مديرية أمن ريف دمشق تؤكد التزامها بحماية المواطنين وسط توتر في أشرفية صحنايا

أكدت مديرية أمن ريف دمشق التزام عناصرها الكامل بأداء الواجب الوطني في حماية أمن المواطنين وسلامة البلاد، وذلك في ظل استمرار التوتر في بلدة أشرفية صحنايا بريف العاصمة، والتي شهدت مؤخراً اشتباكات دامية مع مجموعات وُصفت بأنها "خارجة عن القانون".
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن قوات الأمن العام بدأت بالانتشار في مختلف أحياء أشرفية صحنايا، بعد أن تم تمشيط مواقع قالت إنها كانت تُستخدم من قبل مجموعات مسلحة لاستهداف المدنيين وعناصر الأمن. وأكدت مصادر محلية للوكالة دخول قوات الأمن إلى الأبنية السكنية في البلدة ضمن إجراءات إعادة الاستقرار.
وفي هذا السياق، صرح مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن قوات الأمن العام دخلت جميع أحياء البلدة، وشرعت في تنفيذ خطة أمنية لاستعادة الأمن وفرض الاستقرار. وأضاف أن وزارة الداخلية نشرت وحدات إضافية في محيط صحنايا وأشرفية صحنايا لمنع تكرار أي أعمال عنف.
وشوهدت سيارات تتبع للأمم المتحدة وهي تدخل إلى أشرفية صحنايا، في مؤشر على مساعٍ دولية لمراقبة الوضع. كما أفادت مصادر بوصول مشايخ عقل من طائفة الموحدين الدروز، من بينهم يوسف جربوع وحمود الحناوي، للمشاركة في جهود التهدئة.
وأكد الطحان أنه "عقب الأحداث الأخيرة في جرمانا، تم التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة لوقف إطلاق النار وتسليم جثث الضحايا"، مشيراً إلى أن "الجهات المختصة بدأت فوراً في تنفيذ بنود الاتفاق".
ورغم هذه الجهود، أعلن الطحان أن مجموعات مسلحة تسللت ليلاً إلى الأراضي الزراعية في محيط أشرفية صحنايا، وقامت بشن هجمات على المدنيين وعناصر الأمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأضاف أن هذه المجموعات صعّدت من اعتداءاتها صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً من قوات الأمن العام في هجوم استهدف نقاطاً أمنية.
وبحسب البيان الأمني، فقد جرى انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مرة أخرى، عندما هاجمت تلك المجموعات نقطة أمنية إضافية، ما أدى إلى مقتل 5 عناصر آخرين، ليرتفع عدد الضحايا في صفوف القوات الأمنية إلى 16.
وختم الطحان تصريحه بالتأكيد على أن "قوات الأمن العام ستواصل أداء واجبها ولن تتهاون في ملاحقة كل من يهدد أمن الوطن"، مضيفاً أن جميع الإجراءات اللازمة تُتخذ حالياً لضمان إعادة الاستقرار إلى المنطقة.
أردوغان يندد بالهجمات الإسرائيلية على سوريا ويحذر من زعزعة استقرار المنطقة
ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، والتي جاءت في ظل التوترات المتصاعدة في بلدتي جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق، مؤكداً رفض بلاده لأي محاولات لفرض أمر واقع يهدد استقرار المنطقة.
وقال أردوغان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية: "لن نسمح بفرض أمر واقع في منطقتنا، ولا بأي مبادرة تهدد أو تعرض الاستقرار الدائم في سوريا والمنطقة للخطر"، مشدداً على أن وحدة أراضي سوريا "أمر لا غنى عنه بالنسبة لنا، والحكومة السورية تتصرف أيضاً من نفس المنطلق".
وحذر الرئيس التركي من أن أي محاولات لجر سوريا إلى مستنقع جديد من عدم الاستقرار "ستقابل بردود مختلفة من أنقرة"، مؤكداً أن مشروع الكيان الفيدرالي في سوريا "لا يتعدى كونه حلماً فقط".
ودعا أردوغان في كلمته إلى ضرورة توحيد المجموعات المسلحة السورية تحت مظلة وزارة الدفاع، بهدف الحفاظ على وحدة البلاد، مشيراً إلى أن المصلحة الوطنية تقتضي تجاوز الانقسامات والعمل ضمن مؤسسات الدولة.
وتزامنت تصريحات أردوغان مع اشتباكات اندلعت منذ يوم الثلاثاء في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق، بين فصائل موالية للحكومة ومقاتلين محليين، إثر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد نُسب لأحد الأشخاص، ما أشعل موجة غضب شعبي واسع.
في السياق، وصف شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، ما حدث في سوريا بأنه "مشروع فتنة"، داعياً الدولة السورية إلى "حماية حقوق جميع مواطنيها على اختلاف أطيافهم".
في تطور متسارع، أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت اليوم الأربعاء مجموعة من قوات الجيش السوري في منطقة أشرفية صحنايا، وذلك في ثاني استهداف من نوعه خلال 24 ساعة، وسط تزايد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد.
وفي بيان رسمي، أعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أوعز برفع مستوى الجاهزية لضرب أهداف تابعة للنظام السوري، في حال استمرار ما وصفه بـ"الاعتداءات على الدروز" في الجنوب السوري.
وتثير هذه التطورات قلقاً إقليمياً من عودة التصعيد إلى الساحة السورية، في وقت تعيش فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متراكمة منذ أكثر من عقد.