البابا ليو الرابع عشر يكشف موقفه في قضايا زواج المثليين والإجهاض

في أول خطاب له أمام السلك الدبلوماسي منذ انتخابه، أكد البابا ليو الرابع عشر تمسك الكنيسة الكاثوليكية بمواقفها الثابتة بشأن عدد من القضايا الاجتماعية الحساسة، وعلى رأسها زواج المثليين والإجهاض، مشددًا على أهمية التمسك بالقيم المسيحية في زمن التغيرات السريعة والتحديات الأخلاقية المعقدة.
الأسرة: اتحاد مقدس بين الرجل والمرأة
وفي كلمته يوم الجمعة من الفاتيكان، أعاد البابا التأكيد على التعريف التقليدي للزواج في العقيدة الكاثوليكية، معتبرًا الأسرة "ركيزة المجتمع" التي تُبنى على الاتحاد "المستقر والدائم بين رجل وامرأة".
وأضاف البابا أن هذا النموذج الأسري هو الأساس لتنشئة الأجيال القادمة في بيئة مستقرة ومبنية على المحبة والمسؤولية.
الدفاع عن الحياة من بدايتها إلى نهايتها
كما سلط البابا الضوء على موقف الكنيسة الحازم من الإجهاض، مشددًا على أن "كرامة الإنسان تبدأ منذ لحظة التكوين"، معتبرًا أن الجنين "كائن مخلوق على صورة الله ويستحق الحماية والاحترام".
وشمل حديثه كبار السن أيضًا، مؤكدًا أن لكل إنسان، بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية، كرامة لا تُمس.
تعزيز السلام والحوار بين الأديان
ولم يقتصر خطاب البابا على القضايا الاجتماعية فقط، بل ركز أيضًا على أهمية العلاقات الدولية والحوار بين الأديان، داعيًا القوى العالمية إلى نبذ الصراعات والعمل سويًا من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا.
وأكد البابا أن "السلام يبدأ من قلب الإنسان ويمتد إلى المجتمعات والدول"، داعيًا إلى اعتماد الحوار كوسيلة لتجاوز الخلافات.
موقف متوازن تجاه مشاركة المرأة
ورغم إشادته بالدور المتنامي للمرأة داخل الكنيسة، أشار البابا إلى أن الرسامة الكهنوتية لا تزال مقتصرة على الرجال، متماشيًا بذلك مع تعاليم الكنيسة الراسخة، إلا أنه نوّه إلى تقديره لمشاركة النساء في الحياة الكنسية.
كما أشاد البابا بقدراتة النساء القيادية، واستعداده للاستماع إلى آرائهن، كما أكدته ماريا ليا زيرفينو، إحدى النساء اللواتي عُينّ في مجلس مراجعة الأساقفة سابقًا.
بداية تركز على السلام والهوية الأخلاقية
مع اقتراب قداس التنصيب الرسمي في 18 مايو، تبدو ملامح الحبرية الجديدة واضحة: تشبث بالتقاليد الكاثوليكية من جهة، وانفتاح مدروس على الحوار والسلام من جهة أخرى.
ويبدو أن البابا ليو الرابع عشر، المنتمي إلى الرهبنة الأوغسطينية، يعتزم أن تكون "السلام والعدالة والكرامة الإنسانية" شعارًا لمرحلة جديدة في تاريخ الفاتيكان.
وفي عالم تتزايد فيه الاستقطابات، تسعى الكنيسة، بقيادة البابا الجديد، إلى الحفاظ على هويتها العقائدية مع المضي قدمًا في بناء الجسور بين الشعوب والأديان.