والد «روان» ضحية سقوط كلية العلوم بالزقازيق يطالب بكشف الحقيقة ومحاسبة المقصرين

في مشهد يملؤه الحزن والغموض، لا تزال واقعة سقوط الطالبة روان ناصر من الطابق الرابع بكلية العلوم بجامعة الزقازيق تُثير الكثير من التساؤلات، وفي تصريحات خاصة للوفد، طالب والدها، ناصر أحمد، بكشف ملابسات الحادث بدقة، مؤكدًا أنه لن يهدأ له بال حتى تظهر الحقيقة، ومحاسبة أي مسؤول إذا ثبت وجود شبهة جنائية أو إهمال.
وقال ناصر أحمد، الذي يعمل بإحدى القرى السياحية في شرم الشيخ منذ 25 عامًا، إنه فور تلقيه نبأ الحادث، سارع بالعودة إلى محافظة الشرقية، ووصل إلى الزقازيق في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، متوجهًا مباشرة إلى نيابة قسم ثانٍ لمتابعة الإجراءات.
وأضاف أنه التقى وكيل النائب العام، وطلب منه تسريع إنهاء الإجراءات القانونية لدفن ابنته، مشيرًا إلى أن أسرته تعيش في قرية الطيبة التابعة لمركز الزقازيق، حيث خيّم الحزن على أهالي القرية منذ وقوع الحادث، والجميع في حالة ترقّب وألم.
وأوضح والد روان أن وكيل النيابة طمأنه بسرعة إنهاء الإجراءات، وكلف الطب الشرعي بإجراء الفحص اللازم لتحديد أسباب الوفاة.
وشدد على مطالبته بالكشف عن حقيقة ما حدث، متسائلًا: "هل ما جرى لابنتي حادث عرضي، أم أن هناك شبهة جنائية؟"، لافتًا إلى أن روايات متعددة تداولها زملاء روان داخل الكلية تُثير الريبة، وإن ثبتت صحتها فإن الأمر يتطلب محاسبة كل من تثبت مسؤوليته.
وأكد أن ابنته روان، الطالبة بالفرقة الرابعة، كانت تتمتع بصحة جيدة، ولم تعانِ من أي أمراض، ولم تكن على علاقات واسعة بزملائها، مشيرًا إلى أنها كانت هادئة، ومجتهدة، ومقبلة على الحياة.
وقال إن يوم الحادث كان يوم امتحانها في مادة الرياضيات، ضمن اختبارات الفصل الدراسي الثاني، والذي يُعد الأخير لها قبل التخرج.
واختتم الأب المكلوم حديثه بكلمات مؤثرة قائلاً: «روان كانت أغلى ما أملك... لا أطلب سوى الحقيقة، وإنصاف ابنتي إن كان هناك من تسبب في فقدانها».
وكانت كلية العلوم بجامعة الزقازيق، قد شهدت أمس الأحد، واقعة مأساوية أسفرت عن مصرع طالبة بالفرقة الرابعة، وذلك إثر سقوطها من الطابق الرابع بمبنى الكلية، في حادث أثار حالة من الحزن بين زملائها وأعضاء هيئة التدريس.
وكانت الأجهزة الأمنية بأمن الشرقية، قد تلقت إخطارًا من قسم شرطة ثان الزقازيق، يفيد بورود إشارة من مستشفى الزقازيق الجامعي، بوصول الطالبة «ر. ن 22 عامًا، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية العلوم، جثة هامدة، متأثرة بإصابات بالغة ناتجة عن السقوط من علو.
وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وتم فرض كردون أمني بمحيط مبنى الكلية، كما جرت معاينة موقع السقوط بمعرفة الجهات المختصة.
وبالفحص والتحريات الأولية، تبين أن الطالبة سقطت من الطابق الرابع في ظروف لم تُحدد بعد بشكل قاطع.
وتم نقل جثمان الطالبة إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى الجامعي، ووُضع تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وتحديد أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة للوقوف على ملابساتها كاملة، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه.
وتسود حالة من الحزن والأسى داخل الكلية عقب الحادث، وسط دعوات من زملاء الطالبة وأعضاء هيئة التدريس بسرعة الكشف عن أسباب الوفاة الحقيقية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، مع التأكيد على ضرورة توفير وسائل السلامة داخل المباني التعليم