دواء شهير لتساقط الشعر يسبب تغيرات هرمونية فادحة

تساقط الشعر .. في تحذير صارخ يثير قلق الملايين حول العالم، أطلق جراح أمريكي بارز نداءً واضحًا للرجال: "لا تتناولوا فيناسترايد". 

وبات هذا الدواء الشائع لعلاج تساقط الشعر، الذي استخدمه مشاهير مثل دونالد ترامب وبعض نجوم هوليوود، في دائرة الاتهام بسبب ما قد يسببه من تغيّرات دائمة في الأعضاء التناسلية واضطرابات نفسية شديدة.

دواء واعد.. لكن بثمن فادح

فيناسترايد، الذي طُوّر أساسًا لعلاج تضخم البروستاتا، يعمل على تثبيط تحويل هرمون التستوستيرون إلى DHT، المرتبط بتساقط الشعر، لكن هذا التثبيط قد يؤدي إلى آثار عكسية مدمّرة، تشمل العجز الجنسي، الاكتئاب، وحتى الانتحار في بعض الحالات، وفقًا لتقارير حديثة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

تجارب مأساوية وروايات صادمة

أظهرت بيانات من هيئة تنظيم الأدوية البريطانية أن عشرات الرجال أبلغوا عن تقلص أعضائهم التناسلية بعد تناول فيناسترايد، بينما أصيب آخرون بمرض بيروني، الذي يسبب انحناء القضيب نتيجة تندب داخلي. 

ومن بين الحالات البارزة، حالة الجندي الأمريكي السابق مارك ميليش، الذي تحدث علنًا عن تدهور قدراته الجنسية والنفسية بعد استخدامه الدواء.

التحذير يمتد عالميًا.. وأرقام مقلقة

في المملكة المتحدة وحدها، تضاعفت التقارير عن الآثار النفسية والجنسية المرتبطة بفيناسترايد خلال السنوات الأخيرة. 

ووفقًا لنظام مراقبة الأدوية الأمريكي، تم تسجيل أكثر من 800 بلاغ حول تشوهات في القضيب، مع اتهامات مباشرة للدواء بالتسبب في ذلك، كما أظهرت تقارير أن العديد من المرضى استمرت أعراضهم حتى بعد التوقف عن تناول العقار.

موقف رسمي وتحذيرات مستمرة

في أبريل من العام الماضي، حثت السلطات الصحية البريطانية الرجال على مراقبة صحتهم النفسية والجنسية أثناء استخدام الدواء، بينما أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا تحذيرًا شديد اللهجة واصفة فيناسترايد بأنه يشكل "خطرًا كبيرًا محتملاً" على الأعضاء التناسلية.

سعر زهيد.. وكلفة صحية باهظة

رغم كل هذه التحذيرات، لا يزال الدواء متاحًا في الأسواق الخاصة في بريطانيا بسعر 28 جنيهًا فقط، ما يجعل الوصول إليه سهلًا – ولكن بثمن قد لا يكون ماليًا فقط، بل جسديًا ونفسيًا لا يُعوَّض.

وشدد الدكتور إدوارد شايفر، استشاري المسالك البولية الذي عالج الممثل بن ستيلر، على ضرورة الامتناع عن استخدام هذا الدواء دون إشراف طبي دقيق، مؤكدًا أن بعض الآثار الجانبية قد تكون دائمة.

 ودعا إلى مزيد من الأبحاث، وإلى رفع الوعي بين الرجال حول ما قد يبدو علاجًا تجميليًا بسيطًا، لكنه يخفي خلفه مخاطر حقيقية على الصحة الجنسية والنفسية.