بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ما هي أهداف ترامب من زيارة دول الخليج؟

في 13 مايو 2025، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الخارجية الأولى في ولايته الثانية بزيارة إلى السعودية، تلتها قطر والإمارات. تهدف هذه الجولة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع دول الخليج، مع التركيز على تحقيق مصالح استراتيجية للولايات المتحدة.
يسعى ترامب إلى جذب استثمارات خليجية هائلة، حيث تعهدت السعودية بضخ 600 مليار دولار، بينما أعلنت الإمارات عن التزام استثماري بقيمة 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل.
فضلًا عن ذلك، تركز الزيارة على التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة النووية، والبنية التحتية الرقمية. حيث تسعى السعودية للحصول على دعم أمريكي في مشاريعها التكنولوجية، بما في ذلك اتفاق نووي مدني يسمح لها بتخصيب اليورانيوم تحت إشراف أمريكي.
كذلك، تهدف الزيارة إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات مع إيران والحرب المستمرة في غزة. إذ يسعى ترامب إلى تقديم ضمانات أمنية لدول الخليج، دون الالتزام بمعاهدات رسمية، لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
مصالح دول الخليج مع ترامب
ضمانات أمنية وتعاون دفاعي: تسعى دول الخليج إلى الحصول على دعم أمريكي لتعزيز أمنها الإقليمي، خاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية.
الاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة: تهدف دول الخليج إلى الحصول على تقنيات أمريكية متقدمة في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والطاقة. وفي الوقت ذاته، دون تقليل اعتمادها على الشراكات مع الصين.
دعم المواقف الإقليمية: تأمل دول الخليج في أن يدعم ترامب مواقفها في القضايا الإقليمية الساخنة في الشرق الأوسط، مثل الصراع في غزة، من خلال الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، وتدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، والتقدم نحو حل الدولتين وفق حدود 1967. وعلاوة على ذلك، ملف المحادثات الأمريكية الإيرانية الجارية، حيث أن ترامب لم يعلن بعد موقفه من مطالب إيران بالإبقاء على نسبة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وسط ضغوط إسرائيلية لوقف أي تسوية مع طهران.
فضلًا عن ذلك، الملف السوري الذي طُرح على طاولة النقاش بقوة، وخاصة بعد إعلان ترامب عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا. حيث وصفها بأنها "قاسية ومدمرة"، مشيرًا إلى أن رفعها يهدف إلى منح الحكومة السورية الجديدة فرصة لإعادة بناء البلاد وتحقيق الاستقرار. أخيرًا، الملف اللبناني واهتمام الولايات المتحدة والسعودية بدعم استقرار لبنان ومناقشة دوره في التوازنات الإقليمية في ظل التحديات الراهنة. إلَّا أن جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط كشفت عن تقدم في المفاوضات النووية مع إيران وعن رفع العقوبات عن سوريا، لكنها لم تقدم جديدًا لغزة.
كذلك، واجهت زيارة ترامب انتقادات داخلية، خاصة من الديمقراطيين، بسبب قبوله هدايا فاخرة من دول الخليج، مثل الطائرة الفاخرة التي قدمتها له قطر. كما أثارت محاولاته لإعادة تسمية "الخليج الفارسي" بـ "الخليج العربي" حنق واستياء إيران.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الحرب في غزة يُعقد جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل، حيث تربط الرياض هذا التطبيع بتحقيق تقدم ملموس في القضية الفلسطينية.
تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج من خلال صفقات اقتصادية ضخمة وتعاون مُشترك في مجالات التكنولوجيا والطاقة، مع تقديم دعم أمني غير مُلزم. في المقابل، تأمل دول الخليج في تحقيق مصالحها الاستراتيجية من خلال هذه الشراكة، وتنظر إلى هذه الزيارة على أنها نقطة انطلاق نحو إعادة تمركز إقليمي في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة.