بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كم تنام في الليل؟ دراسة تكشف ترتيب دول العالم في ساعات النوم

عدد ساعات النوم
عدد ساعات النوم

كشفت دراسة علمية حديثة عن اختلافات كبيرة في عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الأفراد في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن العوامل الثقافية قد تكون أكثر تأثيراً من التوصيات الطبية التقليدية.

 وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، شملت الدراسة أكثر من 50 ألف مشارك في 20 دولة، وخلصت إلى أن المملكة المتحدة تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في متوسط ساعات النوم، بواقع سبع ساعات و33 دقيقة يومياً.

أما الصدارة، فكانت من نصيب فرنسا، حيث ينام المواطن الفرنسي في المتوسط سبع ساعات و52 دقيقة يومياً، وهو ما يعكس ثقافة تُقدّر الراحة كجزء أساسي من نمط الحياة. بينما جاءت اليابان في المرتبة الأخيرة، إذ لا يتجاوز متوسط النوم الليلي فيها ست ساعات و17 دقيقة فقط.

عدد الساعات المثالي للنوم... ليس كما تعتقد

رغم التوصيات الطبية الشائعة بالحصول على ثماني ساعات من النوم كل ليلة، فإن الباحثين يؤكدون أنه لا توجد "جرعة مثالية" تصلح للجميع. 

وأوضح البروفيسور ستيفن هاين من جامعة كولومبيا البريطانية، أحد مؤلفي الدراسة، أوضح أن "الاختلافات في النوم بين الدول قد تعكس القيم الثقافية أكثر من الاحتياجات البيولوجية".

ولم تجد الدراسة أي علاقة واضحة بين قلة النوم وتراجع الصحة العامة. على العكس، أظهرت النتائج أن بعض الدول التي ينام سكانها لفترات أقصر، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، لا تعاني بالضرورة من ارتفاع في معدلات الأمراض المزمنة أو انخفاض في متوسط الأعمار.

النتائج أوضحت أن الثقافة قد تُشكل وعينا بما يُعد "نومًا كافيًا" ففي اليابان، حيث يُحتفى بالعمل الشاق والتفاني، تنتشر ظاهرة "إينيموري" - النوم أثناء التواجد في العمل أو في الأماكن العامة، كعلامة على الإرهاق وليس على الكسل.

وفي المقابل، تعكس بلدان مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا، والتي جاءت في المراتب الثانية والثالثة والرابعة على التوالي، ثقافات تُشجّع على الاسترخاء والراحة، ما ينعكس في متوسط ساعات النوم الأطول.

الساعة البيولوجية تحت المجهر

وتزامنًا مع الدراسة، أشار الباحثون إلى أهمية فهم الإيقاع اليومي أو الساعة البيولوجية للجسم، والتي تُحدد أفضل أوقات النوم والاستيقاظ بناءً على توازن الهرمونات كالكورتيزول والميلاتونين. 

وتختلف هذه الإيقاعات أيضاً من شخص إلى آخر، مما يعزز فكرة أن التوصيات العامة بشأن النوم قد تكون بحاجة إلى تعديل لتراعي السياقات الثقافية والاختلافات الفردية.

تشير الدراسة إلى أن النوم ليس مجرد مسألة ساعات، بل قضية مركبة تتداخل فيها العادات، والثقافة، والظروف الاجتماعية.

وبينما يُروَّج لفكرة النوم لثماني ساعات باعتبارها "القانون الذهبي"، قد يكون الأفضل لكل فرد أن يكتشف نمطه الخاص من النوم، بما يتوافق مع حياته وثقافته وصحته العامة.