بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مزارعو بنجر السكر بالإسكندرية.. مشاكل التوريد أزمة تبحث عن حل

معاناة مزارعى بنجر
معاناة مزارعى بنجر السكر

يعد محصول بنجر  السكر من المحاصيل الاستراتيجية، التي تسعى الدولة المصرية إلى التوسع في إنتاجها لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوقف عن الاستيراد ، الا ان هذا المحصول الاستراتيجي تعرض مؤخراً إلى العديد من الأزمات، التي تسببت في إتلاف كميات كبيرة منه، وذلك نظرا لحالة الاحتقان التى يعيشها مزارعى البنجر بمنطقة العامرية بغرب الاسكندرية والشركات التى يورد اليها المزارعين المحصول وفقا للعقود المبرمة بينهما، والتى تتعاقد معهم كل عام بسبب تدنى الأسعار التى لا تغطى تكاليف الإنتاج وتأخر تحصيل مستحقاتهم المالية من الشركة. 

كما ان المزارعين يعانون من مشكلة نقص مياه الرى ، وارتفاع الاسمدة مما يكبد صغار الفلاحين خسارة آلاف الجنيهات. 

ويطالب مزارعو البنجر الحكومة بتقديم الدعم الكافى للمزارع الذى يتكبد أموالا طائلة لزراعة ذلك المحصول الاستراتيجى، فى ظل ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية وتكاليف الزراعة وأجور العمالة، كما طالبوا بضرورة تقديم الدعم من أسمدة ومبيدات ورفع سعر التوريد.
رصدت «الوفد» معاناة المزارعين والفلاحين

 

"لا يوجد احساس بالفلاح"


قال شعبان الصياد مزارع “أول سنة أزرع بنجر وأخر مرة ، طول السنة شقي وتعب ومصاريف، للوصول لأفضل محصول، تكلفة الفدان 13 ألف جنيه، تكلفة إيجار الأرض وحدها لمدة ست أشهر 7500، إضافة إلى أجرة تنقية عفش والشوائب وتقليع، أجرة العامل الواحد 110 جنيهات فى اليوم، وأجرة تحميل على سيارات النقل، كما يحتاج الفدان الى عشرة شكاير أسمدة سعر الشكارة 500 جنيه، ثم ينفرد المصنع بوزن وتقييم الجودة بنفسه دون وجود المزارعين ولا يذكر أسبابا واضحة يتم على أساسها التقييم ونسب الخصم”.
وأكد الصياد "لا يوجد إحساس بالفلاح اللي طافح المرار بعد 6 أشهر خدمة وتعب يتحصل علي 6 آلاف جنيه من المحصول، يضيعوا فى تجهيز المحصول الجديد، من شراء تقاوى وحرث وأسمدة وكل محصول على هذا الحال.

 

" مدعوم من الدولة "


وقال جابر السيد مزارع بمنطقة كينج مريوط، البنجر بالنسبة لنا موسم خير، ورزقه مضمون» نحرص على  زراعة بنجر السكر منذ أكثر من 32 عاماً، ويعتبره من المحاصيل التي «لا تخذل من يزرعها» نحن نفضّل زراعة تقاوي البنجر وحيد الأجنة لأنه يعطي إنتاجية أعلى، وهو محصول قومي مدعوم من الدولة، ويوفر دخل جيد لكل من يزرعه،


"ارتفاع أسعار الأسمدة"


وقال منعم السكرى فلاح إن ارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف الزراعة من بذور وعمالة وحرث وتسوية الأرض أدى إلى عزوف الفلاحين عن زراعة بنجر السكر حيث يكبدهم أموالاً طائلة، لحرث الأرض مرتين وتسويتها بالليزر وتخطيطها وإمدادها بالسماد اليوريا أو النترات. 

ويضيف أن المزارعين يعانون من ارتفاع أسعار الوقود الذى ترتب عليه زيادة جميع أسعار مستلزمات الزراعة من رى وحرث وعمالة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية فى السوق السوداء، الأمر الذى جعل الفلاح عرضة لاحتكار التجار، لافتاً إلى أن محصول البنجر يحتاج إلى تكلفة عالية، خاصة العروة المبكرة التى تزرع فى شهر أغسطس، وتحتاج إلى عناية كاملة ورى إضافة إلى عزقها التى تحتاج لأيدٍ عاملة مشيراً إلى أن الفدان يستهلك من 6 إلى 8 شكائر يوريا، فى حين ما يتم صرفه من قبل الجمعية الزراعية لا يتعدى 3 شكائر فقط.


"يكبدهم اموالا طائلة"


ويقول عمرو السيد أحد مزارعى البنجر وذلك بسبب ندرة المياه وارتفاع اسعار الاسمدة، يقوم بزراعة المحصول، منذ 12 عامًا، إلا أن ارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف المحصول من بذور وعمالة وحرث وتسوية الأرض التى يتم تجهيزها إما بعد انتهاء محصول اللب أو الذرة، يكبدهم أموالاً طائلة، حيث يتم حرث الأرض مرتين وتسويتها بالليزر وتخطيطها وإمدادها إما بسماد اليوريا أو النترات، ثم زراعتها وريها وعزقها عن طريق العمالة وتقديم الخدمة اللازمة لها، حيث يستهلك الفدان من 6 إلى 8 شكائر يوريا، فى حين ما يتم صرفه من قبل الجمعية الزراعية لا يتعدى 3 شكائر فقط.


"ارتفاع أسعار الوقود"


ويوضح على السيد، مزارع، أنهم يعانون من ارتفاع أسعار تكاليف المحصول فى ظل ارتفاع أسعار الوقود الذى ترتب عليه زيادة جميع أسعار مستلزمات الزراعة من رى وحرث وعمالة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية فى السوق السوداء، الأمر الذى جعل الفلاح عرضة لاحتكار التجار، لافتاً إلى أن محصول البنجر يحتاج إلى تكلفة عالية، خاصة العروة المبكرة التى تزرع فى شهر أغسطس، وتحتاج إلى العناية الكاملة والرى.


"دعم فنى ومادى للمزارعين"


وكشف الدكتور إبراهيم قاسم، وكيل أول وزارة الزراعة بالإسكندرية عن بدء موسم حصاد محصول بنجر السكر بمنطقة العامرية، مشيراً إلى أن المساحة المنزرعة بلغت هذا العام 8418 فداناً، بزيادة ملحوظة عن المواسم الماضية. وأرجع قاسم هذه الزيادة إلى الجهود المتواصلة من قبل الدولة والجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الزراعة، التي حرصت على تقديم دعم فني ومادي واضح للمزارعين، مع اهتمام خاص بسعر توريد المحصول، وهو ما شجع على التوسع في الزراعة.
وأوضح وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، أن سعر توريد بنجر السكر هذا العام يبلغ 2400 جنيه للطن بنسبة سكر 16%، مع صرف علاوة نظافة وعلاوة تسكير، ترتفع قيمتها كلما زادت نسبة السكر في المحصول.
وأضاف أنه كلما زادت نسبة السكر عن 1% تقابلها علاوة إضافية بقيمة 100 جنيه، ما يحفز المزارعين على تحسين جودة المحصول، والعمل وفق توصيات الإرشاد الزراعي لزيادة إنتاجية الفدان.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن التقديرات المبدئية تؤكد أن إنتاجية الفدان من بنجر السكر لن تقل عن 27 طنًا، خاصة في الحقول الإرشادية التي تطبق أحدث التوصيات العلمية، مؤكداً أن المزارعين راضين تماماً عن مردود الزراعة هذا العام، والجهاز الإرشادي بالمديرية يواصل جهوده في تنظيم اللقاءات التوعوية والندوات الفنية، التي تسهم بشكل مباشر في رفع الإنتاج وتحسين جودة وإنتاجية المحصول.

وقال المهندس يسري الشريف، استشاري المحاصيل السكرية بمحافظة الإسكندرية، إن هناك نوعين رئيسيين من تقاوي بنجر السكر وهي «عديد الأجنة» و«وحيد الأجنة".

وأشار إلى أن الأخير يحقق إنتاجية أعلى، رغم احتوائه على نسبة مخاطرة أكبر أثناء الزراعة، مضيفًا أن هذا العام يتميز بارتفاع نسبة السكر وكبر حجم الثمار، وهو ما ساهم في زيادة العائد الاقتصادي للمزارعين، مشدداً على أهمية البنجر كأحد المحاصيل القومية الاستراتيجية في خطة الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر.
وأكد الدكتور أحمد راضي، مدير إدارة العامرية الزراعية ورئيس الإرشاد الزراعي، أن بنجر السكر من المحاصيل التعاقدية التي تتيح للمزارع معرفة كل تفاصيل العملية الزراعية قبل الزراعة، بدءاً من نوع البذور إلى سعر التوريد، ومروراً بطرق الرعاية الفنية.
وأشار إلى أن المساحة المزروعة تتزايد سنوياً نتيجة المردود المادي المجزي، وتوافر الدعم الإرشادي المناسب من الجهات الزراعية المختصة.
وأشار راضي إلى أن محصول البنجر من الزراعات المُجهِدة للتربة، وهو ما يدفع المزارعين إلى التوقف عن زراعته في نفس الأرض لمدة ثلاث سنوات بعد كل موسم. 

وأوضح أن دورة زراعة البنجر تستغرق 180 يومًا، تبدأ من غرس البذور حتى الحصاد، وخلال هذه الفترة، تتابع الإدارات الزراعية المحصول بدقة لمواجهة التحديات التي تشمل الديدان والآفات والفطريات، مع تقديم الدعم الفني المستمر لحماية الزرع من الإصابة والوصول إلى أعلى إنتاجية ممكنة.
وأضاف راضي أن هناك ثلاث «عروات» لزراعة البنجر، الأولى عروة مبكرة من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر، والعروة المتوسطة من منتصف سبتمبر إلى منتصف أكتوبر، والعروة المتأخرة من منتصف أكتوبر حتى نهاية نوفمبر، مؤكدا أن بعض المحافظات سجلت إنتاجية بلغت 60 طناً للفدان، فيما وصلت الإسكندرية حالياً إلى 35 طناً للفدان، بفضل جهود الإرشاد الزراعي وتطبيق التوصيات الحديثة.


"اسباب مشاكل المزارعين والشركات"


وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين 
أن اسباب حالة الاحتقان التى يعيشها المزارعين وشركات السكر الى يتم توريد اليها محصول البنجر هو ان مزارعي البنجر يستعجلون تقليعه ليدركوا ميعاد زراعة الأرز أو القطن. وأن استعجال المزارعين في التقليع قبل الموعد المتفق عليه بينهم وبين الشركات يتسبب في مشكلات وتبادل اتهامات بين الشركات والمزارعين حيث ترفض الشركات استلام البنجر إلا في الميعاد المتفق عليه وفي نفس الوقت ترتفع أصوات المزارعين لإجبار مندوبي الشركات على استلام المحصول قبل أن تمرض الثمار ويقل وزنها وقد تصاب بالتعفن أحيانا مما يزيد نسبة التالف ويقلل من جودة المحصول.
وأشار عبدالرحمن إلى أن هذه المشاكل تتكرر سنويا في كل المحافظات التي تزرع البنجر لأسباب مختلفة في ظل غياب تام لحل جذري من المعنيين مع غياب الدور التوعوي وافتقاد زراعة البنجر لخطة زراعية واضحة رغم قيام زراعته علي مبدأ الزراعة التعاقدية.
وأكد أبوصدام أن محصول البنجر من أهم المحاصيل السكرية في مصر نزرع منه نحو 650 ألف فدان سنويا يتراوح إنتاج الفدان من 20 إلى 30 طن حسب الصنف وميعاد ومكان زراعته ومدي خدمة المحصول وطبيعة الأرض وتتراوح نسبة السكر الطبيعية في البنجر من 16 إلى 20%.