بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

"رصاص فوق الرؤوس واستغاثات تحت الحصار"..

طلاب مصر في طرابلس يواجهون الموت.. والسفير نبيل حبشي يؤكد: مستعدون للتعامل مع أي طاريء

السفير نبيل حبشي
السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة يتابع اوضاع الطلا

بين دخان المعارك وصيحات الخوف، تبقى الأعين شاخصة إلى القاهرة، حيث تتحرك الدولة المصرية بكل ثقلها لإعادة أبنائها في بلدٍ لا يفرّط في شعبه، يقول الصوت الرئاسي بوضوح: "مصر لا تترك أبناءها.. ولن نهدأ حتى يعودوا سالمين".

بأوامر رئاسية عاجلة وتحركات دبلوماسية على مدار الساعة، بدأت الدولة المصرية سباقًا مع الزمن لإنقاذ مئات الطلاب المحاصرين في العاصمة الليبية طرابلس، وسط اشتباكات دامية وقذائف عشوائية حول مساكنهم، حيث تحوّلت مقاعد الدراسة إلى ملاجئ، وتحولت الغربة إلى كابوسٍ من الرعب والخوف.

"مصر لا تترك أبناءها".. توجيهات رئاسية عاجلة وتحركات دبلوماسية مكثفة لإجلاء الطلاب المصريين المحاصرين في ليبيا
 

 

ففي الوقت الذي تصاعدت فيه الاشتباكات المسلحة داخل العاصمة الليبية طرابلس وتحولت أحياؤها السكنية إلى ساحات قتال، يعيش مئات الطلاب المصريين هناك كابوسًا إنسانيًا حقيقيًا، بين القذائف والانقطاع شبه التام للخدمات، وسط دعوات يائسة للنجاة والعودة إلى الوطن.

تحت ظلال الخطر، يتحدث السيد وجيه، طالب الطب البشري بجامعة طرابلس، بمرارة: "الوضع لا يُطاق نحن محاصرون داخل السكن، الاشتباكات مستمرة في كل الشوارع، والرصاص يمر بجانب النوافذ لا يوجد مكان آمن كأننا نعيش داخل ساحة معركة، لا نعلم متى تنفجر قذيفة في أي لحظة".

وفي شهادة مؤلمة أخرى، يقول محمود السيد العشري، طالب بجامعة طرابلس: "نحن لا نخرج من مساكننا، الاشتباكات كانت تحدث تحت المبنى مباشرة، والمواقع العسكرية حولنا تم قصفها نريد فقط العودة الآمنة تحت إشراف مصري، سواء جوًا أو برًا لا دخل لنا بالحرب، جئنا طلبًا للعلم، والآن نبحث عن النجاة فقط".

وأضاف: "نتواصل مع زملائنا في جروبات خاصة، نتابع الأخبار وننقل الخطر لبعضنا البعض.. لكن لا حلول حتى الآن".

طالبات في دائرة الرعب: "كنا محاصرات بلا طعام أو دواء.. نريد فقط الأمان"

 

أمّا الطالبات، فكنّ في قلب المشهد الأكثر قسوة، حيث تروي ميرهان السيد محمد طه دياب، الطالبة بالسنة التمهيدية في جامعة طرابلس، ما عاشته من رعب: "الاشتباكات اشتدت فجأة، سُمع دوي القذائف بلا توقف، المسلحون تمركزوا على أسطح البنايات، لا كهرباء ولا ماء ولا دواء أصبت بارتفاع حرارة شديد ولم أجد وسيلة للعلاج لا صيدليات، لا مستشفيات، لا شيء سوى الخوف".

وأضافت: "نطالب بعودتنا إلى مصر مثلما حدث مع طلاب السودان، نريد أوراقنا وملفاتنا لنكمل تعليمنا في بلدنا".

 

بين التعليم والحياة: شهادات أخرى عن الأزمة

 

من جانبه، يقول محمد عبد اللطيف، مشرف طلابي وخريج فني صحي: "نحو 500 طالب مصري موزعين على جامعات خاصة مثل إفريقيا والتحدي، يدرسون طب الأسنان والصيدلة، والاشتباكات زادت الخطر علينا أنا شخصيًا خرجت للدراسة والعمل في الخارج بعدما عجزت عن إكمال دراستي بمصر، والآن لا نريد سوى العودة".


نائب وزير الخارجية: سلامة المصريين في ليبيا أولوية قصوى ومستعدون للتعامل مع أي طاريء

بدوره أكد السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج أن الوزارة تتابع على مدار الساعة أوضاع المصريين المقيمين في ليبيا في ضوء التطورات والأحداث الأمنية التي تشهدها بعض المناطق الليبية خاصة العاصمة طرابلس.

وأشار في حديث خاص للوفد، إلى أنه بتوجيهات الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، قد تم تشكيل غرفة عمليات تشارك فيها كل القطاعات المعنية بالوزارة من أجل المتابعة الدقيقة لأحوال المصريين في ليبيا والاطمئنان عليهم وتلقي أي استغاثات منهم والعمل على الاستجابة الفورية لطلباتهم وحل مشكلاتهم وتوفير الأمان لهم من خلال التواصل مع كل الأطراف؛ مؤكدًا أن أمن وسلامة المصريين هو الأولوية الأولى للدولة في التعامل مع هذه التطورات، ومستعدون للتعامل مع أي طاريء. 


وأضاف نائب وزير الخارجية والهجرة أن هناك العديد من وسائل التواصل والاتصال التي تمت اتاحتها أمام المصريين في ليبيا لابلاغ السفارة المصرية او وزارة الخارجية بالقاهرة باي ظرف أو مشكلة يتعرض لها أي مواطن مصري على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أنه شخصيا على تواصل مع العديد من الأفراد والمجموعات من المصريين والاطمئنان على حياتهم وسائر شئونهم .

 

وناشد السفير نبيل حبشي كافة  المصريين في ليبيا بتوخي الحذر والابتعاد عن مناطق الاشتباكات والالتزام بتعليمات السلطات الليبية والمسارعة إلى الاتصال بالسفارة المصرية عند تعرض أي منهم لأي خطر وذلك من خلال الارقام والوسائل التي يتم الإعلان عنها باستمرار والتي يمكن الاطلاع عليها بالدخول على الموقع الرسمي للسفارة المصرية والصفحات الرسمية لوزارة الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

التحرك الرسمي: غرفة عمليات واستجابة فورية لتوجيهات الرئيس

في مواجهة هذه الأزمة، بدأت وزارة الخارجية المصرية تحركًا ميدانيًا واسعًا، وأكد علي السيد، ممثل الاتحاد العام للمصريين في الخارج والجالية المصرية بليبيا، أن غرفة عمليات الوزارة تتابع الأوضاع لحظة بلحظة، وقال: "السفير نبيل حبشي يتابع معنا من داخل الوزارة باستمرار، ويتلقى كل البلاغات والاستغاثات، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا".

 

وتابع: "المسؤولون يتواصلون مع الطلاب بأرقامهم الشخصية، وهناك اهتمام كبير من الدولة، وندعو الجميع للالتزام بالتعليمات والبقاء داخل المساكن وعدم التعرّض للخطر".


وبين دوي الانفجارات ومخاوف المجهول، يبقى الأمل الوحيد الذي يتمسك به الطلاب المصريون في طرابلس هو رؤية علم بلدهم قادمًا نحوهم، في طائرة أو على حدود برية، ليعودوا إلى وطن لم ولن يتركهم، حتى في أقسى لحظات الغربة والخطر.

 

واختتم الطلاب: "نحن نثق في بلدنا وننتظر فقط أن تمتد لنا يد الإنقاذ في أقرب وقت"، هكذا ختم أحد الطلاب رسالته من طرابلس، قبل أن يقطع الاتصال فجأة بصوت انفجار جديد.