بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كان خاطبًا ووحيد والديه.. تشييع جثمان شاب توفي في حادث سير أثناء عمله بالسعودية

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن يومًا عاديًا في قرية كفر الحاج عمر التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، اليوم الأربعاء ، حيث خيم الصمت وارتفعت الدموع، وتبدلت ملامح الوجوه بالحزن، بعدما وصل جثمان الشاب أحمد صالح السيد صالح، 21 عامًا، قادمًا من السعودية، إثر وفاته في حادث سير أليم أثناء عمله كهربائيًا هناك.

أحمد صالح، الذي لم يمضِ على سفره سوى أربعة أشهر، كان الابن الوحيد لأبويه، وسط ثلاث شقيقات، وكان الأمل الذي تعلقت به الأسرة للخروج من ضيق الحال إلى مستقبل أفضل، خاصة وأنه خطب لفتاه أحلامه قبل سفره وكان يستعد للزواج خلال أشهر قليلة، وكان يحلم ببناء بيت صغير يجمعه بخطيبته في قريته. 

بموته، انهارت الأحلام، وانكسر قلب والده الموظف بالمجلس المحلي، وأمه المُعلمة التي كانت تتابع خطواته بدعاء الأم ودموع الاشتياق.

مع وصول الجثمان إلى قريته، افترش الأهالي الطرقات المحيطة بمسجد السكة الحديد، وارتفعت أصوات البكاء، وتجلت صور الإنسانية في أعين المشيعين الذين لم يملكوا إلا أن يحتضنوا أسرته المكلومة، التي وقفت مذهولة، عاجزة عن تصديق أن الشاب أحمد قد عاد لكنه بلا روح.

يقول أحد شباب القرية: كان أحمد قطعة من النور في حياتهم، سندًا لوالده، وكتفًا لأمه، وضحكةً لأخواته، وخطيبًا حنونًا ومتفهمًا، رحل في عز شبابه، وما ترك إلا الحزن في كل بيت عرفه.

ويضيف آخر: آخر مكالمة بينا كانت كلها ضحك وتفاؤل، كان بيخطط يرجع قريب ويبني بيت صغير جنب بيت العائلة، بس الموت كان أسرع.

وشيعت الجنازة عقب صلاة الظهر، واصطف المئات في موكب مهيب، لم يفرق فيه أحد بين دمعة أم ولا تنهيدة أب، حيث تحول المسجد وساحته إلى مأتم كبير يعكس حجم الفقد وقيمة الفقيد في قلوب الجميع.

أحمد لم يكن مجرد شاب مغترب، بل كان أملاً يمشي على قدمين، وها هو اليوم يعود إلى بلده، لكن على الأكتاف، تاركًا وراءه قلوبًا محطمة، وذكريات لا تُنسى، وودعوه المشيعون بعد الانتهاء من مراسم الدفن  بالدعاء بأن يرحمه الله رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وخطيبته وأحبابه الصبر الجميل.