بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراما "لام شمسية" وقضية الطفل ياسين.. صحوة مجتمع طال انتظارها

بوابة الوفد الإلكترونية

وضعت دراما “لام شمسية” المجتمع أمام أبشع أنواع الجرائم البشرية، التي تمحو كل الصفات الإنسانية البريئة التي خلقنا بها الله وأنار بها قلوبنا وأعيننا، جعلته يقف شاهدًا مع كل حلقة على يوميات طفل سُلبت منه فطرته وطبيعته و انتعاشة روحه التي لازالت تزيل قشور الحياة ليتعرف عليها وينمو ويكبر فيها ويزرع بها أحلامه، نمّت لديه التوعية بذلك الجرم الذي لا مبرر له مهما كان،  ويستطيع الوقوف محاربًا أمام الجاني ولطيفًا محبًا حنونًا أمام المجني عليه.

بعد حوالي شهر من عرض مسلسل “لام شمسية”، ومع عودة أحداث الطفل ياسين التي ظلت حبيسة التحقيقات لمدة عام و انتهت بحفظ القضية لعدم ثبوت الادلة، إلى ساحة المجتمع من جديد في مطلع العام الجاري ولكن هذه المرة بجرعات زائدة من الوعي والمعرفة بخطورة الموقف وزيادته عند الإغفال عنه، التحقيقات تلك المرة أخذت رداءً مختلف وأجرأ من المجتمع بالتزامن مع ساحات المحكمة، أدرك أفراده من آباء وأمهات وأطفال خطورة ذلك الفعل الشنيع الذي لايمت للإنسانية والرجولة بصفة، المحطم لجميع حقوق الطفل القاتل لبراءته وطفولته التي يجب على المجتمع احتضانها بكافة الأشكال، تلك العوامل التي أسرعت من وصول القضية إلى مرتبة الرأي العام والدفع بآلاف المنشورات عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤكد على بشاعة ماحدث وأن الواقع أصبح أكثر ألمصأ وتعاسة من القصص الدرامية، ولم تعد الدراما مرآة عاكسة فقط للمجتمع وإنما أصبحت أداة للتوعية وكشف المستور وصوت من لاصوت له.

هذا هو الهدف المنشود من الدراما السليمة والصحية، مهما كانت القضية في أحداث المسلسل قاسية ومقبضة للقلب لكنها في الواقع أكثر بشاعةً عندما نراها نصب أعيننا بشكل حقيقي دون كاميرات وإخراج، هاهو الواقع يضع بشاعته أمامنا من جديد ولكن مع العلم والمعرفة يصعب السكوت والاستسلام وغلق الأبواب وضياع الحقوق.

قضت محكمة دمنهور اليوم بحبس المتهم الذي يطرق أبواب الـ 80 من عمره بالحبس المؤبد، المؤبد الذي سجن نفسه فيه عندما ألقى بإنسانيته وبفطرته ورجولته وشهامته وأصبح ذليلًا لميوله الشاذة وشهواته المقززة.

المجتمع الذي يرفض ذلك النوع من القضايا ومايشابهها من جرائم تسلب الإنسان حقه في الحياة، والذي يدشن قوة وسائل التواصل الاجتماعي لصالحه، والصحافة التي احترمت ونفذت طلب عدم تصوير أصحاب القضية والجناة، جميع تلك الصفات تجعلنا نشعر بالأمان والأمل مهما استفحلت أمامنا الجرائم وطريقة فعلها ، سنظل موقنين بأن الخير مستمرًا إلى يوم الدين .

ومن هنا نؤكد أن توعية الدراما ذات أهمية خطيرة ووعي المجتمع هو المكمل لها، “لام شمسية” أصبحت نقطة نظام ومحاولة إعادة الأشياء لمكانها الصحيح، والتشجيع على صناعة الدراما النافعة للمجتمع وتجعله قادر على مواجهة مشاكله وحلها بدلًا من الهروب منها وتفاقمها.