بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حكاية وطن

الكلمة الجامعة!

لم يعد خافياً على كل لبيب أن الكيان الصهيونى لم يحدد لنفسه حدوداً جغرافية، رغم تعارض ذلك مع ما اتفق عليه فقهاء القانون وعلماء السياسة، من أن لتحديد إقليم الدولة أهمية قصوى، وأن سيادة الدولة ترتبط بإقليمها، وهذا يفسر الغاية الرئيسية للسياسة الخارجية الصهيونية، وهى التوسع الخارجى والعدوان على كل القوى التى تتحداها بجيش سمى «الدفاع الإسرائيلى» ويُدعم من الدولة الغربية التى تصور نفسها مدافعاً أول عن قيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان، إن الصهيونية تعتقد من وراء تجريفها أرض فلسطين شعباً وترابًا، بأنها وضعت يدها على أرض بلا شعب وتمنحها لشعب بلا أرض، ولن تكتفى بفلسطين، فعندما تسقط فلسطين فى يدها نهائياً فستولى وجهها إلى دولة أخرى، ويومها يقول القائلون: «أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض»!

جاء الوقت الذى يجب أن يتفق فيه العرب على أهمية الجلوس إلى مائدة تفكير واحدة، يؤكدون من خلالها أنهم فى حاجة إلى إعادة بناء النظام العربى والأمن القومى العربى بما يكفل لهم حماية أراضيهم من المحيط إلى الخليج، وتطبيق اتفاقية الدفاع المشترك، وتنفيذ مشروع بنك التنمية العربى ليتمكين من القيام بواجبه نحو مساعدة الدول العربية الفقيرة وحمايتها من الانهيار الاقتصادى بدلاً من توجيه الاستثمارات العربية للاقتصادين الأمريكى والإسرائيلى، لإسعاد شعوبهما بدلاً من إسعاد الشعوب العربية، فى هذه المرحلة الحرجة يجب أن يرتفع العرب فوق جراح الماضى، وأن يضعوا مصالح الأمة العربية فوق كل الاعتبارات لتحقيق مصالحة عربية حقيقية، وأن تتنازل كل دولة تنازلاً متبادلاً للأخرى لدفن الماضى البغيض ووأد الخلافات أياً كانت كيلا تستغلها قوى البعض فى النفاذ من هذه الثغرات بمحاولة إملاء مفاهيم ومعتقدات جديدة للسيطرة على أفكارنا ليسهل عليهم السيطرة على عقولنا، الآن أصبح الوقت مناسباً لوضع استراتيجية تعيد بناء النظام العربى لتحقيق ما تطمح إليه الشعوب العربية من تطور وتعاون لحماية مصالح الأمة العربية ومواجهة ما يتهددها من أخطار تسعى لطمس هويتها واسترقاق شعوبها ونهب ثرواتها.

كما أصبح ضرورياً وضع ميثاق جديد تحدد فيه العلاقات العربية بأسلوب واضح وملزم مع تحديد صريح لواجبات كل دولة عربية مما يضمن لها من حقوق ويستوجب عليها من التزامات وقت السلم أو فى وقت الاعتداء على أحدها من خارج المجموعة العربية، ووضع إطار لأسلوب التعامل فيما بين الدول العربية على أساس الاتصال المباشر والحوار المستمر لإنهاء أى خلاف، ومعالجته بالسرعة التى تجعل الأمر محصوراً بين القادة منعاً لأى تداعيات تنعكس سلبياً على الشعوب. وأصبح مطلوباً أيضاً إنشاء بنك عربى تكون مهمته تصحيح الهياكل الآلية فى الدول العربية وتطور إمكاناتها الاقتصادية حتى تستطيع الخروج من الكبوة الاقتصادية على أساس خطة خمسية تأخذ فى الاعتبار الدول التى لديها إمكانات وثروات يمكن استثمارها وتحقيق مردود اقتصادى من ورائها.

يقيناً إن لم يكن مال العرب للعرب، ويستثمر فى البلاد العربية فإن العواقب لن تكون مبشرة وفى مقدمتها استنزاف الثروات التى يتبعه استنزاف الدماء والكرامة.

لن تجدى الخطب الرنانة التى لا تنتهى إلى شىء دون الانتباه إلى الأحداث الجسام التى أدت إلى الانتكاسة الكبرى التى أضاعت فلسطين وأضاعت الثقة فى إمكانية الاتحاد على كلمة واحدة ولو فى اجتماع عابر للجامعة العربية.

مطلوب أن تكون للجامعة الكلمة الجامعة للعرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من زحف صهيوأمريكى يقضى على الأخضر واليابس.