الصبر مُفتاح الفرج!

حُفرت داخل وجداننا تلك العبارة الخالدة التى كثيرًا ما نقرأها على الحوائط فى لافته خلف شخصية الفقير فى الدراما المصرية «الصبر مفتاح الفرج» إلا أنه للأسف إذا نظرت حولك سوف تشاهد أن الصبر نفذ من الناس أمام قلة الحيلة لديهم وإحتكار البعض لكل شىء ولم يتركوا لغيرهم شيئًا حتى الابتسامة، ويعيشون اليوم فى القصور وهم الذين ولدوا أمامنا فى بيوت من الصاج، لدرجة أن أحد الشعراء وهو «أمل دنقل» طلب منهم فى إحدى قصائده أن يسمحوا له بالابتسام فقال «أعطنى القدرة حتى أبتسم، أعطنى القدرة حتى لا أموت»، نعم إن نفاد الصبر ينجم عنه الفوضى، وهى تفتح أبواب الجحيم الذى لا يترك شيئًا، وتموت على هذه الحالة الأوطان التى يحيا فى داخلها الناس بدون أمل، يُسيطر عليهم الموت كالقنفد الذى يسكن فى جدار الوطن ولا يستطيع أحد الاقتراب منه. وللأسف يموت الكلام بين البشر خاصة أمام هؤلاء الذين يُحملون الفقراء إخفاقات الوطن، ويطلبون منهم شُكر المسئولين الذين يسمحون لهم بالعلاج على نفقة الدولة، وعلى الفقراء انتظار الفرج الذى لا يأتى على الإطلاق، وأصبح الجميع يُراهنون على غياب الآخر.