وفد أفريقي يتفقد العاشر من رمضان.. نموذج مصري ملهم في التنمية الصناعية
في خطوة تعكس عمق التعاون المشترك بين مصر ودول القارة السمراء، استقبلت مدينة العاشر من رمضان وفدًا رفيع المستوى من دول غرب أفريقيا، جاء للاطلاع عن كثب على التجربة المصرية الناجحة في إنشاء وإدارة المناطق الصناعية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة التي راكمتها مصر على مدار عقود في مجالات التصنيع والتخطيط العمراني والتنمية المستدامة.
ضم الوفد ممثلين رسميين من عشر دول أفريقية هي: المغرب، تونس، كوت ديفوار، الكاميرون، السنغال، موريتانيا، مالي، الكونغو، تشاد، والجابون، ما يعكس حجم الاهتمام الإقليمي بالنموذج المصري في التنمية الصناعية والتوسع العمراني.
وقد جاءت الزيارة بتنظيم من الهيئة العامة للتنمية الصناعية، بالتنسيق مع جمعية مستثمري العاشر من رمضان، وبالتعاون مع التجاري وفا بنك – إيجيبت، في إطار مساعي تعزيز الروابط الاقتصادية وتبادل الخبرات الفنية والتقنية بين الجانبين.
انطلقت فعاليات الزيارة بجلسة رسمية موسعة عقدت بمقر جمعية مستثمري العاشر من رمضان، بحضور عدد من قيادات الجهات المنظمة، على رأسهم المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، والدكتور محيي حافظ، نائب رئيس الجمعية، وأيمن رضا، الأمين العام، إلى جانب الأستاذ أحمد القاضي، مدير إدارة الترويج بالهيئة العامة للتنمية الصناعية، والمهندس عادل إسماعيل، أمين الجمعية، بالإضافة إلى يونس قديري، منسق وفا بنك.
وخلال اللقاء، رحّب المهندس علاء عبد اللاه بالوفد الزائر، مؤكدًا الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها مدينة العاشر من رمضان كواحدة من أكبر المدن الصناعية المتكاملة في مصر والشرق الأوسط. وأوضح أن المدينة تضم أكثر من 5 آلاف مصنع في مختلف القطاعات الصناعية، كما تتمتع ببنية تحتية متقدمة ومرافق خدمية حديثة، ما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمار الصناعي المحلي والأجنبي.
وأضاف عبد اللاه أن العاشر من رمضان ليست مجرد تجمع صناعي ضخم، بل مدينة متكاملة تجمع بين مقومات الإنتاج والتطوير العمراني والبعد الاجتماعي، حيث تتوافر بها وحدات سكنية مناسبة لمختلف شرائح المجتمع، إلى جانب شبكة مواصلات متطورة، تشمل القطار الكهربائي الخفيف (LRT) الذي يربط المدينة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومحافظات القاهرة الكبرى، فضلًا عن مشروع الميناء الجاف الجاري تنفيذه لتيسير حركة التبادل التجاري.
بدوره، استعرض الدكتور محيي حافظ أبرز الحوافز التي توفرها الدولة للمستثمرين، والتي تشمل إعفاءات ضريبية وجمركية، وتيسيرات كبيرة في تخصيص الأراضي الصناعية، خاصة في المناطق النائية والمستهدفة بالتنمية.
وأكد حافظ أن الحكومة المصرية تتبنى توجهًا واضحًا نحو دعم الاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة والصناعات الخضراء، انطلاقًا من رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن العاشر من رمضان تمثل بيئة مثالية لتطبيق هذه الرؤية، نظرًا لما تتمتع به من تنوع صناعي وقدرة على استيعاب مشروعات جديدة في مختلف المجالات، بدءًا من الصناعات الثقيلة، وصولًا إلى الصناعات الدقيقة والمتقدمة.
وعقب اللقاء الرسمي، قام الوفد بجولة ميدانية شملت عددًا من كبرى المصانع العاملة بالمدينة، حيث أبدى الضيوف إعجابهم الشديد بمستوى التنظيم والدقة في التشغيل، فضلًا عن توافر المعايير البيئية والسلامة المهنية داخل المنشآت الصناعية.
وأعرب أعضاء الوفد عن تطلعهم إلى تعزيز التعاون مع مصر في مجالات تطوير المناطق الصناعية وتبادل الخبرات، والعمل على تطبيق النموذج المصري الناجح في بلدانهم بما يتلاءم مع خصوصية كل دولة.
كما أشادوا بمستوى التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مصر، باعتباره أحد عوامل نجاح منظومة التنمية الصناعية.
تأتي هذه الزيارة في إطار توجه الدولة المصرية لتعزيز الشراكة مع الدول الأفريقية، خاصة في ظل ما تملكه مصر من خبرات متراكمة في التخطيط والتنفيذ الصناعي، إلى جانب شبكة بنية تحتية قوية، وموقع جغرافي متميز يجعلها مركزًا إقليميًا لتصنيع وتصدير المنتجات إلى مختلف الأسواق.
وتسعى مصر من خلال هذه الزيارات إلى ترسيخ دورها القيادي في القارة، وتفعيل اتفاقيات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز التكامل الاقتصادي بين شعوب القارة الأفريقية.