذه الفتوى متوافقة مع ما ذهب إليه جمهور العلماء من المذاهب الأربعة، حيث أجازوا الحج عن الغير في حال العجز الدائم عن أداء المناسك، واستندوا في ذلك إلى حديث المرأة التي جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حج والدها، فقال لها:"حُجِّي عن أبيك"[رواه البخاري ومسلم].
ويقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: "في الحديث دليل على جواز الحج عن العاجز ببدنه لكبر أو مرض مزمن، سواء كان حج فرض أو نفل، إذا كان الحاج قد حج عن نفسه".
شروط وضوابط الحج عن الغير
حددت دار الإفتاء المصرية، وفقًا للمصادر الفقهية، عدة شروط يجب توافرها فيمن يريد أن يحج عن غيره، وهي:
1. أن يكون قد أدى فريضة الحج عن نفسه.
2. أن يكون المريض عاجزًا عجزًا دائمًا.
3. وجود توكيل صريح من المريض لمن ينوب عنه.
4. أن يكون الحج من مال من يُحَجُّ عنه، إلا إذا تبرع به أحد.
أدعية مستحبة للحاج والمُحجّ عنه
وإليكم مجموعة من الأدعية المأثورة التي يُستحب أن يرددها الحاج سواء عن نفسه أو عن غيره، طلبًا للقبول والرضا من الله تعالى:
"اللهم اجعل حجي مبرورًا، وسعيي مشكورًا، وذنبي مغفورًا، وعملي متقبلًا، وتجارتي لن تبور"
"اللهم إنّي نويت الحج عن [فلان]، فاجعل له الأجر كاملاً، وتقبله منه بغير حساب"
"اللهم يسر لي مناسك الحج، واقبله مني ومن من أُحجّ عنه، وارزقني الإخلاص والتوفيق"
"اللهم ارزق من حُجّ عنه ثواب الطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، وسائر المناسك، ولا تحرمه من بركة هذا الركن العظيم"