بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حفرية ديناصور طائر تكشف أسرار وصولها إلى السماء

حفرية الديناصور الطائر
حفرية الديناصور الطائر

كشفت دراسة جديدة عن حفرية نادرة لطائر "الأركيوبتركس"، وهو أقدم طائر معروف في السجل الأحفوري، عن سر طالما حير العلماء، وهو كيف تمكنت الطيور الأولى من الطيران بينما فشل أقرباؤها من الديناصورات غير الطائرة في ذلك؟.

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، توصل الفريق البحثي، الذي أجرى مسوحات متقدمة باستخدام الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية، إلى أن مفتاح هذه القدرة كان في مجموعة من الريش تُعرف بالريش "الثالثي"، لم تُرَ من قبل، كانت تغطي الجزء العلوي من الذراع وتسد فجوة حيوية في الجناح.

الأركيوبتركس: الطائر الذي سبق الجميع

ويمثل الأركيوبتركس، الذي عاش قبل أكثر من 150 مليون سنة خلال العصر الجوراسي، مرحلة انتقالية بين الديناصورات والزواحف الطائرة والطيور الحديثة. وبالرغم من أن أول حفرية له عُثر عليها منذ أكثر من 160 عامًا، ظلت تفاصيل طيرانه محل جدل علمي حتى ظهرت العينة الجديدة في متحف فيلد بشيكاجو، وهي محفوظة بدرجة مذهلة تشمل الأنسجة الرخوة وتفاصيل عظمية دقيقة، على الرغم من صغر حجمها الذي لا يتعدى حجم الحمامة.

تحليل ثلاثي الأبعاد لأحفورة استثنائية

باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، تمكن الباحثون من إعداد نموذج ثلاثي الأبعاد للأحفورة، مما مكنهم من تحديد مواقع العظام بدقة داخل الصخر قبل بدء عمليات التنقيب الدقيقة التي استمرت عامًا كاملاً. 

كما ساعد هذا النهج الحذر في الحفاظ على سلامة الأحفورة وكشف مزيد من المعلومات الدقيقة حول تركيبتها.

ريش ثالثي... وفجوة مسدودة

وجد الباحثون أن العظمة العلوية الطويلة للذراع في الأركيوبتركس تخلق فجوة بين الجسم والريش الأساسي للجناح، وهو ما قد يعطل ديناميكية الهواء ويعيق الطيران. 

غير أن مجموعة من الريش الثالثي النادر، ظهرت فقط في هذه العينة، كانت تغطي هذه الفجوة وتوفر سطحًا مستمرًا يسمح بتوليد قوة رفع كافية للطيران، ما يمنح الأركيوبتركس ميزة تطورية غير متوفرة لأقربائه من الديناصورات ذات الريش.

سلوك أرضي وقدرة جوية

إلى جانب فحص الريش، أظهرت دراسة اليدين والقدمين أن هذا الطائر قضى معظم وقته على الأرض وربما كان يتسلق الأشجار، لكنه امتلك في الوقت ذاته القدرة على الطيران، ما يضعه في موقع تطوري فريد.

 كما أظهرت القشور أسفل أصابع القدم تطورًا في التكيف مع التنقل البري.

بداية رحلة الطيور إلى السماء

وقال الدكتور جينغماي أوكونور، قائد الدراسة وأمين متحف شيكاجو للزواحف الأحفورية، إن هذا الاكتشاف لا يوضح فقط كيف طار الأركيوبتركس، بل يفتح الباب أمام فهم أوسع لتطور الطيور الحديثة، التي يزيد عدد أنواعها الآن على 11 ألف نوع. وأكد أن هذا البحث "مجرد قمة جبل الجليد"، مشيرًا إلى أن المزيد من الاكتشافات قد تعيد تشكيل فهمنا لنشأة الطيران.

تمنح هذه الحفرية، بما تحمله من تفاصيل دقيقة وريش فريد، العلماء نافذة جديدة لرؤية واحدة من أهم التحولات البيولوجية في تاريخ الأرض: كيف غادرت الكائنات الأرضية اليابسة لتصبح سادة السماء.