بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

علاوي: التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن تحالف استراتيجي واقتصادي ينمو تدريجيًا

حسين علاوي مستشار
حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي

 علق حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، على مسار التعاون السياسي والاقتصادي بين العراق ومصر والأردن، الذي يتجسد عبر اللجنة الوزارية الثلاثية للتعاون، واصفًا إياها بأنها لجنة استراتيجية ذات أهمية كبيرة.

تعزيز العلاقات مع مصر:

 وأشار خلال لقاء مع رمضان المطعني، مراسل قناة القاهرة الإخبارية في بغداد، إلى أن العراق، بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بدأ أولى زياراته الخارجية للمملكة الأردنية الهاشمية، تلتها زيارات لتعزيز العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن هذه الزيارات أسهمت في رفع مستوى التنسيق الاستراتيجي بين الدول الثلاث، مع إيلاء القيادة العراقية اهتمامًا بالغًا لهذا المسار الذي يتوسع ليشمل السياسة الإقليمية مع دول الخليج والدول العربية المجاورة جغرافيًا.

 وأضاف علاوي، أن التعاون الثلاثي يشكل تحالفًا عربيًا مهمًا، يمتد ليشمل أبعادًا اقتصادية متنامية، حيث بدأ التنسيق الفعلي بين الدول الثلاث للعمل على مراجعة العقبات التي تعيق حركة رؤوس الأموال، نقل التكنولوجيا، الشراكات، وتبادل الخبرات بين الدول. وأكد أن هذا يتطلب تفاعلاً كبيرًا من الجهات الحكومية والشركات في العراق والأردن ومصر.

 وأوضح، أن التعاون الاقتصادي هذا يعد أحد الفضاءات الاقتصادية الحيوية في المنطقة، مدعوماً بالعمق التاريخي للعلاقات بين الدول الثلاث، إضافة إلى الشراكات الاستراتيجية على مستوى القيادة السياسية، وعمليات الإنتاج الصناعي والزراعي، إلى جانب قطاعات التجارة والنقل.

وأشار علاوي إلى الفرص الكبيرة في مجالات التعاون المشترك، مثل الكهرباء والمصافي والموانئ، إلى جانب بناء قدرات الأجهزة الحكومية، وتطوير القطاع الخاص، ونقل الخبرات الإدارية لإدارة المدن.

 وختم بالتعبير عن أمله في ألا يقتصر هذا التعاون على الدول الثلاث فقط، بل يمتد ليشمل تحالفات عربية أكبر وأشمل لتحقيق المزيد من التكامل والتنمية الاقتصادية.

 على صعيد متصل،  قالت هبة التميمي، مراسلة القاهرة الإخبارية من بغداد، إن العاصمة العراقية بغداد تستضيف القمة العربية وسط استعدادات مكثفة، ليس فقط على الصعيد السياسي، بل أيضًا في الجانبين السياحي والثقافي، حيث تم تخصيص برنامج متكامل للوفود العربية والدولية يتضمن جولات في أبرز المعالم الأثرية، وعروضًا فنية وتراثية تعرّف الزوار بإرث العراق الحضاري.

خطة خاصة للوفود المشاركة في القمة:

 أشارت التميمي، خلال مداخلة مع الإعلامي فادي غالي، في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية"، إلى أن وزارة السياحة، بالتعاون مع عدد من الوزارات الأخرى، وضعت خطة خاصة للوفود المشاركة في القمة، تشمل زيارات لمواقع أثرية في العاصمة، مثل شارع المتنبي، القصر العباسي، المتحف الوطني، وعَقْرَقُوف، إضافة إلى عروض تعريفية بالمطبخ العراقي التقليدي كطبق "المسكوف" الشهير.

 يأتي ذلك بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وهو ما دفع الجهات العراقية لاستثمار الحدث الإقليمي للترويج لوجه بغداد الثقافي والمعماري، حيث لوحظت نقلة عمرانية ملحوظة شملت تأهيل البنية التحتية وتحديث المعالم الأثرية، حسب ما نقلته التميمي عن مواطنين زاروا بغداد أخيرًا.

 وفي سياق فني موازٍ، تحدثت التميمي عن تنظيم معهد الدراسات الموسيقية في بغداد لحفل تخرج الدفعة الرابعة والخمسين من طلابه، التي حملت اسم الفنان العراقي الراحل علي الإمام، وذلك في حفل موسيقي شرقي أحياه الخريجون بإشراف المايسترو علاء مجيد.

 ويُعد المعهد، الذي تأسس عام 1970، أحد أبرز المؤسسات الفنية في العراق، وقد خرّج أسماءً لامعة في عالم الموسيقى مثل كاظم الساهر ونصير شمة، وتميّز الحفل بعروض موسيقية شرقية أصيلة، تضمنت عزفًا على العود والمقامات العراقية التقليدية، تأكيدًا على تمسك الجيل الجديد بالهُوية الموسيقية البغدادية رغم التحولات المعاصرة.

 استمرار الهوية الثقافية العراقية:

 أوضحت التميمي، أن هذا الحراك الفني يعزز من انخراط الشباب في الحفاظ على التراث الموسيقي، ويؤكد استمرار الهوية الثقافية العراقية رغم التحديات، وسط إشادة واسعة من الحضور والمختصين.

 جدير بالذكر أن قمة بغداد العربية والقمة التنموية تبرز كمحطة استثنائية تعكس تحولاً جوهريًا في ديناميكيات العمل العربي المشترك. فاستضافة العراق للقمتين، للمرة الأولى، منذ سنوات ليست مجرد حدثٍ بروتوكولي، بل رسالةٌ سياسيةٌ مفادها أن العراق، بعد عقود من الحروب والاضطرابات، يعود لقلب المشهد العربي بقوة، مدعومًا بإجماع إقليمي يعيد الاعتبار لدوره التاريخي.  

 أكد مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير أمجد العضايلة، أن احتضان العاصمة العراقية بغداد للقمة العربية والقمة العربية التنموية يعكس قدرة العراق واستعادة دوره الفاعل في تعزيز منظومة العمل العربي المشترك.

 وأشاد، في تصريحاتٍ صحفية خاصة للوفد الإعلامي المرافق لجامعة الدول العربية إلى قمة بغداد، بالتنظيم رفيع المستوى والتسهيلات الكبرى والاستضافة الكريمة التي تحظى بها الوفود العربية المشاركة بأعمال القمة.

 وشدد العضايلة أن قمة بغداد تأتي في ظل مرحلةٍ مهمة نحتاج فيها لتمتين أواصر التنسيق والتعاون البيني وتحقيق التكاتف العربي، لافتًا إلى أن القمتين في الجانبين السياسي والتنموي، ستخلصان إلى قرارات مهمة لا بد من البناء عليها، لا سيما في إطار ما يمكن أن يصدر عن القمة التنموية من طروحات تخدم الأبعاد الاقتصادية ومشروعات تعاون بين الدول العربية.