خرائط ترامب.. جنون السيطرة باسم الجغرافيا

بخطاب يحمل مزيجًا من الجموح العقارى والطموح الإمبراطورى، يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب محاولاته لإعادة رسم خريطة العالم بما يتماشى مع رؤيته لـ«الاستثنائية الأمريكية». سلطت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية الضوء على هذه النزعة، مستشهدة بما جرى الأسبوع الماضى من سجال غير مسبوق بين ترامب ورئيس وزراء كندا، مارك كارنى، عندما اقترح ترامب ضم كندا باعتبارها «الولاية رقم 51» للولايات المتحدة.
لم تكن تصريحات ترامب مجرد نكتة سياسية، بل تعبير صريح عن قناعته بأن الحدود الجغرافية الحالية مجرد خطوط يمكن تعديلها. قال بالحرف: «أنا فى قرارة نفسى مطور عقارات... والخرائط يجب أن تكون جميلة ومنسجمة». وكأنه يتحدث عن تصميم مشروع سكنى، لا عن حدود دولية ترسخت عبر قرون.
شغف ترامب بالخرائط ليس جديدًا. خلال حملاته الانتخابية، كثيرًا ما عرض خرائط ملونة باللون الأحمر تظهر المقاطعات التى فاز بها، حتى وإن كانت قليلة السكان، ليؤكد اتساع التأييد الشعبى له. هذا الاستخدام الرمزى للخرائط عزز فكرة «الشرعية الجغرافية» لانتصاراته، ورسخ قناعة لديه بأن الجغرافيا يمكن أن تُوظف لصنع الهيبة السياسية.
لكن الأمر تجاوز الرمزية، إلى مساعٍ حقيقية لإعادة التسمية والتوسع. ففى 2022، أعلن رغبته فى شراء جرينلاند من الدنمارك، واصفًا إياها بـ«العقار الضخم»، ما أثار ردود فعل أوروبية غاضبة. كما سعى مؤخرًا لتغيير اسم «الخليج الفارسي» إلى «الخليج العربي»، و«خليج المكسيك» إلى «خليج أمريكا»، ما أدى إلى تصعيد دبلوماسى مع إيران .